خلال الآونة الأخيرة، ظهر اتجاه جديد للسفر من دون هواتف ذكية، حيث أطلقت إحدى شركات السفر في الولايات المتحدة مشروعًا يستهدف المسافرين المنفردين من جيل الألفية، والجدول يتضمن رحلات خالية من الهاتف في فبراير 2024. ويوفر هذا الأمر للمسافرين فرصة للتخلص من أجهزتهم، والاستمتاع بتجربة غامرة من خلال التفاعل مع السكان المحليين، والتكيّف مع ظروف محيط جديد.
وقالت تارا كابيل، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة: «FTLO Travel» نأمل أن يتقبل الناس التحدي المتمثّل بالسفر من دون هاتف، وأن تؤدي الرحلة من دون جهاز إلى تجارب أكثر ثراءً وتواصل أعمق.
وتابعت: «في العصر الرقمي اليوم، بتنا نعتمد بشكل متزايد على هواتفنا الذكية، ما أثر سلبًا على صحتنا العقلية وقدرتنا على التفاعل مع محيطنا. ومن خلال إزالة هذا الإلهاء، يمكن للمسافرين التفاعل بشكل كامل مع الوجهة التي يزورونها، وأن يكونوا أكثر حضوراً».
تشهد إجازات التخلص من السموم الرقمية إقبالًا في الآونة الأخيرة في عصر أصبحت الشاشات الصغيرة فيه تشكّل مصدر إلهاء، باتت عمليات الهروب الرقمية جذابة بشكل متزايد.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت أولكو تاميو بفنلندا أنها أول جزيرة سياحية خالية من الهواتف في العالم، وحثت الزوار على الانغماس بالطبيعة المحيطة.
وتُعتبر العديد من الفنادق أو أماكن الإقامة الأخرى، مثل فندق «رانشو لا بويرتا» الراقي في المكسيك، وجهات للتخلص من السموم الرقمية، حيث ينصبّ التركيز على الاسترخاء غير المرتبط بالهواتف وأجهزة الكمبيوتر.
وقالت كابيل إن ترك الهواتف الذكية هو القاعدة الأساسية. ويُنصح المشاركون الذين يحضرونها معهم في الرحلة بتركها في أمتعتهم أو حفظها بخزانة الفندق. ويُحتمل أن يُطلب ممّن يستسلمون للإغراءات الرقمية مغادرة المجموعة، إذا كان لفعلهم أي تأثير على تجارب زملائهم المسافرين. يتم تشجيع الضيوف على إحضار الكاميرات الرقمية لتوثيق ذكرياتهم.
خلال رحلتهم الخالية من الهاتف، سيحصل المشاركون على مسارات وخرائط مطبوعة، مع تفاصيل خاصة بأي تغييرات طرأت في اللحظة الأخيرة تُنشر في الردهة. ويحمل مشرف الرحلة جهازًا محمولًا للخدمات اللوجستية، ولإتاحته للمشاركين في حالات الطوارئ.
وفقاً لما قالته ميس خورشيد، عالمة نفسية مقيمة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ومتخصصة بذروة الأداء والسعادة والعلاقات، فإن فوائد السفر من دون استخدام الهاتف المحمول لا حصر لها.
وأوضحت أنّ «غياب أصوات رنين الهاتف يقلّل من عناصر التشتيت، ويسمح بمزيد من الاهتمام في البيئة المحيطة».
وتابعت: «نحن نميل أكثر إلى العفوية التي يمكن أن تشمل محادثات عشوائية مع الغرباء، ولقاءات الصدفة، والمفاجآت غير المتوقعة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك