أول بحرينية تبتعث من الاتحاد الأوروبي للحصول على ماجستير ويب وأنظمة ذكية من جمهورية قبرص.. باحثة لأول رسالة دكتوراه من نوعها بجامعة البحرين عن الطيارات بدون طيار.. خريجة برنامج الشاب البرلماني بجمعية الريادة الشبابية.. مهندس إلكتروني أول بوزارة الصناعة والتجارة.. وجدان سعيد البنا لــ«أخبار الخليج»:
يقول العالم المصري الشهير أحمد زويل: «التخصص هو أساس التميز في عصر العلم»!
«يا حبذا هنا أن يكون التخصص هو شغفك في الحياة، فحين تفعل الأشياء التي تحبها فعلا يمكنك أن تصنع الاختلاف والتميز ومن ثم تحدث الانطلاقة، وهو ما يشعرك بالسعادة وبنشوة النجاح»!
وهذا ما تحقق على أرض الواقع مع المهندس الإلكتروني الأول بوزارة الصناعة والتجارة وجدان البنا، التي صنعت الاختلاف ووضعت التميز هدفا لها، فكانت صاحبة أول رسالة ماجستير ويب وأنظمة ذكية من جمهورية قبرص بابتعاث من الاتحاد الأوروبي، وباحثة أول رسالة دكتوراه من نوعها في جامعة البحرين عن الطيارات بدون طيار.
هي خريجة برنامج الشاب البرلماني من جمعية الريادة الشبابية، وعضو مجلس إدارة الجمعية، ورئيسة لجنة العضوية والشؤون القانونية بها، وقد تم اختيارها ضمن وفد بحريني لزيارة إيرلندا الشمالية بإشراف من السفارة البريطانية بالمملكة.
طموحها العملي والإنساني بلا سقف، ومشوارها مليء بالنجاحات والتحديات، وفي الحوار التالي رصدنا أهم محطات هذه التجربة الثرية:
حدثينا عن نشأتك؟
لقد نشأت في بيئة تقدر قيمة العلم وتحفز عليه بشدة، وهذا ما زرعه في نفوسنا الوالدان، وكنت الابنة الكبرى لهما، ومن هنا عشقت القراءة منذ الصغر، وفي البداية كنت هاوية لقراءة القصص والروايات، ثم تغير نمط القراءة لدي وأصبحت عاشقة للقراءة والتعلم عن الأنظمة الذكية، لذلك قررت في مرحلة الثانوية العامة دراسة تخصص الهندسة الإلكترونية في الجامعة.
لماذا هذا التخصص؟
لا شك أن الأنظمة الذكية هي علوم المستقبل نظرا لأهميتها في مواكبة كل المستجدات والتغييرات من حولنا، لذلك نجد هناك شيئا جديدا يتعلق بها في كل يوم، وحين التحقت به كنت الفتاة الوحيدة نظرا لعزوف العنصر عنه نسبيا، ولكن مع الوقت بات يشغل اهتمامي ويحتل المكانة التي يستحقها.
بداية مشوارك العملي؟
لقد قررت خوض تجربة العمل منذ أن كنت في مرحلة الدراسة الجامعية وذلك بهدف صقل شخصيتي واستثمار وقتي بشكل إيجابي وتحقيق الإحساس بالاستقلالية، إلى جانب التعرف على المجتمع والتواصل معه، وهذا ما أنصح به الشباب في مقتبل العمر، أن يستفيدوا قدر الإمكان من أي وقت يتوافر لديهم، هذا فضلا عن عملي التطوعي الذي بدأته أيضا في نفس الفترة، حيث تعاونت مع وزارة العمل وأديت دور الموجهة والمرشدة لغيري من الطلبة في المرحلة الثانوية الذين يرغبون في دراسة نفس التخصص وهو الإلكترونيات.
وماذا بعد التخرج؟
بعد تخرجي في الجامعة، عملت موظفة في وزارة التربية والتعليم، وكمحاضر في معهد البحرين للتدريب في نفس تخصصي، ثم حصلت على بعثة لدراسة رسالة الماجستير بابتعاث من الاتحاد الأوروبي وذلك بسبب خبرتي العلمية والعملية، وكنت أول بحرينية تدرس هذا التخصص وتتخرج في قبرص، ومكثت هناك حوالي عامين، وكانت تجربة مهمة استفدت منها الكثير من الخبرات، وتعرفت على ثقافات جديدة، الأمر الذي صقل من شخصيتي ومنحني ثقة فائقة في نفسي، كما تعلمت هناك معنى الاستقلالية والاعتماد على النفس في كل ما يخص أمور حياتي، وأذكر أنني ذهبت للدراسة هناك بمفردي من دون أي مرافقة أو مساعدة من أحد.
بعد العودة إلى الوطن؟
بعد تخرجي وعودتي من جمهورية قبرص عملت لدى وزارة الصناعة والتجارة، واليوم احتل بها منصب مهندس إلكتروني أول بها، وكنت قد ترشحت لمجلس إدارة جمعية الريادة الشبابية في إطار عملي التطوعي، كي أعطي من خلال موقعي هذا، وأرد الجميل لوطني، وأترأس حاليا لجنة العضوية والشؤون القانونية وأسعى من خلالها إلى تقديم خدماتنا للشباب البحريني.
في رأيك ماذا ينقص الشباب البحريني؟
أري أن الشباب البحريني اليوم يتمتع بدرجة عالية من العلم والثقافة والمعرفة الواسعة، ولعل أهم ما يحتاج إليه فقط هو التوجيه والإرشاد في مختلف مجالات الحياة، وخاصة فيما يتعلق بالتحلي بمهارات حسن اختيار التخصصات العلمية والبعثية المناسبة والصحيحة، واذكر هنا أنني قمت برحلة إلى بلجيكا نظمها برنامج الشاب البرلماني، وكانت ممولة من الاتحاد الأوروبي، وقد زرنا البرلمان الأوروبي هناك، وتبادلنا خبراتنا، وأعجبني بشدة كيفية البحث في الأمور والقضايا التي تتعلق بالمواطن بشكل عام والتي أتمني السير على نهجها في وطني، خاصة فيما يختص بأمور العنصر الشبابي.
مشروعك الحالي؟
أنا باحثة دكتوراه الآن في مجال الطيارات بدون طيار، وقد اخترت هذا الموضوع كأول رسالة من نوعها في جامعة البحرين بحثا عن التفرد والتميز، حيث قرأت كثيرا عن الجيل السادس، وكيفية الاستفادة منه في مختلف أوجه الحياة، وهو ما أتطرق إليه في رسالتي، فالأجيال تطورت، ومع كل جيل يتم تحديث الأنظمة بما يوفر الوقت والطاقة، وأتمنى أن تزيد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في وزارات الدولة بشكل عام، ويتم الربط فيما بينها جميعا من خلال إيجاد منظومة شاملة تربط الجميع بالمعلومات المسموح تداولها.
كيف يمكن الاستفادة من الأنظمة الذكية؟
الأنظمة الذكية تستخدم في وظائف الاستشعار والتشغيل والتحكم من أجل وصف الموقف وتحليله، واتخاذ القرارات بناء على البيانات المتاحة بطريقة تنبؤية أو تكيفية، وبالتالي تنفيذ إجراءات ذكية في معظم الحالات، وأصبح بإمكان ذكاء النظام التحكم في الحلقة المغلقة وكفاءة الطاقة وقدرات التواصل، ومن ثم إنجاز العديد من المهام التي تتطلب نوعا من الذكاء وتراكم المعرفة والإدراك والتعلم والتفهم، وهو برنامج يحاكي خبرة الإنسان ويحل محلها في كثير من الأمور والأماكن.
لماذا تم اختيار موضوع الطيارات بدون طيار تحديدا؟
لقد اخترت موضوعا حيويا ومهما لرسالة الدكتوراه، ألا وهو الطيارات بدون طيار، والذي شهد خلال العامين الماضيين انطلاقة قوية على صعيد العالم، وهو ما يسمى بمركبات الدرون بحسب ما يطلق عليها معظم الناس، وهي تلعب حاليا دورا رئيسيا في سياقات عديدة مختلفة، حيث لم يعد استخدامها محصورا في المجالات العسكرية، بل في مجالات عديدة في الحياة.
مثل ماذا؟
تكنولوجيا الطيارات بدون طيار أصبحت تستخدم اليوم في مجالات عدة منها التقاط الصور وتوزيع الطرود التجارية والبريدية، وفي قطاع الزراعة، ويستفاد منها في رصد استخدام الموارد الطبيعية، وزيادة الاستدامة، حيث توفر الوقت والتكاليف، وتتيح بيانات وصورا محدثة بدقة عالية لأغراض متعددة، كما تستخدم في حالات الكوارث، وعمليات الإغاثة، وقياس التلوث، والبحوث الأثرية، ودراسة التنوع البيولوجي والمناطق الساحلية، ودعم الأبحاث، هذا في مجال تطبيقات البحث العلمي، وغيرها من الأمور، وهو ما جعلها الأداة المثالية للخبراء والهواة على حد سواء، وهو مجال ذو مستقبل واعد الاستخدامات.
كيف ترين المرأة البحرينية اليوم؟
المرأة بشكل عام قوية بالفطرة، ولا أعتقد أنها من الممكن أن تفشل في تحقيق أي هدف تعتزم تحقيقه، فقد تتعثر، لكنها قادرة على مواجهة التحديات وبكل إرادة وإصرار، ولا شك أن المرأة البحرينية أثبتت وجودها على الساحة وفي مختلف المجالات بصورة لافتة، وحصلت على الكثير من الحقوق والمكتسبات، بفضل دعم القيادة الرشيدة، وجهود صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة التي بذلتها بهدف تمكينها على كافة الأصعدة.
أهم قضية نسائية مطلوب التركيز عليها؟
في تقديري الشخصي تبقى قضايا التفكك الأسري والعنف ضد الأطفال هي الأهم بالنسبة للمرأة البحرينية، لذلك مطلوب نشر الوعي بها وبمفهوم الأسرة والعلاقات بين أفرادها، وهذا يتحقق أولا من داخل البيت، من خلال دور الأب والأم، ومن بعدهما وزارة التربية والتعليم ممثلة في المدارس وكوادرها.
حلمك الضائع؟
في وقت من الأوقات تمنيت بشدة أن أدرس رسالة الدكتوراه خارج البحرين، ولكن مع التجربة أيقنت أن الخيرة فيما اختارها الله سبحانه وتعالى، فدراستي في جامعة البحرين مكنتني من الجمع بين العمل والدراسة، ومن الإيفاء بمسؤولياتي تجاههما وبمنتهي التوازن.
والقادم؟
حلمي القادم هو التمكن من الانتهاء من إعداد رسالة الدكتوراه في أسرع وقت، كما أنني أتمنى امتلاك مشروع بيزنس خاص في أي مجال بعد دراسة السوق واحتياجاته، وذلك في مرحلة لاحقة من مشواري.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك