العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الاسلامي

جرائم الصهاينة من المنظور التاريخي لأمة الإسلام

بقلم: عبدالله العمادي*

الجمعة ١٢ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

ربما‭ ‬قرأت‭ ‬كتباً‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬متنوعة،‭ ‬وعايشت‭ ‬أحداثاً‭ ‬تاريخية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬تاريخنا‭ ‬العريق‭ ‬أو‭ ‬غيرنا،‭ ‬ووددت‭ ‬لو‭ ‬كنت‭ ‬حاضراً‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬تلك‭ ‬المشاهد‭ ‬التاريخية‭. ‬وربما‭ ‬تساءلت‭ ‬أحياناً‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬تلكم‭ ‬الحوادث‭ ‬والتفصيلات،‭ ‬وحاولت‭ ‬تخيلها‭ ‬حتى‭ ‬شعرت‭ ‬بأن‭ ‬كتبة‭ ‬التاريخ‭ ‬مبالغون،‭ ‬أو‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‭.. ‬فهكذا‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬يقرأ‭ ‬حقائق‭ ‬التاريخ‭ ‬بفهم‭ ‬وعمق‭.‬

لكن‭ ‬كيف‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬التاريخ‭ ‬أو‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬صانعيه‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يساهمون‭ ‬في‭ ‬صناعته؟‭ ‬أحسبُ‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬الآن‭ ‬تاريخاً‭ ‬سيقرأه‭ ‬كثيرون‭ ‬بعد‭ ‬قرون‭ ‬عدة‭. ‬تاريخٌ‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬بمقدور‭ ‬أحد‭ ‬تزييفه‭ ‬أو‭ ‬التدليس‭ ‬فيه،‭ ‬باعتبار‭ ‬تنوع‭ ‬وتعدد‭ ‬تقنيات‭ ‬كتابته‭ ‬ومناهجه،‭ ‬والتنوع‭ ‬الهائل‭ ‬الكبير‭ ‬للمصادر‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬قديماً‭. ‬مقدمة‭ ‬تمهيدية‭ ‬لأحداث‭ ‬نعيشها،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬عربي‭ ‬مسلم‭ ‬يتكرر‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭.‬

ليس‭ ‬هو‭ ‬بالجديد‭ ‬حتى‭ ‬نفاجأ‭ ‬به،‭ ‬بل‭ ‬مشهد‭ ‬عاشه‭ ‬مسلمون‭ ‬مرات‭ ‬ومرات‭ ‬عبر‭ ‬تاريخنا،‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬العزة،‭ ‬شبيه‭ ‬بتلك‭ ‬التي‭ ‬كتب‭ ‬عنها‭ ‬ابن‭ ‬الأثير،‭ ‬وهي‭ ‬حادثة‭ ‬دخول‭ ‬التتار‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬واشتغال‭ ‬آلات‭ ‬تدمير‭ ‬الحرث‭ ‬والنسل‭ ‬التترية‭ ‬في‭ ‬حواضرها،‭ ‬فقال‭ ‬وهو‭ ‬يهم‭ ‬بكتابة‭ ‬أحداث‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭: ‬لقد‭ ‬بقيت‭ ‬عدة‭ ‬سنين‭ ‬مُعرضاً‭ ‬عن‭ ‬ذكر‭ ‬هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬استعظاماً‭ ‬لها،‭ ‬كارهاً‭ ‬لذكرها،‭ ‬فأنا‭ ‬أقدم‭ ‬إليه‭ ‬رجلا‭ ‬وأؤخر‭ ‬أخرى،‭ ‬فمن‭ ‬الذي‭ ‬يسهل‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬نعي‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين،‭ ‬ومن‭ ‬الذي‭ ‬يهون‭ ‬عليه‭ ‬ذكر‭ ‬ذلك،‭ ‬فيا‭ ‬ليت‭ ‬أمي‭ ‬لم‭ ‬تلدني،‭ ‬ويا‭ ‬ليتني‭ ‬مت‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬وكنت‭ ‬نسيا‭ ‬منسياً‭. ‬

إلا‭ ‬أني‭ ‬حثني‭ ‬جماعة‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬على‭ ‬تسطيرها‭ ‬وأنا‭ ‬متوقف،‭ ‬ثم‭ ‬رأيت‭ ‬أن‭ ‬ترك‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يجدي‭ ‬نفعاً،‭ ‬فنقول‭: ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬يتضمن‭ ‬ذكر‭ ‬الحادثة‭ ‬العظمى‭ ‬والمصيبة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬عقمت‭ ‬الأيام‭ ‬والليالي‭ ‬عن‭ ‬مثلها،‭ ‬عمت‭ ‬الخلائق‭ ‬وخصت‭ ‬المسلمين،‭ ‬فلو‭ ‬قال‭ ‬قائل‭: ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬مذ‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬آدم‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬لم‭ ‬يبتلوا‭ ‬بمثلها‭ ‬لكان‭ ‬صادقا،‭ ‬فإن‭ ‬التواريخ‭ ‬لم‭ ‬تتضمن‭ ‬ما‭ ‬يقاربها‭ ‬ولا‭ ‬ما‭ ‬يدانيها‭.‬

ولعل‭ ‬الخلق‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ينقرض‭ ‬العالم‭ ‬وتُفنى‭ ‬الدنيا‭ ‬إلا‭ ‬يأجوج‭ ‬ومأجوج‭. ‬وأما‭ ‬الدجال‭ ‬فإنه‭ ‬يبقي‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬اتبعه‭ ‬ويُهلك‭ ‬من‭ ‬خالفه،‭ ‬وهؤلاء‭ - ‬يقصد‭ ‬التتار‭ - ‬لم‭ ‬يبقوا‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬بل‭ ‬قتلوا‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬والأطفال،‭ ‬وشقوا‭ ‬بطون‭ ‬الحوامل،‭ ‬وقتلوا‭ ‬الأجنة،‭ ‬فإنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون،‭ ‬ولا‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬إلا‭ ‬بالله‭ ‬العلي‭ ‬العظيم‭ ‬لهذه‭ ‬الحادثة‭ ‬التي‭ ‬استطار‭ ‬شررها‭ ‬وعم‭ ‬ضررها‭ ‬وسارت‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬كالسحاب،‭ ‬استدبرته‭ ‬الريح‮»‬‭. (‬1‭) ‬انتهى‭. ‬

ابن‭ ‬الأثير‭ ‬يصف‭ ‬جرائم‭ ‬التتار‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬الفاجعة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬عام‭ ‬656‭ ‬هجرية‭. ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬سيصف‭ ‬أحداث‭ ‬أربعين‭ ‬يوماً‭ ‬وليلة‭ ‬تترية‭ ‬مجرمة،‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬إهلاك‭ ‬حرث‭ ‬ونسل‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬ولم‭ ‬يخرجوا‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬اضطراراً،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬الأوبئة‭ ‬والأمراض‭ ‬بالتفشي‭.. ‬

أين‭ ‬موقعك‭ ‬من‭ ‬التاريخ؟‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الصهاينة‭ ‬الجبناء‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬وحشية‭ ‬التتر‭ ‬قديماً‭. ‬فما‭ ‬قاله‭ ‬ابن‭ ‬الأثير‭ ‬عن‭ ‬التتر‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يبقوا‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬بل‭ ‬قتلوا‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬والأطفال،‭ ‬وشقوا‭ ‬بطون‭ ‬الحوامل،‭ ‬وقتلوا‭ ‬الأجنة،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الصهاينة‭ ‬الجبناء،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلف‭ ‬طائرات‭ ‬ودبابات‭. ‬إن‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬التتر‭ ‬كتب‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬شهد‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬من‭ ‬المسلمين،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الصهاينة‭ ‬الجبناء‭ ‬اليوم،‭ ‬لن‭ ‬يكتب‭ ‬عنه‭ ‬المسلمون‭ ‬فقط‭ ‬أو‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬حكراً‭ ‬عليهم‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬وبالصوت‭ ‬والصورة‭ ‬والكلمة‭ ‬وبأدق‭ ‬التفاصيل‭.‬

من‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬استحضارها‭ ‬من‭ ‬مشاهد‭ ‬في‭ ‬تلكم‭ ‬الفترة،‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬حواضر‭ ‬المسلمين‭ ‬تحترق‭ ‬واحدة‭ ‬بعد‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬التتر،‭ ‬انشغال‭ ‬المسلمين‭ ‬عن‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬هذا‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬أساساً‭ ‬في‭ ‬حروب‭ ‬وسجالات‭ ‬بين‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬أيضاً‭. ‬فما‭ ‬يصيب‭ ‬بغداد‭ ‬يصيب‭ ‬بغداد،‭ ‬ودمشق‭ ‬دمشق،‭ ‬وهكذا‭ ‬بقية‭ ‬الحواضر‭ ‬المسلمة‭. ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬استنجد‭ ‬بأخيه‭ ‬المسلم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬وتحقق‭ ‬له‭ ‬مراده،‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬رحم‭ ‬ربي‭ ‬وقليل‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬هم،‭ ‬وكأنما‭ ‬المشهد‭ ‬ذاته‭ ‬يتكرر‭ ‬اليوم‭. ‬

فما‭ ‬يصيب‭ ‬غزة،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬تحمل‭ ‬العواقب‭ ‬والنتائج،‭ ‬مهما‭ ‬ترتفع‭ ‬وتبح‭ ‬أصواتهم‭ ‬يستنجدون‭ ‬إخوانهم‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬فلا‭ ‬مجيب‭ ‬ولا‭ ‬معين،‭ ‬

لابد‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬أيها‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬لحظات‭ ‬صناعة‭ ‬تاريخ‭ ‬سيتكلم‭ ‬عنه‭ ‬ويدرسه‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬بعدنا،‭ ‬وليس‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬المهم‭ ‬بقدر‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬يقرأه‭ ‬القادمون‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬عنا‭. ‬فهل‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬عنا‭ ‬القادمون‭ ‬مستقبلاً‭ ‬بأننا‭ ‬كنا‭ ‬ضمن‭ ‬صفوف‭ ‬المتخاذلين‭ ‬أم‭ ‬الصامتين،‭ ‬أم‭ ‬ضمن‭ ‬مواقع‭ ‬الشرف‭ ‬ولو‭ ‬بأضعف‭ ‬الإيمان‭. ‬بمعنى‭ ‬آخر،‭ ‬أين‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬نريد‭ ‬تسطير‭ ‬أسماءنا‭ ‬فيه؟‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬بالطبع‭ ‬تحدده‭ ‬أنت‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬تقرأ‭ ‬الآن‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭.‬

أنت‭ ‬من‭ ‬يحدد‭ ‬موقعه‭. ‬وبالتالي‭ ‬اختر‭ ‬واصنع‭ ‬لنفسك‭ ‬موقعاً‭ ‬وموقفاً‭ ‬يذكرك‭ ‬به‭ ‬القادمون‭ ‬بعد‭ ‬قرون‭ ‬بكل‭ ‬جميل،‭ ‬أو‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك‭. ‬فما‭ ‬من‭ ‬كاتب‭ ‬إلا‭ ‬سيفنى،‭ ‬ويبقي‭ ‬الدهر‭ ‬ما‭ ‬كتبت‭ ‬يداه‭. ‬فلا‭ ‬تكتب‭ ‬بكفك‭ ‬غير‭ ‬شيء‭ ‬يسرك‭ ‬في‭ ‬القيامة‭ ‬أن‭ ‬تراه‭. ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬مقتصراً‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬بأنواعها،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الشاعر،‭ ‬بل‭ ‬يتسع‭ ‬ويشمل‭ ‬كل‭ ‬مساهمة‭ ‬منك‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬هذا‭ ‬الإجرام‭ ‬الصهيوني‭ ‬الصليبي،‭ ‬وفضح‭ ‬كل‭ ‬تخاذل،‭ ‬سواء‭ ‬بالكلمة‭ ‬المكتوبة‭ ‬أو‭ ‬المسموعة‭ ‬أو‭ ‬المرئية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬يؤدي‭ ‬للهدف،‭ ‬وبحسب‭ ‬المتوفر‭ ‬والمستطاع‭. ‬عمل‭ ‬سيحفظه‭ ‬لك‭ ‬الدهر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تفنى،‭ ‬ويذكرك‭ ‬الناس‭ ‬به‭ ‬بكل‭ ‬خير‭.‬

 

*‭ ‬باحث‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا