العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

فخورة بكسر الصورة النمطية للعرب والمسلمين في الخارج

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

أول بحرينية تتحدث في تيديكس عن مبادرة «الفاء».. حاصلة على جائزة معرض أثر للفن الرقمي.. أحد أعضاء الفريق البحريني الفائز بجائزة الأسد الذهبي في بينالي البندقية عام 2010.. شاركت في أول دفعة لتاء الشباب.. الأستاذ المساعد في جامعة البحرين قسم العمارة والتصميم الداخلي تماضر علي الفحل لــ «أخبار الخليج»:


يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬الأمريكي‭ ‬الشهير‭ ‬ديل‭ ‬كارنيجي‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬أحببت‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‮»‬‭! ‬

نعم،‭ ‬هي‭ ‬أحبت‭ ‬ما‭ ‬تعمل،‭ ‬واجتهدت،‭ ‬وأبدعت،‭ ‬حتى‭ ‬رأى‭ ‬الجميع‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬لديها،‭ ‬فاستحقت‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬نيل‭ ‬جائزة‭ ‬معرض‭ ‬‮«‬أثر‮»‬‭ ‬الرقمي،‭ ‬الذي‭ ‬شاركت‭ ‬فيه‭ ‬بثلاثة‭ ‬أعمال،‭ ‬الفائز‭ ‬منها‭ ‬كان‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬وصمود‭ ‬واستقلالية‭ ‬المرأة،‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬تتويجا‭ ‬لمسيرة‭ ‬مليئة‭ ‬بالعطاء‭ ‬والتميز‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الهندسة‭ ‬والتصميم‭.‬

تماضر‭ ‬علي‭ ‬الفحل،‭ ‬أستاذ‭ ‬مساعد‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬قسم‭ ‬العمارة‭ ‬والتصميم‭ ‬الداخلي،‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تتحدث‭ ‬عبر‭ ‬منصة‭ ‬تيدكس‭ ‬العالمية‭ ‬عن‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬الفاء‮»‬‭ ‬وذلك‭ ‬عقب‭ ‬الأحداث‭ ‬السياسية‭ ‬بالمملكة‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬بهدف‭ ‬إعادة‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفن،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬ضمن‭ ‬الفريق‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬مثل‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬ببينالي‭ ‬البندقية‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬والذي‭ ‬نال‭ ‬جائزة‭ ‬الأسد‭ ‬الذهبي‭.‬

لقد‭ ‬عشقت‭ ‬العمارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬الخصائص‭ ‬البنائية‭ ‬التي‭ ‬استخدمها‭ ‬المسلمون‭ ‬لتصبح‭ ‬هوية‭ ‬لهم،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬المميزة‭ ‬والجذابة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬جسرا‭ ‬للتواصل‭ ‬الحضاري‭ ‬الإنساني،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬استقطب‭ ‬اهتمام‭ ‬الباحثين‭ ‬والدارسين‭ ‬العرب‭ ‬والأجانب‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬النهضة‭ ‬المعمارية‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬لذلك‭ ‬اختارت‭ ‬موضوع‭ ‬رسالتها‭ ‬للدكتوراه‭ ‬عن‭ ‬التصاميم‭ ‬الإسلامية‭ ‬برؤية‭ ‬عصرية،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬بمثابة‭ ‬تحد‭ ‬كبير‭ ‬لها‭ ‬تخطته‭ ‬بنجاح‭ ‬لافت‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬المميزة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

 

متى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بعالم‭ ‬الهندسة؟

‭-‬لقد‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬ملهمة‭ ‬ومحبة‭ ‬للإبداع‭ ‬والتميز،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬منذ‭ ‬صغري‭ ‬كنت‭ ‬أهوى‭ ‬الرسم‭ ‬والتصميم‭ ‬وترتيب‭ ‬الأثاث‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بالتذوق‭ ‬الفني‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وخلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬فن‭ ‬الجرافيك،‭ ‬وقررت‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬التصميم‭ ‬الداخلي‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وكانت‭ ‬لي‭ ‬مشاركات‭ ‬فنية‭ ‬عديدة‭ ‬أثناء‭ ‬دراستي‭ ‬الجامعية،‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬ضمن‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬لمشروع‭ ‬‮«‬تاء‭ ‬الشباب‮»‬‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬تنظيمه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭. ‬

ماذا‭ ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬من‭ ‬الجامعة؟

‭-‬مشروع‭ ‬تخرجي‭ ‬كان‭ ‬مبتكرا‭ ‬وفكرته‭ ‬جديدة‭ ‬،‭ ‬وكان‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تصميم‭ ‬مركز‭ ‬للعلاج‭ ‬التعبيري،‭ ‬وقد‭ ‬نال‭ ‬درجة‭ ‬امتياز،‭ ‬وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬المهندسة‭ ‬السعودية‭ ‬المعروفة‭ ‬سونيا‭ ‬عاشور‭ ‬بمكتبها‭ ‬بالبحرين‭ ‬كمصممة،‭ ‬وهنا‭ ‬بدأ‭ ‬اهتمامي‭ ‬بالثقافة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬معارض‭ ‬فنية،‭ ‬ثم‭ ‬اكتشفت‭ ‬شغفي‭ ‬بالعمارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وأتيحت‭ ‬لي‭ ‬فرص‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة،‭ ‬منها‭ ‬مشروع‭ ‬طريق‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬بداياته،‭ ‬وفخورة‭ ‬لكوني‭ ‬جزءا‭ ‬منه،‭ ‬ثم‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬للعمل‭ ‬كمساعد‭ ‬بحث‭ ‬وتدريس‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الهندسة‭ ‬قسم‭ ‬العمارة‭ ‬والتصميم،‭ ‬ثم‭ ‬قررت‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬والتصميم‭ ‬الداخلي‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬برمنجهام‭ ‬سيتي‭ ‬البريطانية،‭ ‬ثم‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬إنجازاتي‭ ‬وبنفس‭ ‬الجامعة‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬موضوع‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه؟

‭-‬أثناء‭ ‬إعداد‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬برمنجهام‭ ‬سيتي‭ ‬البريطانية‭  ‬قمت‭ ‬بالتدريس‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الجامعة‭ ‬كمساعدة‭ ‬في‭ ‬التصميم‭ ‬الداخلي،‭ ‬وكانت‭ ‬تجربتي‭ ‬الدراسة‭ ‬والعمل‭ ‬هناك‭ ‬ذات‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مسيرتي،‭ ‬حيث‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬تغيير‭ ‬الصورة‭ ‬النمطية‭ ‬للعرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬أمام‭ ‬العالم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تحدثت‭ ‬عنه‭ ‬عبر‭ ‬منصة‭ ‬تيدكس‭ ‬العالمية،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬أنوه‭ ‬هنا‭ ‬بأن‭ ‬دراستي‭ ‬العملية‭ ‬هناك‭ ‬علمتني‭ ‬أشياء‭ ‬وخبرات‭ ‬متعددة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعلمها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكتب،‭ ‬وخاصة‭ ‬استفدت‭ ‬منه‭ ‬عبر‭ ‬تجربة‭ ‬زيارتي‭ ‬للمغرب،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬دراسة‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬إنجازاتي،‭ ‬وقد‭ ‬واجهت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬خلالها‭. ‬

أهم‭ ‬تلك‭ ‬التحديات؟

‭-‬موضوع‭ ‬الرسالة‭ ‬نفسه‭ ‬مثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الفلسفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬جديد‭ ‬ومعاصر،‭ ‬والمعروف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نقصا‭ ‬في‭ ‬المؤلفات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وقد‭ ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬صعوبة‭ ‬كبيرة‭ ‬أمامي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حاولت‭  ‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البحث،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتوثيق‭ ‬الفن‭ ‬والعمارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ورغم‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الباحثين‭ ‬السعوديين‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬مازلنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد،‭ ‬وكان‭ ‬هدفي‭ ‬من‭ ‬الرسالة‭ ‬ربط‭ ‬الفلسفة‭ ‬القديمة‭ ‬بالمعاصرة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬اطلعت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬كثب‭ ‬أثناء‭ ‬رحلتي‭ ‬بالمغرب‭ ‬كجزء‭ ‬عملي‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬استغرقت‭ ‬حوالي‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬ونصف‭ ‬السنة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حاولت‭ ‬تطبيقه‭ ‬عمليا‭ ‬خلال‭ ‬مهمة‭ ‬تدريسي‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬بالبحرين‭.‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬تجربتك‭ ‬مع‭ ‬منصة‭ ‬تيدكس‭ ‬العالمية؟

‭-‬تحظى‭ ‬منصة‭ ‬تيدكس‭ ‬العالمية‭ ‬المعنية‭ ‬بنشر‭ ‬الأفكار‭ ‬الجديدة‭ ‬والمميزة‭ ‬للعالم‭ ‬عبر‭ ‬مؤتمرات‭ ‬باهتمام‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المختلفة،‭ ‬حيث‭ ‬تعرض‭ ‬أهم‭ ‬القصص‭ ‬الملهمة‭ ‬والتحفيزية‭ ‬لأشخاص‭ ‬من‭ ‬تخصصات‭ ‬متنوعة‭ ‬مختلفين‭ ‬عن‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬بمنحهم‭ ‬الفرصة‭ ‬لسرد‭ ‬تجاربهم‭ ‬الحياتية‭ ‬على‭ ‬الجمهور،‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬هؤلاء‭ ‬هو‭ ‬مقدرتهم‭ ‬على‭ ‬الانتصار‭ ‬على‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬منهم‭ ‬أشخاصا‭ ‬ناجحين‭ ‬وعلى‭ ‬أي‭ ‬تحديات‭ ‬قد‭ ‬واجهوها،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬لكوني‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تتحدث‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬المنصة‭ ‬حيث‭ ‬استطعت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تقديم‭ ‬صورة‭ ‬مشرقة‭ ‬لوطني،‭ ‬وحدث‭ ‬ذلك‭ ‬عقب‭ ‬أحداث‭ ‬2011‭ ‬السياسية‭ ‬بالمملكة،‭ ‬كما‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬الفاء‮»‬‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لإعادة‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتعزير‭ ‬التقارب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬المختلفة‭.‬

أشد‭ ‬محنة؟

‭-‬لعل‭ ‬أصعب‭ ‬مرحلة‭ ‬مررت‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإنساني‭ ‬كانت‭ ‬أثناء‭ ‬بعدي‭ ‬عن‭ ‬زوجي‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬إعداد‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬فقدان‭ ‬شخصين‭ ‬عزيزين‭ ‬على‭ ‬قلبي‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬وهما‭ ‬جدتي‭ ‬وعمي،‭ ‬وقد‭ ‬صادف‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا‭ ‬انطلاق‭ ‬الأحداث‭ ‬السياسية‭ ‬بالمملكة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعلني‭ ‬أعاني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الضغوطات‭ ‬النفسية،‭ ‬ولكني‭ ‬بفضل‭ ‬إيماني‭ ‬بالله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وقناعتي‭ ‬بأنه‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬مخطط‭ ‬لأي‭ ‬إنسان‭ ‬تجاوزت‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬بسلام،‭ ‬ولم‭ ‬أشعر‭ ‬بالندم‭ ‬قط‭ ‬تجاه‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬اتخذته‭. ‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬بينالي‭ ‬البندقية؟

‭-‬لقد‭ ‬تم‭ ‬اختياري‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬الهندسة‭ ‬حينئذ‭ ‬فؤاد‭ ‬الأنصاري‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬مثل‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فن‭ ‬العمارة‭ ‬المحلية،‭ ‬وقد‭ ‬قمنا‭ ‬بنقل‭ ‬ثلاث‭ ‬عشش‭ ‬للصيادين‭ ‬بالبحرين‭ ‬وشاركنا‭ ‬بها‭ ‬هناك،‭ ‬والذي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الفخر‭ ‬هو‭ ‬حصول‭ ‬الجناح‭ ‬الوطني‭ ‬للمملكة‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬الأسد‭ ‬الذهبي‭ ‬بعدما‭ ‬حقق‭ ‬أفضل‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬الدولي‭ ‬للعمارة‭ ‬في‭ ‬بينالي‭ ‬البندقية‭ ‬عام‭ ‬2010‭. ‬

كيف‭ ‬جاءت‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬أثر؟

‭-‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬أثر‭ ‬الرقمي‭ ‬جاءت‭ ‬بدعوة‭ ‬من‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬الصرح‭ ‬لإقامة‭ ‬معرض‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬خبرتي‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬الرقمي‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الاحتراف،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬زوجي‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬وراء‭ ‬تميزنا‭ ‬وفوزنا‭ ‬حيث‭ ‬قدمنا‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعمال‭ ‬استوحيت‭ ‬أفكارها‭ ‬من‭ ‬مؤلفات‭ ‬والدتي،‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬امرأة‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يتناول‭ ‬قصصا‭ ‬قصيرة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬البحرينيات،‭ ‬واستلهمت‭ ‬من‭ ‬إبداعها‭ ‬في‭ ‬الكتابة،‭ ‬وقد‭ ‬عبرت‭ ‬القصة‭ ‬الفائزة‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬المرأة‭ ‬وصمودها‭ ‬واستقلاليتها‭ ‬وتحملها‭ ‬المسؤولية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رسم‭ ‬لامرأة‭ ‬تقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نخلة،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الدلائل‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني،‭ ‬وهي‭ ‬حين‭ ‬تموت‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬وهي‭ ‬ممتدة‭ ‬وواقفة،‭ ‬وهكذا‭ ‬رمزت‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬التحمل‭.‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬العملين‭ ‬الآخرين؟

‭-‬العمل‭ ‬الثاني‭ ‬كان‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬المجتمع،‭ ‬واللوحة‭ ‬الثالثة‭ ‬كانت‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬يقدمن‭ ‬الدعم‭ ‬والمساعدة‭ ‬لبعضهن‭ ‬البعض‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬مساندة‭ ‬ودعم‭ ‬المرأة‭ ‬لغيرها‭ ‬من‭ ‬النساء‭.‬

أهم‭ ‬صعوبة‭ ‬واجهتك‭ ‬عند‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬أثر؟

‭-‬أهم‭ ‬تحد‭ ‬عند‭ ‬مشاركتي‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬أثر‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬احترافي‭ ‬للفن‭ ‬الرقمي‭ ‬ولكن‭ ‬بمساعدة‭ ‬زوجي‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬والفوز،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمت‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬لم‭ ‬تتعدى‭ ‬أسبوعا،‭ ‬وكان‭ ‬الفوز‭ ‬حصادا‭ ‬جميلا‭ ‬لجهد‭ ‬دؤوب،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عملي‭ ‬الفائز‭ ‬كان‭ ‬مميزا‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬الأعمال‭ ‬المشاركة‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬متحركا‭ ‬وبتقنية‭ ‬الأبعاد‭ ‬الثلاثية‭.‬

كيف‭ ‬ترين‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاملك‭ ‬معه؟

‭-‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيامي‭ ‬بمهمة‭ ‬التدريس‭ ‬للجيل‭ ‬الجديد‭ ‬يمكنني‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬البعض‭ ‬منه‭ ‬ينقصه‭ ‬الشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬والشغف،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬معظمه‭ ‬خرج‭ ‬إلى‭ ‬الدنيا‭ ‬ووجد‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬متوفرا‭ ‬له،‭ ‬وطلباته‭ ‬مجابة‭ ‬لا‭ ‬ترد،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬لا‭ ‬يقدرون‭ ‬قيمة‭ ‬الأشياء‭ ‬مثل‭ ‬جيلنا،‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬يبهرهم،‭ ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬منا‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬البيئة‭ ‬الآمنة‭ ‬له‭ ‬للتعبير،‭ ‬ومنحه‭ ‬فرصة‭ ‬الاستكشاف‭ ‬بنفسه‭.‬

حلمك‭ ‬القادم؟

‭-‬حلمي‭ ‬القادم‭ ‬هو‭ ‬نشر‭ ‬بحث‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬كتاب،‭ ‬وإطلاق‭ ‬براند‭ ‬خاص‭ ‬بي‭ ‬في‭ ‬قطع‭ ‬الأثاث‭ ‬أستطيع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬مميزة‭ ‬خاصة‭ ‬بي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا