صاحبة أول منصة سوق مالي إلكترونية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من نوعها..
أطلقت مشروعها الخاص عند عمر 24 عاما.. دانيه عادل الشويخ لـ«أخبار الخليج»:
يقول الأديب البرازيلي العالمي باولو كويلو: «إن كنت تعتقد بأن المغامرة خطرة.. فجرب الروتين فهو قاتل»!
نعم، فكما يري البعض أن أكبر مجازفة في سباق الحياة على الاطلاق هي ألا تجازف، وعملا بهذا المنطق فقد قررت المخاطرة دون خوف أو تردد، فضحت بوظيفتها من أجل مشروعها الخاص، واجتازت التجربة بنجاح، وأدركت منذ الخطوة الاولى أنها فعلت ما يحقق ذاتها وما يتماشى مع ميولها وشغفها.
دانية عادل الشويخ، حلمت منذ الطفولة أن تصبح رائدة أعمال في المستقبل، وكان لها ما أرادت، فأصبحت شريكا مؤسسا لأول منصة الكترونية من نوعها على صعيد الشرق الأوسط، والعالم فيما يتعلق بشمولية تقديم المنتجات البنكية المصرفية والتكنولوجية المالية، وذلك عند عمر 24 عاما، لتترك بصمة خاصة بها في عالم المرأة البحرينية الحافل بالإنجازات والعطاءات.
لقد اختارت الأصعب، وآمنت بأن الحرية تعني الحق في الاختيار بين عدة بدائل، وأن الإنسان حين يفقد قدرته على الاختيار يفقد إنسانيته، فانطلقت في رحلة البحث عن الذات، التي لم تكن ممهدة الطريق، فما أكثر التحديات والصعوبات التي واجهتها، لكنها صمدت بكل قوة وإصرار حتى صنعت لنفسها مكانا تحت الشمس.
«أخبار الخليج» توقفت عند أهم محطات المشوار في الحوار التالي:
ماذا كان حلم الطفولة؟
أذكر أنني كنت طفلة فضولية بشدة، كثيرة التساؤلات في كل شيء وأي مجال، وكان حلمي منذ الصغر أن أصبح رائدة أعمال في المستقبل، وقد بدأت العمل التجاري بصورة بسيطة للغاية عند عمر ست سنوات، حيث كنت أصنع بعض الأشياء والإكسسوارات وأقوم ببيعها، واستمتع بذلك كثيرا، وكان من الصعوبة بمكان أن أحدد تخصصي الدراسي مبكرا، ولكني كنت متفوقة دائما، وعشقت مجال الإعلام والثقافة، فقررت بعد الثانوية العامة الذهاب إلى نيوكاسل لدراسته إلى جانب تخصص إدارة الأعمال، ثم حصلت على رسالة الماجستير هناك كان موضوعها عن التسويق الاستراتيجي.
وبعد العودة إلى الوطن؟
بعد تخرجي في جامعة نيوكاسل، وحصولي على رسالة الماجستير حول موضوع التسويق الاستراتيجي، عملت هناك فترة كمستشارة للتسويق في شركة خاصة، واكتسبت خبرة عملية أضافت لي الكثير، ثم عدت إلى البحرين، وعملت في إحدى الشركات، وكانت مهمتي وضع استراتيجيات التسويق بها، واستمتعت كثيرا بهذه الوظيفة، ولكني اكتشفت أن التسويق في مجتمعنا مختزل في أشياء محددة رغم كونه علما خاصا له أسسه وأصوله، ورغبة مني في التعمق أكثر في هذا العالم بشكل علمي احترافي، قررت ترك هذه الوظيفة، والتحقت بشركة ناشئة للفينتك (التكنولوجيا المالية) وكانت أول شركة مرخصة للصيرفة المفتوحة على نطاق الشرق الأوسط، وكنت من الأوائل المنضمين إليها وبدأنا معها من الصفر، وأسسنا الشركة خلال عامين وأنجزت الكثير بها، وخرجنا من الإطار المحلي وتوسعنا خارج مملكة البحرين، إلى أن شعرت برغبة في خوض العمل الحر واطلاق مشروع خاص يتماشى مع ميولي وشغفي.
ماذا يعني مصطلح الفينتك؟
مصطلح الفينتك يشير إلى صناعة مكونة من شركات تعمل على تسخير التكنولوجيا لخدمة قطاع المدفوعات، وشركات التكنولوجيا المالية هي شركات ناشئة في العموم تتحدي الشركات التقليدية التي هي أقل اعتمادا على البرمجيات، وتستخدم شركات الفينتك غالبا التكنولوجيا لمنافسة الأنظمة المالية الحالية.
وما فكرة مشروعك الخاص؟
مشروعي هو شركة دليل، وكانت فكرتي مع زميلتان نظرا لتحمسنا الشديد للتكنولوجيا الحديثة وشغفنا بها، ومهمتنا هي تبسيط قطاع الخدمات المالية والمساهمة في الاستقرار المالي الذي يمثل أهمية لصحتنا العامة، من هنا أطلقنا أول منصة الكترونية مالية تقدم منتجات بنكية مصرفية ومنتجات التكنولوجيا المالية، وهي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم فيما يتعلق بشمولية تلك المنتجات المشار إليها سابقا.
ما هي خدماتكم الموجهة إلى الأفراد؟
نحن نعمل على خلق تحويل قطاع الخدمات المالية من خلال انشاء نظام بيئي متصل يجمع بين المؤسسات المالية والأفراد، وذلك بعد أن اكتشفنا انه من الصعب العثور على المنتجات المالية المناسبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ووجود صعوبة في البحث عن افضلها التي تلبي احتياجاتهم، لذلك قمنا بتصميم تطبيق دليل للمساعدة في كل خطوة من رحلة العميل المالية، ومساعدته على إدارة أمواله بطريقة أفضل سواء كان يبحث عن منتجات مصرفية تقليدية أو تكنولوجية مالية، مثل العملات المشفرة وتداول الأسهم وغيرها بهدف تقديم المعلومات والحلول للعملاء عن كل ما يتعلق بتلك الأمور.
وللمؤسسات؟
انطلاقا من إدراكنا بأن البنوك والمؤسسات المالية تحتاج إلى أدوات أفضل لعملائها، قمنا ببناء منصة متكاملة تسمح لشرائنا من المؤسسات المالية بالاستفادة من البيانات لاكتساب عملاء جدد، وكذلك طرح منتجات جديدة واستهداف زبائن بشكل أكثر فعالية، ولله الحمد نحظى اليوم بثقة كبيرة من قبل أكثر من 12 بنكا ومؤسسة مالية.
ما أهم الأخطاء الشائعة التي يقع فيها العملاء؟
للأسف هناك ظاهرة سلبية منتشرة في أغلب مجتمعاتنا العربية وهي تتعلق بتحفظ المواطن عند الحديث عن أموره المالية بشكل عام، إلى جانب نقص الوعي بقضايا كثيرة ترتبط بذلك، وهذا ينطبق على الإنسان الناجح والفاشل على حد سواء، ومن هنا تنبع الحاجة إلى المساعدة في اختيار المنتج المناسب، بهدف اتخاذ القرار المالي الصحيح، ومن ثم كيفية إدارة أمواله بالشكل المطلوب، حيث حددنا هدفنا لتوفير المعلومات الخاصة التي تمكن العميل من السير في الطريق المالي بأمان وباقتدار، وإيصالها بصورة سلسة للتسهيل على الزائر لهذه المنصة والتي أنشئت منذ عامين تقريبا.
أصعب التحديات التي واجهتك؟
في البداية، واجهنا تحديا مهما تمثل في عدم توافر المعلومات التي كنا في أمس الحاجة إليها كي يقوم مشروعنا على أساس سليم، وكان الحل هو القيام بإجراء المسوحات والدراسات اللازمة بأنفسنا وذلك لتوفير المعلومات التي نمد بها العملاء، ونسعى حاليا للخروج من الإطار المحلي والتوسع خارج البحرين، والحصول على التسهيلات والدعم من الجهات المعنية في أي دولة أخري.
وعلى الصعيد الشخصي؟
التحدي الأصعب على المستوى الشخصي الذي واجهني في البداية هو كوني فتاة وصغيرة في السن، الأمر الذي جعل من الصعوبة بمكان الحصول على الثقة أو الدعم من قبل البعض، حيث شرعت في مشروعي عند عمر لم يتعد 24 عاما، ولكن مع الوقت أثبت ذاتي، وتركنا بصمة واضحة ومميزة في المجتمع.
هل أنت إنسانة مغامرة؟
يمكن القول بأن ترك وظيفتي ودخلي الثابت من أجل مشروعي الخاص كان مجازفة كبيرة وخطيرة مني، ولكني فضلت أن أسير وراء شغفي والانجاز والعطاء في المجال الذي أفضله، ولن أنسى لزوجي موقفه معي حين ضحى بمشروعه وقبل بالوظيفة لضمان توفير دخل ثابت لنا وذلك من أجل تحقيق طموحي، فقد كان أكبر داعم ومشجع لي في كل خطوة.
ما نصيحتك لأي امرأة مقدمة على العمل الحر؟
أنا شخصية قوية لا تستسلم لأي عقبة، وأحرص دائما على تحكيم عقلي وعواطفي عند اتخاذ أي قرار، ومن ثم ضمان عدم الندم عليه، لذلك كانت مخاطرة في محلها، الأمر الذي يؤكد أنه لا مفر من المجازفة في الحياة، وهذه هي رسالتي لأي امرأة تفكر في إطلاق مشروع خاص، ورغم تحفظ أهلي وترددهم عند التفكير في خوض مشروعي، فإنني عزمت وتوكلت على الله سبحانه، وتركت بصمتي الخاصة في هذا المجال، وهذا هو سر النجاح في الحياة.
متى تفشل المرأة؟
أرى أن أهم أسباب فشل أي امرأة هو فقدانها الثقة في نفسها، وفي قدراتها، وعدم الاستماع إلى صوتها الداخلي، ورفضها المخاطرة أو الخوف من الإقدام عليها في بعض الأحيان، هنا قد تتعثر خاصة إذا غامرت بشغفها، هذا على صعيد العمل أما على المستوى الأسري فيجب التأكيد هنا على أهمية توافر التوافق في الفكر والثقافة، وكذلك التقارب في الطموحات والأحلام والأهداف بين الزوجين، فتلك هي عوامل النجاح الأساسية لأي علاقة شراكة في الحياة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك