وقت مستقطع
علي ميرزا
احذروا أصحاب السور العظيم
واصل النحس ملازمة منتخب الصين للكرة الطائرة في دورة الألعاب الآسيوية 19 المقامة على أرضه، إذ رغم أن الصينيين يلعبون على أرضهم وبين جماهيرهم، فإن كل ذلك لم يشفع لهم بالحصول على اللقب بعد خسارة المواجهة النهائية أمام المنتخب الإيراني بثلاثة أشواط مقابل شوط.
لقد كانت الفرصة مواتية للصينيين ليفتحوا صفحة جديدة، ويصالحوا أنفسهم وجماهيرهم إثر صيام عن الذهب استمر قرابة خمسة وعشرين عاما بعد آخر ميدالية ذهبية حصلوا عليها عام 1998 إبان الألعاب الآسيوية في تايلاند.
شخصيا شاهدت المنتخب الصيني في مباراة واحدة خلال الدورة، وكانت أمام المنتخب الياباني «الرديف» ضمن منافسات نصف النهائي. وبغضّ النظر عن النتيجة التي انتهت عليها المباراة لصالح أصحاب الأرض، ومشاركة اليابان بالصف الثاني، فإن صاحب هذه السطور توقع أن يفرقع الصينيون مفاجأة من الوزن الثقيل أمام المنتخب الإيراني في المبارزة النهائية، إلا أن الصينيين واجهوا منتخبا محملا بثقافة المنافسات العالمية، رغم أن هناك نغمة تحليلية من الفنيين تشير إلى تراجع مستوى المنتخب الإيراني، لكن الرد جاء سريعا ليحصلوا على الذهبية الثالثة بعد أن حصلوا عليها في مناسبتين سابقتين 2014 و2018.
من الدروس المستفادة أن الأرض والجمهور ما هما إلا عاملان مساعدان لأي فريق أو منتخب يلعب على أرضه وأمام جماهيره، غير أن هذين العاملين وحدهما ليسا بكافيين لأن يعطيا لقبا أو ميدالية ذهبية، فخلال شهر أغسطس المنصرم فاز المنتخب الياباني بأريحية على المنتخب الإيراني في نهائي كأس آسيا رغم أن الأخير كان يلعب أمام جمهور مدينة أرومية الإيرانية المشهور قاطنوها بأنهم مهووسون بلعبة الكرة الطائرة، وأخيرا خطف الإيرانيون الميدالية الذهبية أمام المنتخب الصيني الذي كان يلعب على أرضه وبين جماهيره. بعد كل ذلك يتأكد لنا أن هناك تفاصيل أخرى متى توافرت لأي فريق حتى لو كان يلعب أمام جماهير العالم كلها فإنه قادر على تحقيق اللقب والإنجاز.
نعود مرة أخرى للمنتخب الصيني الذي نال إعجابنا بغضّ النظر عن الأمور الأخرى، فلدى لاعبيه شراسة هجومية غير طبيعية في مقدمتهم اللاعب المتميز في مركز 4 «زنك جن ين» ذو الثلاثة والعشرين عاما، فصفوف المنتخب الصيني تضم سبعة لاعبين أطوالهم فوق المترين، وأكثر من لاعب فوق المتر و95 سم، ونذهب في قرارة النفس إلى أن أصحاب السور العظيم قادمون خلال الفترة القادمة لاستعادة الهيبة المفقودة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك