صاحبات أول مبادرة من نوعها بالمنطقة لحماية الأطفال من الابتزاز الفضائي والمثلية الجنسية.. حصدن المركز الأول في مبادرة الشيخ عيسي بن علي آل خليفة لإعداد القادة الشباب.. الاختصاصية الاجتماعية دلال عبدالله العطاوي والمهندسة المعمارية خولة محمد الغانم والطبيبة نداء جمال الياقوت لـ«أخبار الخليج»:
يقول الشيخ علي الطنطاوي: «إذا شئتم أن تذوقوا أجمل لذائذ الدنيا وأحلى أفراح القلوب .. فجودوا بالحب كما تجودون بالمال»!
لعل أفضل صور الجود بالحب ومن دون أي مقابل هو العمل التطوعي، وخاصة إذا تم توجيهه إلى فئة الأطفال، والذي يمثل سلوكا حضاريا لا بد من انتهاجه لأنه في النهاية يعكس مدى التكافل والتعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع ليصل بصاحبه إلى أسمى درجات الإنسانية وتحمل المسؤولية المجتمعية.
من هنا انطلقت فكرة مبادرة «ليث» من قبل خمسة من المؤسسين وهم الاختصاصية الاجتماعية دلال عبدالله العطاوي رئيس الشؤون الاجتماعية والنفسية بالمبادرة، والمهندسة المعمارية خولة محمد الغانم رئيس الشؤون المالية، والطبيبة نداء جمال الياقوت رئيس شؤون العلاقات العامة والإعلامية، وخميس بحر، وشريفة فؤاد، الذين حصدوا المركز الأول في مبادرة سمو الشيخ عيسي بن علي آل خليفة لإعداد القادة الشباب، وهي الأولى من نوعها لحماية الأطفال من الابتزاز الفضائي والمثلية الجنسية.
إن المسؤولية الاجتماعية هي أعظم ما يوجد داخل أي إنسان، فهي تؤكد مدى شعوره بالآخرين، ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم وآلامهم، بعيدا عن حب الذات، ولا شك أن هذه المهمة قد تواجه الكثير من التحديات والمعضلات، ولكن بشيء من الإيمان بأهمية هذا الدور يصبح بالإمكان تذليل أي عثرات قد تعترض طريق الخير.
«بصمات نسائية» حاورت ثلاث بطلات أسهمن في تأسيس هذا المشروع الإنساني بامتياز، وذلك في السطور التالية:
كيف جاءت فكرة المبادرة؟
دلال العطاوي: مبادرة «ليث» هي مشاركة نوعية تعتبر الأولى من نوعها في البحرين والمنطقة، وهي عبارة عن تطبيق إلكتروني لحماية الأطفال وإحداث التأثير الإيجابي فيهم، ولقد جاءت فكرته عبر مشاركتنا في مبادرة سمو الشيخ عيسي بن علي آل خليفة لإعداد القادة الشباب، وقد حصدنا المركز الأول لتميزها، وشاركني الفكرة أربعة مؤسسين هم خولة محمد الغانم، ونداء جمال الياقوت، وخميس بحر، وشريفة فؤاد. ولعل الفوز بالمرتبة الأولى من بين ثماني مبادرات مشاركة.
أسباب الفوز والتميز؟
الفوز بالمرتبة الأولى جاء انطلاقا من الربط بين المبادرة وبين أهداف التنمية المستدامة ورؤية المملكة لعام 2023، حيث تم العمل عليها ما يقرب من شهرين من خلال إعداد خطط واستراتيجيات للتواصل مع عدد من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني المرتبطة بالطفل، بهدف تحقيق الشراكات المساهمة للوصول إلى الهدف المنشود الذي تسعى له المبادرة، هذا إلى جانب نقطة مهمة وهي ارتباط الفكرة بحاجة ملحة على الساحة لمسناها جميعا في عصر السوشيال ميديا التي تسببت في صناعة الكثير من المشاكل الاجتماعية وأهمها المثلية الجنسية والابتزاز الإلكتروني.
ما أهم الأهداف التي تحققت؟
نداء جمال الياقوت: كان هدفنا الأساسي من وراء المبادرة تكريس الهوية الوطنية كأسلوب وقائي وعلاجي لهذه المشاكل المتمثلة في الترويج للمثلية الجنسية وعملية الابتزاز الالكتروني للطفل بشكل عام، ومن ثم تأكيد أهمية تحصين الطفل وتنشئته على قيم إسلامية وعربية أصيلة، وذلك في المرحلة العمرية من خمس سنوات إلى ثماني عشر عاما، وذلك عبر تطبيق الكتروني يتضمن برامج وورش توعوية يطلع عليها الطفل من خلال محتوى يجذبه بالتعاون مع ناشطين على السوشيال ميديا، وهو موجه أيضا لأولياء الأمور، وقد أطلقنا المبادرة في شهر يونيو وهو شهر المثلية كما يطلقون عليه، ولعل أهم أسباب نجاحنا هو شغف أعضاء الفريق بالعمل التطوعي وتعاونهم الكبير فيما بينهم.
إلى أي مدى يتعرض أطفالنا لهذه المخاطر؟
خولة محمد الغانم : لا شك أن غالبية أطفالنا اليوم يتعرضون لمثل هذه المخاطر وخاصة علي اليوتيوب، وهو أمر خارج عن السيطرة بشكل كبير، ولعل أكثر أنواع الابتزاز انتشارا مع الأطفال أو حتى الكبار هو الابتزاز المادي، وقد قررنا الاستعانة بشخصيات مؤثرة للمشاركة معنا في مواجهة هذه الظاهرة مثل الفنان البحريني خليل الرميثي على سبيل المثال، علما بأننا أطلقنا هذه المبادرة بعد القيام بدراسة مسحية حول مدى الحاجة إليها، حيث أجريت على 300 شخص من أولياء الأمور، الذين أكدوا الحاجة الملحة إليها وبنسبة مائة بالمائة، وقد نظمنا حتى الآن حوالي سبع ورش على حسابنا على اليوتيوب والانستجرام واليوم نحن بصدد اطلاق التطبيق الإلكتروني الخاص بالمبادرة قريبا.
أهم البرامج؟
دلال العطاوي: لقد أطلقنا حلقات بعنوان «اخصائي مع ليث» واستضفنا خلاله عددا من المتخصصين في المجال الأسري للتحدث عن المحاور التي انطلقنا منها، كما أننا بصدد تأسيس ما يسمى بـ«حقيبة ليث»، بهدف رفع مستوى الوقاية والتوعية لدى المعلمين في المدارس، وذلك تحت عنوان (ليث في مدرستي)، إيمانا منا بأهمية دور المدرسة في هذا الصدد، هذا فضلا عن دور الاسرة التي تعتبر المسؤول الأول لحماية الطفل من اخطار العصر الالكتروني الذي نعيشه اليوم، خاصة في ظل هذا الإدمان على وسائل التكنولوجيا الحديثة والذي يستدعي وجود قدر من المتابعة والرقابة وهو أمر يصعب على الكثير من أولياء الأمور تحقيقه بالدرجة المطلوبة.
كيف وصل مشروعكم إلى الخارج؟
نداء جمال الياقوت: لقد حصلنا على منحة تعليمية من المعهد العربي للتخطيط في الكويت لدراسة كورس عن كيفية تطوير المشاريع الصغيرة، كما تمت استضافتنا بعد ستة أشهر من إطلاق المبادرة في الكويت عبر برنامج مساء الخير يا كويت، كذلك تمت دعوتنا من مؤتمر الابتكار والتميز في دبي برعاية كريمة من سمو الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان، ونخطط للتوسع مستقبلا للوصول إلى باقي دول المنطقة، هذا فضلا عن حصولنا على دعم كبير من الأمين العام لمعهد التسامح في دولة الامارات عبدالحميد الرميثي الذي فتح أمامنا آفاقا أوسع للمبادرة.
لماذا التسمية بمبادرة ليث؟
دلال العطاوي: ليث اسم عربي أصيل يرمز الى القوة والشجاعة، وهو يطلق على الأسد الصغير، وقد اقتبسنا هذا الاسم في إشارة إلى مواجهة خطر الفضاء الالكتروني بكل قوة وشجاعة.
البداية مع العمل التطوعي؟
خولة محمد الغانم: لقد بدأت العمل التطوعي منذ عام 2018 وأهم الأعمال كان من خلال جمعية أيادي إغاثية عبر برنامج «بيتكم بيتنا» لترميم البيوت للأسر المتعففة.
دلال العطاوي: كانت البدايات مع العمل الخيري بالنسبة لي في نفس العام تقريبا، حيث قمت بتنظيم دورات تدريبية للأيتام والأرامل والأطفال بجهودي الفردية.
نداء جمال الياقوت: الانطلاقة كانت قبل حوالي عشر سنوات، حيث شاركت في الكثير من الحملات التطوعية الطبية الوقائية والتوعوية لصالح المجتمع بأكمله، إلى جانب تنظيم العديد من الورش في المجال الصحي.
الدرس المستفاد من مدرسة الحياة؟
نداء جمال الياقوت: من خلال ممارستي العمل الطبي يمكن القول بأن معايشتي للحظات الولادة والموت ومعايشة مشاعر الفرحة والألم صنع مني شخصية تتمتع بالصبر والإيمان ذات أهداف إنسانية في الحياة.
خولة محمد الغانم: بداية عملي واختلاطي بأناس وشخصيات وجنسيات مختلفة مثلت نقطة التحول في حياتي، حيث اكتسبت مع الوقت الكثير من مهارات التعامل مع الآخرين، وكذلك الحذر عند التعامل مع البعض.
دلال العطاوي: أهم شيء ترك أثرا واضحا في مسيرتي هو حرص والدتي على اصطحابي معها عند قيامها بالعمل الخيري والاجتماعي منذ طفولتي، الأمر الذي جعلني أشعر بقيمة ما نحن فيه من نعم ودفعني إلى مواصلة مشوارها الإنساني بكل حماس وشغف عند الكبر، وهو ما انعكس على مسيرتي بشكل عام.
التحدي الأصعب؟
دلال العطاوي: أهم تحدٍ يواجه أي ناشط في المجال التطوعي هو التشكيك في النوايا أو سوء الظن من قبل البعض تجاه ما يقوم به، وكلي فخر بأنني صاحبة رسالة ماجستير هي الأولى من نوعها بعنوان «فاعلية برنامج ارشادي لتنمية الوعي بأساليب التربية الفعالة لأولياء الأمور لخفض العنف لدى أبنائهم الجانحين بمملكة البحرين»، وهذا التفرد يعتبر في حد ذاته تحديا كبيرا كنت بقدره ولله الحمد.
خولة محمد الغانم: من أهم الصعوبات التي واجهتها هو الموازنة بين مسؤولياتي المتعددة كأم وموظفة ومتطوعة وقد تحديت نفسي لتحقيق نوع من العدالة فيما بينها، وقد أثبت من خلال تجربتي أن المرأة حين تصبح أمًّا لا تتوقف عن رسالتها التطوعية أو العلمية أو العملية، بل تصبح قدوة لأبنائها في كل هذه الميادين، ولعل أصعب الفترات التي مرت بي كانت أثناء اعداد رسالة الماجستير التي كانت الاولى من نوعها، حيث تطرقت فيها إلى العوامل المؤثرة في تطبيق الذكاء الاصطناعي في المنشآت الصناعية في مملكة البحرين اثناء جائحة كورونا، ولله الحمد حصلت عليها بامتياز مع المرتبة الأولى، وكان بالطبع تحديا كبيرا .
الحلم القادم؟
نداء جمال الياقوت: حلمي الحالي هو أن أصبح استشارية في مهنتي، وأمتلك عيادة خاصة، أثبت من خلالها تميزا في الجانب الطبي والقيادي.
خولة محمد الغانم: أتمنى أن أكون شخصية مؤثرة على المستوى العالمي.
دلال العطاوي: كل ما أطمح إليه هو أن يأتي اليوم الذي أمتلك فيه مركزا ارشاديا متخصصا لعلاج المشاكل الأسرية والنفسية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك