كتبت: زينب إسماعيل
4 طبيبات أمريكيات قدمن للبحرين مطلع القرن الماضي للعمل ضمن مستشفى الإرسالية الأمريكية خلال سنواته الأولى. كن أول طبيبات يعملن في المجال آنذاك في المملكة.
في عام 1904، وصلت الدكتورة لوسي باترسون إلى البحرين قادمة من الولايات المتحدة كمتطوعة. كانت الأولى من بين العديد من النساء العازبات الأمريكيات اللواتي انضممن للعمل كطبيبات مبشرات في السنوات الأولى للمستشفى.
لفترة مؤقتة، جاءت لوسي للعمل بدلا من الزوجين الطبيبين شارون جيه تومز وماريون ويلز تومز، اللذان عادا للولايات المتحدة لبضعة أشهر. كان وقتها يطلق على مستشفى الإرسالية الأمريكية اسم «ماسون ميموريال»، والتي بناها الزوجان وافتتحاها قبل عام فقط بمعية صامويل زويمر، المؤسس المشغول للغاية.
خلال أول أسبوعين من وصول الطبيبين، تم تسجيل ما يقارب 20 عملية تم إجرائها، منها ما هو للعين وأخرى بتر لأطراف وإزالة ورم كبير وخلع للأسنان. تقول الطبيبة باترسون «تخيل عند وصولي، وفي غضون أسبوعين، كان المستشفى يعمل بدوام كامل وبأقصى جهد. كان مكتظا بالمرضى، كان يعالج يوميا ما يقارب 60 حالة، ناهيك عن المكالمات الهاتفية التي يتلقاها من المنازل».
وذكرت الطبيبة باترسون «أنها عالجت حالات الالتهاب الرئوي والسل والتهاب الشرج والجذام والشلل النصفي وأنواع مختلفة من امراض القلب والعديد من الحالات المتعلقة بأمراض النساء».
ومن خلال تقارير أوائل عام 1904، كان إجمالي عدد السكان يقدر بنحو 300 ألف نسمة في مدينتي المنامة والمحرق، وما لا يقل عن 3 آلاف شخص توفوا بسبب الكوليرا. وكتبت باترسون «عمل موظفو المستشفى ليلا ونهارا لعلاج الحالات المصابة بالمرض والسيطرة على الوضع إنقاذا للأرواح».
أما الطبيبة ثيرا جوسلين، فهي طبيبة عازبة أخرى جاءت للعمل في المستشفى في عام 1909. وقدمت للبحرين بعد أن انتقل الدكتور شارون جيه تومز إلى مستشفى الإرسالية الأمريكية في مسقط، برفقة زوجته ماريون تومز، أول طبيبة تصل البحرين، والتي توفيت بعد سنوات قليلة من قدومها في عام 1905.
في عام 1909، كتبت الطبيبة جوسلين أنها اضطرت للتنافس مع العلاجات العشبية التي يحصل عليها المرضى من سوق المنامة أو الأسواق الأخرى، وذكرت أن مرضاها في بعض الأحيان يفضلون التعالج بتلك الأعشاب ويشكون في مفعول الأدوية الحديثة التي جلبتها من الولايات المتحدة.
وفي العام نفسه 1909، انضمت سيدتان أيضا للعمل ضمن البعثة العربية في البحرين، وهما الطبيبة آنا كريستين إيفرسون والطبيبة إليانور تايلور. فبعد زواجها من الطبيب التبشيري، آرثر بينيت، انضمت الطبيبة كريستن إيفرسون للعمل في البحرين قادمة من مستشفى لانسيتغ في البصرة بالعراق (بلاد ما بين النهرين سابقا) وبقيت حتى وفاتها في العام 1916 بسبب مرض التيفوئيد عن عمر يناهز 35 عاما.
أما الطبيبة إليانور فجاءت للبحرين بعد زواجها أيضا، حيث كان الزوجان يعملان في مستشفى الإرسالية الأمريكية بالكويت وخدما مدة 20 عاما هناك. وكتبت الطبيبة إليانور ضمن كتاب نشرته تحت عنوان My Arabian days and nights، حيث تصف شبه الجزيرة العربية «إنه غروب الشمس، يا له من غروب رائع يتخلله مناظر حدائق النخيل والسماء المتوهجة. في الخارج، ينادي منادٍ للصلاة، يؤذن من برج أحد المساجد، وفي كل مكان نرى رجالا واقفين راكعين ساجدين ناحية قبلة مكة المكرمة خلال وقت صلاة العشاء. سرعان ما يحل الظلام الذي يتخلله ضوء النجوم».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك