عبد الوهاب الكيالي مؤرخ ومفكر سياسي عربي فلسطيني من مواليد يافا عام 1939 ترعرع في أسرة مناضلة مجاهدة، درس مراحل الابتدائية في مدينة يافا، ثم أنتقل للدراسة في عمان ولبنان، عاش العديد من الأحداث والقضايا السياسية والنضالية وهو في سنوات طفولته، والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت لمتابعة دراساته العليا بعدها التحق بجامعة لندن، ونال شهادة الدكتوراه في موضوع (المقاومة العربية الفلسطينية).
في صباح يوم الإثنين، السابع من ديسمبر عام 1981، اغتال مجهولون الكاتب والمؤرخ الفلسطيني عبد الوهاب الكيالي (1939 – 1981)، في مكتبه الواقع في حي ساقية الجنزير في العاصمة اللبنانية، التي وصلها قبل أيام قليلة من اغتياله للمشاركة في فعاليات «معرض بيروت العربي للكتاب».
تُعتبر «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» التي أسسها الكاتب والمؤرخ الفلسطيني الراحل عبدالوهاب الكيالي من أهم التجارب العربية في مجالها. يُعتبر عبدالوهاب الكيالي واحدًا من أعلام فلسطين الكبار على المستويين السياسي والفكري، حيث نشط في قيادة العمل الوطني الفلسطيني في لبنان خلال النصف الأول من سبعينيات القرن الفائت، وأسس عدة مشاريع ثقافية وفكرية وظفها في خدمة القضيتين العربية والفلسطينية.
ولد الكاتب والمؤرخ الفلسطيني الراحل عام 1939 في مدينة يافا، التي هُجّر منها بعد نكبة 1948 مع عائلته إلى عمّان، ومنها باتجاه بيروت التي حصل فيها على ليسانس في العلوم السياسية من «الجامعة الأمريكية» عام 1961، قبل أن يسافر إلى المملكة المتحدة حيث نال شهادة الدكتوراه من «جامعة لندن» عام 1970، وذلك عن أطروحته التي تناولت تاريخ المقاومة الفلسطينية والعربية ضد الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية.
خلال دراسته في «الجامعة الأمريكية في بيروت»، يروى أنه فُصل منها بسبب تنظيمه لمظاهرات داعمة لثورة التحرير الجزائرية، ولكن إدارة الجامعة سرعان ما تراجعت عن قرارها بعد إضراب بعض طلابها احتجاجًا على فصله.
وفي عام 1968، أسس الراحل «جبهة التحرير العربية» التي تولى أمانة سرها عام 1972، وتم اختياره عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني سنة 1968، الأمر الذي جعله مؤهلًا لدخول اللجنة التنفيذية لـ «منظمة التحرير الفلسطينية» بين عامي 1974 – 1977.
وبالإضافة إلى العمل السياسي التنظيمي، ساهم عبد الوهاب الكيالي في تنظيم العديد من الندوات والمحاضرات الثقافية والفكرية والتاريخية، في جامعات عربية مختلفة، بهدف الإضاءة على تاريخ فلسطين وتوضيح حقيقة ما جرى ويجري على أرضها منذ الانتداب البريطاني، وصولًا إلى الاحتلال الصهيوني ونكبة عام 1948، وليس انتهاءً بنكسة يونيو 1967.
نشط الراحل كذلك في مجالي الإعلام والنشر، حيث عمل مديرًا لتحرير مجلة «الرائد العربي» في الكويت، كما ترأس تحرير مجلة «فلسطين الحرة».
يُعتبر عبد الوهاب الكيالي الذي اغتيل في ديسمبر 1981، واحدًا من أعلام فلسطين الكبار على المستويين السياسي والفكري وفي عام 1969، أسس الكيالي «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» التي تُعتبر أحد أهم التجارب العربية وأكثرها جرأةً في مجالها خلال سبعينيات القرن الفائت. وإلى جانب المؤسسة، أصدر في عام 1974 مجلة «قضايا عربية»، وذلك قبل عامين من تأسيسه «مركز العالم الثالث للدراسات والنشر» في لندن، وترأسه تحرير «النشرة الاستراتيجية» التي صدرت عنه.
أما على الصعيد الشخصي، فقد أصدر المؤرخ الفلسطيني عدة مؤلفات، أبرزها «تاريخ فلسطين الحديث» الذي صدر عام 1971، ووصل عدد طبعاته حتى هذه اللحظة إلى ٢١ طبعة و«وثائق المقاومة العربية الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني والصهيونية»، و«الكيبوتز أو المزارع الجماعية في إسرائيل»، و«المطامع الصهيونية التوسعية»، «دراسات ومطالعات فلسطينية 1974 - 1977» «لمقاومة الفلسطينية والنضال العربي 1969 - 1973» 1939.
وأثناء نضاله الوطني شارك بتأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين وعمل مديرا لتحرير مجلد الرائد العربي وشارك بفاعلية في قيادة العمل الوطني الفلسطيني في لبنان عامي 1970 و1975. له نشاط فكري وسياسي واسع جدا في كافة الأقطار العربية، حيث قام بتنظيم العديد من الندوات وورشات العمل في المؤسسات الأهلية والشعبية والنقابية، وقام بإلقاء محاضرات وطنية وثقافية وتاريخية في الجامعات العربية بهدف توضيح تاريخ فلسطين وحقائق النكبات التي ألمت بالشعب الفلسطيني والدور العربي في فلسطين، وحقيقة أهداف احتلال فلسطين ونتائج الاحتلال على المنطقة العربية، والمستقبل العربي.
لقد أمضي حياته مناضلا من أجل أمته مدافعا عنيدا من أجل حقوق شعبه، قاتل بالبندقية وبفكره وبقلمه الحر النزيه، كان أديبا وكاتبا ومؤرخا وأنسانا ومقاتلا من أجل الهوية الوطنية والقومية وكشف العديد من الحقائق التاريخية، وعرى الأكاذيب والادعاءات المزيفة في النظام العربي والامبريالية والصهيونية العالمية. تم اغتياله وهو في قمة عطاءه الفكري والثقافي والنضالي عام 1981في بيروت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك