بتنا نرى توجها متزايدا نحو جذب سياح ضمن فئات معينة مثل سياحة رجال الأعمال، أو سياحة الطلاب، أو سياحة المتقاعدين، أو النساء، أو الشباب، وغيرهم، وكل فئة من هذه الفئات لها متطلبات سياحية خاصة بها، فالتوجه نحو جذب رجال الأعمال يحتاج إقامة مؤتمرات مثلا، والطلبة يحتاجون جامعات معترف بها وأماكن إقامة قريبة بأسعار معقولة، والمتقاعدون ربما أماكن مفتوحة وبحيرات فيها أماكن لصيد الأسماك، أما الشباب فيمكن جذبهم عن طريق سياحة المغامرات والرحلات والترفيه وغيرها.
وعندما نتحدث عن الشباب، فإننا نستعرض أساساً لتطوير قطاع السياحة وتعزيز مكانة البحرين كوجهة سياحية عالمية، فالشباب هم القوة الدافعة والعنصر المبتكر والطاقة الحيوية التي تدفع عجلة التطور والتجديد في كل المجالات، بما في ذلك مجال السياحة.
ومن خلال جذب الشباب المسافر وجعل اهتمام القطاع السياحي منصبا على الشباب، تنمو وتتطور الوجهات السياحية باعتبار الشباب هم الذين يملكون الشغف والفضول لاستكشاف العالم وتجارب جديدة ومختلفة، لذا فإن وضع استراتيجية جذب للشباب المسافر أمر مهم لتعزيز إشراكهم في عملية التخطيط السياحي وتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم السياحية، وتنظيم فعاليات ورحلات وتجارب سياحية منوعة تلبي روح المغامرة لدى الشباب واستعدادهم للخروج عن المألوف.
ومن المهم إعادة النظر في العوامل التي تشجع الشباب على حضور الفعاليات والنشاطات السياحية وضمان أنها تلبي رغباتهم وأنها مسلية وغير مملة، كما من الضروري استغلال النمو السريع لفئة الشباب وسهولة الوصول إليهم عبر وسائل الاتصال الحديثة.
ولا بد من تكثيف الحملات التوعوية وتفعيل دور القطاع الخاص في مجالات الصناعة السياحية وإشراك الجمعيات والأندية في برمجة أنشطة سياحية شبابية فعالة مع تجديد المنشآت السياحية وصيانتها دورياً، إضافةً إلى وضع استراتيجية عملية صلبة تفعل دور السياحة وتجلب اهتمام الشباب إليها وتوفير عدد كافٍ من المتخصصين في تنظيم الفعاليات والنشاطات السياحية الشبابية وإيجاد الحلول العاجلة للمعوقات الاجتماعية للسياحة والترفيه وإشراك الشباب من الجنسين في تخطيط وتنظيم الفعاليات والنشاطات السياحية.
وتجسد مملكة البحرين مثالاً يحتذى به في احتضان الشباب ورسم معالم تطوير السياحة المناسبة بما ينسجم مع اهتماماتهم وأفكارهم، من خلال حرص المملكة على توفير الخدمات للشباب في الأماكن المفتوحة كالمناطق البرية والمخيمات والمحميات، ودعم الشباب في تنظيمهم لرحلاتهم وتوفير المحضن المناسب للشباب لقضاء وقت فراغه سواء المقيمين داخل المملكة أو القادمين من خارجها، كما تحرص المملكة على إنشاء المزيد من المنشآت الفندقية بكلفة منخفضة تناسب الشباب تتيح لهم الفرصة للبقاء أطول فترة ممكنة في المملكة، والاستفادة القصوى مما توفره من مقاصد ومواقع سياحية وعوامل جذب فريدة ومتنوعة.
الرئيس التنفيذي لشركة Visit Bahrain
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك