وقت مستقطع
علي ميرزا
الرياضة فن وفن الرياضة
} لقد سبق أن لفتنا النظر من هذا المكان إلى بعض الأمور تحصل في ملاعب الكرة الطائرة، وكنا نمني النفس أن تجد من يوقف مهازلها، لأنها بكل صراحة تسيء للعبة، بل تنتقل عدواها إلى النشء القادم، ومع شديد الأسف مثل هذه السلوكيات مازالت قائمة، هل لأن أصحابها لم يجدوا العين الحمراء؟ أم على رؤوسهم «ريش»؟
من هذه الأمور، على سبيل التمثيل وليس الحصر، أن تحدث معاكسات وحركات وسكنات بين اللاعبين تحت الشبكة، وقد تأتي من جانب واحد، وعلى مرمى من عيون الحكام ومسامعهم، ومع كل ذلك وكأن شيئا لم يحصل، وفي الوقت الذي يلمح مثل هذه الأمور من يجلس في المدرجات، نجد حكامنا يصدون عنها لأسباب لا يعرفها إلا هم وحدهم، وشخصيا وصلتني شكاوى عديدة من أكثر من مدرب ولاعب تصب في هذا المصب، وطلبوا مني بإصرار أن أثيرها، فإلى متى نترك الفرصة لمثل هذه التصرفات المشينة تتسع رقعتها لتتحول إلى ثقافة في ملاعب الكرة الطائرة؟ هل ننتظر أن تصطك الأسنة، وتتبادل اللكمات، ويختلط الحابل بالنابل حتى نحرك ساكنا؟ نرجوكم من باب المسؤولية والحفاظ على نظافة ملاعبنا تحركوا قبل أن يقع الفأس في الرأس.
} وسبق من هذا المكان أن لفتنا إلى وجود بعض الحكام يرى في نفسه كأنه سيف مسلط على رقاب اللاعبين ومن تحت إمرته، من حقك أيها الحكم المبجل أن تسيطر على كل صغيرة وكبيرة في المباراة، ومن حقك الذي نقف معك فيه أن تكون لك الكلمة الأولى والأخيرة، غير أن هناك جملة بليغة في مضمونها ويحفظها الحكام أنفسهم عن ظهر قلب وهي «فن إخراج المباراة» فهل ضيق الصدر، والعبوس وإيماءات الوجه غير المقبولة وحركات اليد من شأنها أن تأخذ المباراة إلى بر الأمان؟ فهل يعتقد الحكم الذي يتمسك بهذه الأدوات المذكورة أنها تجعل منه حكما ذا شخصية، ويحسب له الجميع وفي مقدمتهم اللاعبون ألف حساب؟ أم الابتسامة والكلمة اللينة وانشراح الصدر وما شاكلها هي التي تجعل الجميع من حولك وكأن على رؤوسهم الطير؟ فالرياضة فن، لعبها فن، وسلوكياتها فن، وتسييرها فن، ومشاهدتها فن، وكل شيء يفتقد الفنية والذوق يفقد قيمته وطعمه وراحته.
} شيء جميل ويسر الخاطر أن نرى لاعبينا الشباب يتألقون في المنافسات الرياضية الجامعية، إلى جانب التألق والتميز على مقاعد الدراسة، والحصول على المؤهلات العلمية العالية، غير أن هناك نقطة مهمة تستحق منا التوقف عندها، وتتمثل في أن هؤلاء اللاعبين ينتمون إلى أندية، وبعض هذه الأندية لها موقع على الخارطة التنافسية، ويمثل هؤلاء اللاعبون ركائز أساسا في فرقهم، والسؤال هنا: ماذا لو تعرض أحد هؤلاء اللاعبين لمكروه وأصيب في مباريات التنافس الجامعي؟ أليست الأندية هي التي ستدفع الثمن؟ نظرا إلى أن مباريات الدوري الجامعي متزامنة مع منافسات اتحاد الطائرة، فلماذا لا يعاد النظر ويتم اختيار توقيت آخر؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك