أول بحرينية تحصل على الميدالية الذهبية في بطولة الاتحاد البرازيلي الدولي للجوجيتسو
في برشلونة فئة الأساتذة والرابعة في بطولة أبوظبي العالمية..
حاصلة على الحزام الأسود في رياضة الهوي جون مو سول وعلى دورتي غوص المياه المفتوحة المتقدم وغوص الأعماق..
مديرة إدارة العلوم الصحية المساندة في جامعة البوليتكنيك إيما عبد الجليل جناحي لـ«أخبار الخليج»:
تقول هيلين كيلر: «الحياة إما ان تكون مغامرة جريئة.. أو لا شيء»!
تلك هي قناعة هذه المرأة، والتي وجدت ملاذها في ممارسة رياضة الجوجيتسو اليابانية وحققت فيها نجاحات مبهرة، أحدثها حصولها على الميدالية الذهبية في بطولة الاتحاد البرازيلي الدولي كأول بحرينية تنال هذا الشرف، هذا فضلا عن عديد من الميداليات الأخرى عبر مشاركتها في بطولات عالمية.
إيما عبد الجليل جناحي، امرأة متعددة المواهب، تؤمن بأنه إذا أردت أن تكون متميزا فلا بد وأن تكون جريئا، بل أحيانا مغامرا، وبأنه إذا أنجزت ما تريد فحينها ستشعر بالسعادة وبنشوة النجاح، وبأن جميعنا نمنح المواهب، ولكننا نختار قرارتنا التي تشكل شخصيتنا وترسم طريقنا.
كان لنشأتها وسط عائلة عاشقة للرياضة أبلغ الأثر في تحول ممارستها لها إلى أسلوب حياة، وفي تمتعها بروح جميلة، تستشفها من وراء ابتسامتها التي لا تفارق وجهها حتى عند حديثها عن الأزمات والتحديات.
حول هذه التجربة كان الحوار التالي:
متى بدأت علاقتك بالرياضة؟
- يمكن القول إن ثقافة الرياضة في بيتنا كانت عالية جدا، ويرجع الفضل في ذلك إلى والدتي التي ورثت عنها الاهتمام بالرياضة بشكل عام علما بأنها تعمل في حقل التربية والتعليم كمعلمة للغة الإنجليزية، فمنذ صغرنا منحتنا حرية ممارسة الهوايات وتطوير قدراتنا، وكان همها الأساسي هو تنمية المهارات الذاتية في أي نشاط إلى جانب التحصيل العلمي.
أنشطة مثل ماذا؟
- لقد كنت عاشقة لكثير من الرياضات والهوايات مثل الموسيقى والرسم والسباحة والأيروبكس وركوب الخيل والدراجات الهوائية والغوص وغيرها، وأذكر أنني قمت بالتدرب على السباحة في سن 17 عاما، وحين بلغت عمر 19 عاما حصلت على الحزام الأسود في رياضة الهوي جون مو سول الكورية.
وماذا عن دخولك عالم التمريض؟
- بعد حصولي على الثانوية العامة التحقت بكلية العلوم الصحية نظرا لحبي لرعاية ومساعدة الآخرين بشكل عام، وبعد التخرج عملت لدى مستشفى قوة الدفاع بقسم العناية القصوى مدة 15 عاما وكان ذلك من أهم الإنجازات والمحطات عبر مشواري، فإن ترك بصمة في حياة إنسان لم يكن بالأمر السهل وكان ذلك يسعدني كثيرا، وبالطبع كان لا بد من التحلي بمهارات وقدرات خاصة لتحقيق هذا الشيء، ثم انتقلت إلى العمل بمهنة التدريس في كلية العلوم الصحية مدة سبع سنوات تخللها دراسة رسالة الماجستير التي أهلتني للالتحاق بجامعة البوليتكنيك، واليوم بصدد الحصول على رسالة الدكتوراه في التعليم العالي والتركيز على المهارات الوظيفية.
أول إنجاز رياضي؟
- لقد بدأت التدريب على رياضة الجوجيتسو اليابانية في 2022، وكانت أول مشاركة لي في بطولة بعد حصولي على الحزام الأزرق، وقد قررت تعلمها وإتقانها لمشاركة أولادي الاثنين اللذين يمارسانها، وهي من الرياضات القتالية الممتعة، إلى جانب تشجيع المحكم البحريني سينا منفردي لي وحثه على التدريب عليها، وبالفعل استجبت لرغبته ومارستها حتى العشق، خاصة وأنها تدرب اللاعب على مهارات وقدرات خاصة وتكسبه إياها منها اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب من خلال سرعة البديهة، وبدأت كهاوية، ثم شاركت في البطولات وحصلت على عدة ميداليات، وبرغم ذلك لا أعتبر نفسي وصلت إلى مرحلة الاحتراف نظرا إلى وجود بعض نقاط الضعف في بعض المهارات المتعلقة بهذه الرياضة والتي يجب العمل عليها لعلاجها.
أهم البطولات؟
- من أهم البطولات التي شاركت بها كانت بطولة نظمها الاتحاد البرازيلي الدولي للجوجيتسو في برشلونة لفئة الأساتذة وذلك في شهر أبريل الماضي بعد مناقشتي رسالة الدكتوراه بيومين، وقد حصلت على الميدالية الذهبية وكنت أول بحرينية تحقق هذا الإنجاز وتحصل كذلك على الميدالية الفضية من نفس الفيدرالية في باريس، إلى جانب الحصول على الميدالية الذهبية في روما فئة الأساتذة الرابعة، وأتوجه هنا بالشكر والامتنان للمدرب البطل علي منفردي، وكذلك لأكاديمية ايليمنتس للجوجيتسو على دعمهما وتشجيعهما لي.
حدثينا عن تجربتك في رياضة الغوص؟
- أنا أرى رياضة الغوص من أجمل وأمتع الرياضات على الإطلاق، لأنه من خلالها تتعرف على عالم ثان، لتكتشف كيف أن الإنسان صغير، علما بأنني أمارس رياضة الغوص العميق المتقدم وغوص الأعماق وشاركت بدورتين فيهما، ولدي رخصة للممارسة من الولايات المتحدة الأمريكية، وكم أنا سعيدة بمشاركة زوجي لي في هذه الهواية، حتى أننا حين نخطط للسفر نقوم باختيار الوجهة السياحية التي تتيح لنا ممارستها بشكل شخصي لا احترافي، وقد استثمرت فترة جائحة كورونا في التمتع بممارسة رياضات الغوص والجري والدراجات الهوائية، وبشكل عام يمكن القول إن الرياضة بالنسبة إلي باتت مع الوقت تمثل أسلوب حياة.
كيف تحققين التوازن بين هواياتك ومسؤولياتك؟
-يمكن القول إنه ليست لدي أي مشكلة في تنظيم الوقت، ومن ثم أستطيع أن أوفق بين عملي كمديرة إدارة التطوير الأكاديمي بجامعة البوليتكنيك ودوري كزوجة وكأم، وبين مشاركاتي في بطولات رياضية عالمية متعددة، فهذه مهارة خاصة اكتسبتها عبر مشواري.
هل تعتبرين نفسك إنسانة مغامرة؟
- نعم أعترف بأنني إنسانة مغامرة وأعشق المخاطرة، ولكني أتمتع بمهارة الثبات الانفعالي، بمعني السيطرة على أي أزمة قد تواجهني، وهو ما ساعدني علي الصمود في وجه تجارب صعبة كثيرة في الحياة، فدائما أقول لنفسي إن أي محنة يمر بها الإنسان لا تميته، بل تمده بالخبرة وبالقوة اللتين تمكناه من المواجهة والاستمرار والمواصلة وحل المشاكل والمعضلات مهما كان نوعها أو حجمها.
أصعب التجارب؟
- لا شك أن فترة ما بعد الانفصال عن زوجي الأول كانت من أصعب الفترات التي مرت بي، ومثلت بالنسبة إلي تحديا كبيرا للتأقلم على حياتي الجديدة، ولكني تجاوزتها بممارسة رياضة الجوجيتسو والتي وجدت فيها ملاذي فقد منحتني فرصة للتأمل ولتخفيف الضغوط النفسية، كذلك كان تعرضي للإصابة في رجلي والذي حرمني من الحصول على الميدالية الذهبية في باريس في يناير الماضي من التجارب الصعبة أيضا، ومن المواقف التي تؤكد مدى تمتعي بمهارة التحكم في النفس ما حدث لي في بطولة برشلونة حيث حصلت على الذهبية بالرغم من إصابتي بكسر في إصبعي الرابع باليد اليمني.
في رأيك متى تفشل العلاقة الزوجية؟
- أعتقد أن أي علاقة زوجية تتعرض للفشل حين يفتقد الطرفان التلاقي الفكري أو عندما يغيب الحوار بينهما، فالمعروف أنه مع الوقت تتغير الظروف وتتبدل الشخصيات والميول والطباع وأساليب الحياة، وما يحمي الارتباط الزواجي هو التواصل المستمر والتحاور في مختلف الأمور والمشاركة في اتخاذ أي قرار يتعلق بأمور الأسرة.
أهم قيمة غرستها في نفوس أبنائك؟
- أهم قيمة حرصت على غرسها في نفوس أبنائي أن العائلة هي رقم واحد في أولوياتهم، وأنه يجب أن يدعم كل طرف الآخر ويسانده ويشاركه في كل خطواته، هذا إلى جانب ضرورة منحهم الاستقلالية عند اتخاذ أي قرار واحترام حريتهم في التعبير، الأمر الذي ولَّد نوعا من الصداقة بيني وبينهم، ولعل أجمل لحظات عمري هي حين أشارك في بطولات مع أبنائي، وهذا ما حدث حين شاركت مع ابني يوسف وهو أكبر أولادي في بطولة فالنسيا، وقد حصل فيها على الميدالية الذهبية، بينما نلت أنا الميدالية الفضية، وكانت تجربة ممتعة للغاية.
شعورك عند الخسارة؟
- أنا لدي قناعة مهمة وهي أن الحياة دوما مكسب وخسارة، لذلك حين أتعرض لأي فشل إن جاز التعبير مهما كان حجمه أو نوعه قد أشعر في البداية بنوع من خيبة الأمل أو الإحباط، وهذا أمر طبيعي يمر به أي إنسان في مثل هذا الموقف، ولكني سرعان ما أتجاوز ذلك الشعور، وأتخطاه، وأتغلب عليه، بعدم التوقف عنده كثيرا، أو إعطائه أكثر مما يستحق، وذلك من خلال اتخاذ القرار بالاستعداد والتأهل للقادم، والذي أطمح دائما بأنه سوف يكون أجمل بمشيئة الخالق.
حلمك الحالي؟
- لا شك أن لدي الكثير من الأحلام التي أتمنى أن ترى النور وأتلمسها على أرض الواقع، وفي مقدمتها أن أحصل على الحزام الأسود، وأصبح بطلة في رياضة الجوجيتسو على مستوى العالم فئة الأساتذة، كما أطمح كذلك في احتراف فن التصوير تحت الماء لأنني من عشاقه، وكلي أمل وتفاؤل في أن أحقق أي أمنية طالما لم أقصر في السعي إليها، وأبذل أقصي ما لدي من جهد لبلوغها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك