العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«زوجة واحدة لا تكفي».. خطأ

ليس‭ ‬لعنوان‭ ‬المقال‭ ‬علاقة‭ ‬بشأن‭ ‬ديني‭ ‬حول‭ ‬تعدد‭ ‬الزوجات‭.. ‬وليس‭ ‬للموضوع‭ ‬صلة‭ ‬بمسألة‭ ‬الرغبة‭ ‬بالزواج‭.. ‬ولكنه‭ ‬اسم‭ ‬لمسلسل‭ ‬رمضاني‭ ‬تم‭ ‬وقف‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة،‭ ‬بعدما‭ ‬وجدت‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬هناك‭ ‬أهمية‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬الخاطئة‭ ‬والترويج‭ ‬لها‭.‬

حسنا‭ ‬فعلت‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عدة‭ ‬تجاه‭ ‬المسلسل‭ ‬الرمضاني‭ ‬المسيء‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الكويتي،‭ ‬ومنع‭ ‬تكرار‭ ‬المشاهد‭ ‬المسيئة؛‭ ‬ومطالبة‭ ‬جميع‭ ‬المعنيين‭ ‬بـاحترام‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬والمواثيق؛‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لوقف‭ ‬عرض‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬مستقبلا‭.‬

وحسنا‭ ‬فعلت‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬الكويتية‭ ‬كذلك،‭ ‬حينما‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬رسائل‭ ‬أخلاقية‭ ‬راقية،‭ ‬وتحترم‭ ‬خصوصيات‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وأن‭ ‬تبتعد‭ ‬عن‭ ‬المساس‭ ‬بالثوابت،‭ ‬مشيدة‭ ‬الوزارة‭ ‬بالوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬ورفضه‭ ‬لأي‭ ‬مشاهد‭ ‬تمس‭ ‬أخلاقياته‭ ‬ومبادئه‭ ‬الثابتة‭.‬

ليست‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى،‭ ‬التي‭ ‬تتدخل‭ ‬فيها‭ ‬الوزارة‭ ‬لوقف‭ ‬عمل‭ ‬تراه‭ ‬يسيء‭ ‬للمجتمع‭ ‬وثوابته‭ ‬الوطنية‭ ‬وعاداته‭ ‬وتقاليده‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وليست‭ ‬الكويت‭ ‬وحدها‭ ‬من‭ ‬يحق‭ ‬لها‭ ‬القيام‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬فالعديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬تتدخل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬فيها‭ ‬لوقف‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬تجد‭ ‬فيه‭ ‬الإساءة‭ ‬للمجتمع‭ ‬وثقافته‭ ‬وثوابته‭. ‬

بالطبع‭ ‬سيخرج‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬يرفض‭ ‬القرار،‭ ‬بحجة‭ ‬حماية‭ ‬الإبداع‭ ‬والحرية،‭ ‬وذلك‭ ‬إبداع‭ ‬منفلت‭ ‬وحرية‭ ‬غير‭ ‬مسؤولة،‭ ‬يجب‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬ورفضها‭.. ‬وسيطلّ‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬يبرر‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬المسلسل‭ ‬ومشاهدته‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬أخرى،‭ ‬وأنه‭ ‬أكسب‭ ‬المسلسل‭ ‬دعاية‭ ‬مجانية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التبريرات‭ ‬التي‭ ‬تساق‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭.. ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬يتكرر‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية،‭ ‬ويتسلل‭ ‬إلى‭ ‬عقول‭ ‬الناس‭ ‬والشباب،‭ ‬ويمثل‭ ‬شكلا‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬المخاطر‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والعربية،‭ ‬وخطرا‭ ‬داهما‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬المجتمعات‭ ‬ومحافظتها‭ ‬على‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭.‬

محاولة‭ ‬تغريب‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬والإساءة‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وتبسيط‭ ‬الأمور‭ ‬والمخاطر،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأخطاء‭ ‬بحجة‭ ‬الإبداع‭ ‬والحرية،‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬ومفاجأة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تتسلل‭ ‬إلى‭ ‬المجتمعات‭ ‬عبر‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬والمؤثرة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الإعلامية‭ ‬منها،‭ ‬ومحاولة‭ ‬فرضها‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬وتصوير‭ ‬من‭ ‬يرفضها‭ ‬بأنه‭ ‬محافظ‭ ‬ومتخلف،‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬يدافع‭ ‬عنها‭ ‬متحرر‭ ‬ومنفتح‭.‬

معظم‭ ‬المسلسلات‭ ‬والأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الرمضانية‭ ‬على‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬تحمل‭ ‬رسالة‭ ‬نبيلة،‭ ‬وعملا‭ ‬دراميا‭ ‬متميزا،‭ ‬وتغرس‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬قيما‭ ‬ومبادئ‭ ‬رفيعة،‭ ‬وتعكس‭ ‬حقائق‭ ‬الواقع‭ ‬المعيش،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬حوادث‭ ‬شاذة‭ ‬غير‭ ‬مقبولة،‭ ‬والسعي‭ ‬لنشرها‭ ‬والترويج‭ ‬لها‭ ‬بحجة‭ ‬أنها‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬

ربما‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الرمضانية‭ ‬يدعونا‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الأعمال‭ ‬الرمضانية‭ ‬المحلية،‭ ‬التلفزيونية‭ ‬والإذاعية،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬،‭ ‬وتلك‭ ‬مسألة‭ ‬سوف‭ ‬نتناولها‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تتضح‭ ‬الصورة‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الرمضانية‭ ‬المحلية‭ ‬المعروضة‭ ‬حاليا‭.. ‬لأن‭ ‬نقد‭ ‬برنامج‭ ‬خلال‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد،‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭.. ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مسلسل‭ ‬زوجة‭ ‬واحدة‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭.. ‬خطأ‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا