وقت مستقطع
علي ميرزا
قراءة في قراءة
} ما أن انتهى الشوط الأول من لقاء دار كليب والنبيه صالح في مواجهة الجولة الرابعة من سداسي دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة حتى غادر الشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيس الاتحاد منصة الصالة ولم يكمل المباراة معتقدا في قرارة نفسه بأن المباراة وبناء على معطيات الشوط الأول ستكون من جانب واحد، وستصب في صالح دار كليب، ونعتقد أن رئيس الاتحاد عض أصابع الندم بعد سماعه نتيجة المباراة الختامية بأنه لم يشاهد من قرب السيناريو الذي عاشته المباراة على مدار أشواطها الخمسة، وهذا درس لنا جميعا، صحيح أن هناك بعض المباريات تقرأ من عنوانها، ولكن الصحيح أيضا أن هناك مباريات تنتظر منا أن نتأنى ونتريث ولا نستعجل الحكم عليها حتى يطلق حكم المباراة صافرته النهائية، والمباراة المذكورة واحدة من هذه المباريات.
} بعيدا عن التقليل من شأن الفوز المهم والعريض والمستحق الذي حصل عليه فريق النبيه صالح بفوزه على منافسه فريق دار كليب، والحصول على نقطتين غاليتين في سباق جمع والتقاط النقاط، فإن المباراة قد قطعت الشك باليقين بأنه عندما يغيب عن أي فريق لاعب أو أكثر له قيمته ووزنه وتأثيره، فإن هذا الغياب يترك أثره على الفريق، وهذا ما عاناه دار كليب بغياب ثنائي الفريق ممثلا في قائده محمود عبد الواحد المصاب، وهو إضافة إلى كونه ضاربا له ثقله وخبرته فإنه أحد المستقبلين الرئيسين، والليبرو عباس سلطان المدافع الحر، وبغياب الاثنين قد تركا ثغرة خاصة على مستوى الاستقبال والدفاع رغم الضغط الذي تحمله البديل حسن ناصر الذي فرضه عليه النبيه صالح بإرساله الموجه، إلا أن سوء الاستقبال والدفاع قد استفاد منه من دون شك النبيه صالح ، وقطف في نهاية الطواف ثمرته.
} والحديث عن الفوز الذي حققه النبيه صالح على حساب دار كليب فإن هذا الفوز المهم لم يأت اعتباطا، ولم يحصل لأن دار كليب افتقد اثنين من عناصره المهمين لهذا السبب وحده، وحتى لو آمنا بظروف دار كليب المؤثرة في المباراة، فإن الفريق مع ذلك كسب الشوط الأول من دون أي مقاومة تذكر من النبيه صالح الذي تبارى لاعبوه في إهدار الإرسال والانشغال بالكرات الهجومية الطائشة، ولكن علينا أن لا نهضم حق الجهاز الفني للنبيه صالح بقيادة فؤاد عبد الواحد ومساعده إبراهيم نصيف، فقد وفق الجهاز الفني في قراءة المباراة ابتداء من الشوط الثاني، واستغل ظرف الفريق المنافس أحسن استغلال، وساعده على ذلك ترجمة اللاعبين للتعليمات، والجهاز الفني «الشاطر» هو الذي يستثمر أخطاء المنافس أو ظروفه، وهذه المرة الثانية التي يستفيد منها الجهاز الفني للنبيه صالح من ظروف منافسيه، وينجح في قراءتها القراءة الصحيحة ويطوعها لصالح فريقه، إذ سبق للنبيه صالح أن استثمر لقاء فريقه أمام النصر لعدم وجود مدرب مع الأخير وأنزل به خسارة عريضة قوامها ثلاثة أشواط نظيفة، فهناك فارق كبير بين مدربين يعيشون تفاصيل وسيناريوهات المباراة قبل وأثناء، ومدربين تنقصهم الحاسة التدريبية السادسة، ورأينا النبيه صالح يسحب من المباراة لاعبه المتميز سيد هاشم عندما كان أداؤه سيئا ويعوضه بالبديل الناجح جعفر صادق، غير الجهاز الفني عاد من جديد وفي توقيت ذهبي ليدفع بسيد هاشم في الملعب لأنه يعرف قيمته في هذا التوقيت الحرج من الشوط الحاسم ولذا ترك اللاعب بصمته النهائية على الشوط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك