يعتقد الكثير من الناس أن السياحة في موسم الصيف يجب أن تكون خارج البقعة الجغرافية للبلاد، وأن قضاء الإجازة يجب أن يكون عبر بوابات المطار، والإنتقال عبر الطائرة والإقامة في الفنادق والمنتجعات، وتناول الوجبات في المطاعم المتنوعة والتسوق في المجمعات التجارية والأسواق الشعبية وغيرها من ممارسات المسافرين التي يقومون بها عند السفر.
هذا المفهوم ربما يحتاج إلى إعادة النظر فيه، خاصة في ظل التنافس الكبير الذي تقوم به الدول على جعل المواطن سائح في بلده والتعرف على المرافق السياحية المتنوعة التي تستقطب سواح من الخارج والتي يجهلها غالبية المواطنين الذين ربما يتعرفون عليها بالصدفة عبر الفضائيات الخارجية أو وسائط التواصل الاجتماعي من الزوار.
دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام تتمتع بخصائص سياحية عديدة تلبي جميع الأذواق خاصة الباحثين عن متعة قضاء الإجازة على الشواطئ والإستمتاع بالبرامج المتنوعة التي تقدمها بعض القطاعات ضمن برامجها خلال الموسم، والتي مع الأسف تسوقها خارجياً بشكل كبير ولا تجد لها حضور إلا ما نذر في السوق المحلي.
البرامج الترويجية التي أطلقتها الجهات الرسمية والخاصة المعنية بالشأن السياحي خلال تداعيات الجائحة للإستفادة من السياحة الداخلية بعد إغلاق أجواء السفر الخارجية أصبحت الآن من الماضي، والعروض بالأسعار الترويجية لقضاء بعض الليالي في المنتجعات والفنادق التي زاد عليها الطلب من المواطنين والمقيمين لا تجد لها حضور في الإعلانات الترويجية المحلية وهي مشكلة يجب أن ينتبه لها المعنيين بالتسويق.
الأجواء الصيفية الجافة والحارة في غالبية الدول الإقليمية إلا ما ندر في بعض دول الشرق الأوسط لبعض القرى الجبلية مع الطبيعة الخضراء بالشلالات والأنهار والتعرف على الثقافات الجديدة ربما هو ما ينقص السياحة الداخلية إلا أن هذه الأمور لها سعرها في سوق السفر بعد تخصيص ميزانية خاصة تفوق ما سوف يتم صرفه محلياً.
في الوقت الذي نشجع كل مواطن ومقيم على استكشاف البلاد التي هو فيها سياحياً لابد من الجهات المعنية القائمة على القطاع السياحي أن تواصل تقديم عروضها الترويجية بأسعار مشجعة لاستقطاب السائح من الداخل والخارج وألا ينتهي موسم الإجازات إلا وقد حقق أرباحاً تعوضه عن الخسائر التي تكبدها خلال العامين الماضيين والاستفادة من الموسم القادم للتعافي والتطور في خدمة السائح المحلي والخارجي.
إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك