رياضة جمالية
جميل سرحان
نظام «الخالدية».. رسالة للبقية
بصم الخالدية على نجاحه «المنقطع النظير» بعد أن حافظ على لقبه بطلاً لدوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم للموسم الثاني على التوالي، إثر فوزه الكبير على حساب منافسه الحالة بسبعة أهداف من دون مقابل، وذلك قبل جولتين من النهاية، كان فيهما الفريق الأصفر بحاجة إلى نقطة واحدة من أجل ضمان تتويجه بالدرع عن أقرب منافسيه.
لم يكن متوقعًا لدى الكثيرين - وأقولها بدراية ومعرفة تامة - أن ينجح الخالدية في الوصول إلى منصة التتويج ظافرًا بذهب المسابقة، بعد أن كان متخلفًا بفارق نقطي لا يقل عن 7 نقاط من أمام المتصدر في تلك الفترة فريق الرفاع.
لا يمكننا أن نلقي بالحظ أو الصدفة كسببين لتفوق الخالدية على نظرائه المنافسين، ذلك لأننا سوف نبخسُ حقًّا أصيلًا لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة رفقة الجهازين الفني والإداري وحتى اللاعبين، الذين ترسّخت في عقولهم فلسفة الانتصارات والرغبة في الألقاب والإنجازات.
يقول الفيلسوف أرسطو: «الاستمتاع بالعمل يضفي عليه المثالية»، وأنا أجزم لقربي الكبير من بيئة العمل في النادي أن جميع من يعملون في هذا الصرح، يستمتعون في عملهم، ويؤدون رسالتهم على أكمل وجه، وأفضل صورة، وبحبٍ وإخلاص.
قد يربط البعض نجاح المشروع بعامل «القوة المالية» والاقتدار الذاتي الذي قاد الخالدية لحسم الصراع على اللقب متجاوزًا الآخرين، لكن تلك النظرة تكشف عن جهل تام، وسوء قراءة لمنظومة عملٍ ولدت لتكون مختلفةً تمامًا عن المألوف، فالمال وحده لم يكن سببًا في تتويج فريق المالكية بلقب الدوري في عام 2016، ولم يعط الحد من قبله في العام 2015 أسبقية على الأندية التاريخية التي تناوبت لسنوات طويلة على نيل اللقب.
بات علينا أن نقرّ صراحة، بل ونوضح علانية أن «نظام الخالدية» يجب أن يكون رسالة ونموذجًا للبقية، وخريطة لأولئك الذين يطمحون في شرف التحليق بالذهبية، فرجالات هذا النادي برئاسة الأخ العزيز محمود جناحي قدموا لنا دروسًا في تصحيح الأفكار، ورسالة مفادها أن نجاح وتميز المشاريع الكبرى منوطا بالسعي والاجتهاد الحقيقي، وقبل كل شيء «بالحب» والإتقان والتضحية.
وكما ينقل عن الكاتب والمؤلف الأمريكي روجر فريتز قوله: إن الفرق بين الواقع و الحلم هو كلمة (عمل)، فإننا لا ننسى الإشادة بصُنّاع هذا الإنجاز الرفيع ومن عملوا على رسم معالم الفريق منذ اليوم الأول، وتركوا بصمة مؤثرة، ليكونوا عنوانًا مليئا بالإيجابية للعاملين في الكرة البحرينية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك