وقت مستقطع
علي ميرزا
دروس مدفوعة الأجر
الدرس الأول: مباراتان ستظلان منقوشتين كالوشم على ظاهر اليد، وستظلان عالقتين بأذهان النجماوية، المباراة الأولى ممثلة في خسارة فريق الكرة الطائرة من فريق بني جمرة التي أدخلت النجماوية في متاهة، وصارت هذه المباراة حديث الأسرة الكرة الطائرة محليا وخليجيا، والغريب في الأمر أن أكثرية المتسائلين انحصر سؤالهم في لماذا خسر النجمة؟ ولم يكلفوا أنفسهم السؤال: وكيف فاز بني جمرة؟ فالذين اكتفوا بالسؤال الأول وكأن النجمة يلاعب نفسه، ولم يكن أمامه منافسا اسمه فريق بني جمرة قد استحق الفوز عن جدارة واستحقاق.
فالدرس من تلك المباراة أكبر من الفوز والخسارة، فالتحضير الجيد، والتسلح بالصلابة الذهنية، وتقدير المنافس، وثقافة الفوز كل ذلك وغيره مفاهيم لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار، فالمنافسات الرياضية لا تعترف بالتاريخ والجغرافيا، ولكنها تحترم الرياضيات ولغة الأرقام التي تترجم ما يقدم في الميدان.
والمباراة الأخرى هي انتصار النجماوية على فريق الأهلي، هذا الانتصار هو الخيار الأوحد متى أراد النجماوية أن يكون لهم موطئ قدم مع الكبار في دوري عيسى بن راشد «الدور السداسي» وقد تحقق لأن العدو كان أمامهم والبحر ينتظرهم من خلفهم، هذا الانتصار المستحق جاء ليعيد الحياة من جديد، وعلينا أن نأخذ كلمة الأرجنتيني إليقيتا مدرب الأهلي بجد عندما قال لنا: لا يوجد في منافسات الكرة الطائرة البحرينية أي ضمان، بمعنى كل شيء ممكن وجائز، ولذا علينا أن نأخذ كل صغيرة وكبيرة بعين الاعتبار consider all factors.
الدرس الثاني: كان فريق بني جمرة وأنصاره يمنون النفس إبان مباراة الأهلي والنجمة بأن يكون الفوز من حليف الأهلاوية، على اعتبار أن الجمريين هم المستفيدون من هذا الفوز، عندها يتطلب منهم أن يلتهموا فريق اتحاد الريف ليتأهلوا إلى اللعب ضمن الستة الأوائل، غير أن ذلك لم يتحقق للجمريين، وهذا درس آخر علينا كرياضيين أن نفقهه، إذ عليك في المنافسات الرياضية قبل وبعد كل شيء أن تحقق ما تسعى إليه بجهدك وعرقك وتعبك، ولا تنتظر الهدايا من الآخرين الذين قد يخذلوك.
الدرس الثالث: مباراتا دار كليب والمحرق، والأهلي والنجمة، كان بمقدور الأخ عبد الرضا عاشوري رئيس مسابقات الكرة الطائرة وبقية أعضاء اللجنة أن يقدموا المباراتين في التوقيت بالتفاهم مع بقية أندية الدير والبسيتين وعالي والمعامير، على اعتبار أن المباراتين المعنيتين أكثر أهمية، ويترتب على نتائجهما أمور، إذ كيف سيكون الأمر لو وصلت مباراتا الدير والبسيتين، والمعامير وعالي إلى الشوط الفاصل؟ بدون شك هذا التأخير من الناحية النفسانية سيقتل طموح وعزيمة ورغبة اللاعبين.
الدرس الرابع: النصر والأهلي لديهما هم مشترك، فالأول بعد مغادرة الإيطالي لوسيو المدرب السابق للفريق إلى النمسا لتدريب أحد أنديتها، بات كرسي المدير الفني شاغرا في النصر، وأيام قلائل تفصلنا عن منافسات دوري عيسى بن راشد «السداسي»، ولا يمكن لأي سفينة أن تبحر بدون قائد ماهر، وإلا مصيرها الغرق بمن عليها أو فيها.
أما الأهلي، فقد كشفت مباراته الأخيرة أمام النجمة حاجة الفريق إلى المحترف في مركز 4 من ماركة لا يعرف «يمه ارحميني» هذا إذا أراد النسور أن يكون منافسا شرسا، أما إذا كان هناك هدفا آخر فالتعويل على ابني النادي سيد محمود العبار ومحمد عبدالحسين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك