وقت مستقطع
علي ميرزا
ثلاثة أشواط بـ180 نقطة
} ستظل مباراة فريقي النجمة والنبيه صالح ضمن الجولة الثالثة من سداسي دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة عالقة في الأذهان وخاصة للفريقين، والتي انتهت لصالح الأول بثلاثية نظيفة حديث أسرة الكرة الطائرة، ليس لأنّ النجمة فاز، والنبيه صالح خسر، ولكن لأنّ نقاط الأشواط الثلاثة التي استغرقتها المباراة وصل العدد إلى 180 نقطة 25-23، 29-27، 39-37، ونقول بعيدا عن مجريات المباراة، أحيانا بعض هذه النتائج وليس كلها تكون خادعة للقارئ الذي لم يكن شاهدا على تفاصيل المباراة، إذ ليس من الضروري عندما تتقارب نقاط الأشواط هذا ينبئ بأن المستوى كان في القمة، وأنّ اللاعبين كانوا في أفضل حالاتهم الفنية والبدنية والذهنية.
وإذا ما تحدثنا عن لقاء النجمة والنبيه صالح قلنا إنّ أهمية المباراة للفريقين وخاصة النجمة كان سببا وليس كل الأسباب وراء ظهور المباراة بهذا الشكل، وصحيح أنّ المواجهة قدم فيها لاعبو الفريقين لقطات ولمحات فنية وأداء استبساليا، ولكن الصحيح كذلك أنّ عديد الأخطاء التي وقع اللاعبون من الجانبين في فخّها سواء كانت بسيطة أو مركّبة سبب آخر ساعد على إطالة عمر الأشواط، ومن شاهد البداية المثالية التي كان عليها النجماويون مع بداية الشوط الأول لم يكن يتوقع السيناريو الذي انتهت عليه المباراة.
} فؤاد عبدالواحد مدرب فريق النبيه صالح من المدربين الهادئين الذين تسبقهم ابتسامتهم، وخلال الأشواط الثلاثة التي استغرقتها مباراة فريقه مع النجمة خرج عن عادته مرة واحدة، وبالتحديد خلال الشوط الثالث عندما أظهر العين الحمراء لصانع ألعاب فريقه حسين منصور هذا الأخير الذي أعدّ الكرة سريعة لزميله محمد جاسم ولم تكن بالشكل المثالي، وكان الكابتن فؤاد يريد الكرة أن توجّه لمركز4 الموجود فيه حسين عاشور، ومن وجهة نظري الخاصة أرى في الموقف أنّ المدرب فؤاد والمعد حسين كلاهما موقفه صحيح، فالكابتن فؤاد رأى أنّ حساسية نقاط الشوط لا تحتمل مثل هذه الألعاب السريعة في مثل هذا التوقيت، وهذا صحيح لأنّ الكرة الهجومية السريعة المصدودة غالبا ما تنزل عامودية ومن الصعوبة بمكان أن يتم مدافعتها، بعكس الكرة الهجومية المفتوحة على الأطراف لها خيارات عديدة، وفي الوقت نفسه موقف المعد حسين هو الآخر صحيح لأنه فكّر بعقلية صانع اللعب الذي يعتقد أنّ حائط صد الفريق المنافس لا يتوقع في مثل هذا التوقيت أن تعد الكرة لضارب مركز3 خاصة أنّ الاستقبال كان غير مثاليّ وتعامل معها حسين على طريقة الدفع أو الرمي وهي ليست غريبة عليه إذ لعبها ومع اللاعب نفسه في عديد المباريات، وكان يريد من خلالها مخاتلة حائط الصد ومغافلته، ولو نجحت اللعبة لصفق له الجميع، ولكن غلطة الشاطر بألف، وستظل عقلية صانع الألعاب وليس أي صانع قائمة في ظل استراتيجية ونظام اللعب الذي يريده المدربون وفق أسلوب الطائرة الحديثة.
} من حسن حظي بعد نهاية مباراة النجمة والنبيه صالح وخلال توجهي لسيارتي في الموقف الخاص بالسيارات إذ فاجأني الكابتن أسامة عيسى لاعب طائرة النادي الأهلي ومنتخبنا الوطني للكرة الطائرة الشاطئية السابق الذي يعدّ أحد أبطالها الذهبيين في عصرها الذهبي، أقول فاجأني بالأحضان وأنا الذي لم أره منذ سنوات خلت، وكنت سعيدا جدا لأن شخصه أعادني إلى الوراء كثيرا عندما كانت ملاعب الطائرة بشقيها الداخلي والشاطئي مزدحمة بكوكبة من النجوم ليس المكان مناسبا لتعدادهم، وباختصار فقد أخذ الكابتن أسامة يضرب أخماسا في أسداس وقال لي بصريح العبارة: إلى هذا المستوى وصلنا لا استقبال ولا حسن تمركز دفاعي ولا.. فبادلت كلامه بابتسامة عريضة قريبة إلى القهقهة وافترقنا على الخير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك