وقت مستقطع
علي ميرزا
يسألونك عن الإحصائيات
} في مناسبة من المناسبات كنا نتفرج على مباراة في إحدى الألعاب الرياضية الجماعية على شاشة التلفاز، وكان المتابعون خليطا من الأعمار، وفي الوقت الذي كان فيه بعض المشاهدين أكثر تركيزا على ما يدور في الميدان، كانت هناك مجموعة أخرى منشغلة بالضحك على الطريقة وما يقوله معلق المباراة، ولسان حالهم يوحي بأنهم لا علاقة لهم بتفاصيل المباراة، فالتعليق الرياضي هو بمثابة مائدة طعام حوت ما لذّ وطاب، وما عليك أيها المشاهد والمتابع والمستمع إلا أن تختار ما يحلو لك، أو تترك الجمل بما حمل، ولو سألتني شخصيا أي صنف من المعلقين يستهويك لقلت لك: المعلق الذي ينوّر عقلي ويضيف لي جديدا ويثقف وجداني ويرفع من مستوى ذائقتي الفنية، فهذا ما يستهويني، ولكم ما يستهويكم.
} نحن الآن في عصر وزمن الأشياء الرقمية، والإحصاء الرياضي ركن ركين في حسم أمور رياضية كثيرة، وفي الدول المتقدمة رياضيا والتي تحترم نوعية عملها يكون للإحصاء كلمة مسموعة، وبات العمل الإحصائي يهتم بكل شاردة وواردة، حتى إنه يدخل «عصه» في اختيار قائمة أي فريق ومنتخب بعيدا عن الاختيارات الفوقية من «زيد أو عبيد»، فأي عمل رياضي لا يأخذ بعين الاعتبار المعطيات الرقمية والإحصائية يعدّ عملا ناقصا، ومرهونا بالفشل.
} في وقت مضى كنا نقرأ في الصحافة الرياضية المصرية بأن ناديي الأهلي والزمالك كان لديهما خبراء في كرة القدم، وكانوا يطلقون عليهم مسمى «الكشافين»، وتكمن مهمة هؤلاء في السفر إلى قرى الريف المصري والكفور والمناطق النائية للبحث عن المواهب واكتشافهم وإغرائهم باللعب للناديين، وكان مشروع الكشافين حينذاك مشروعا مثمرا، واستفاد منه الناديان استفادة كبيرة، ولا ندري إن كان لا يزال مستمرا، أم ابتلعته ديناصورات الاحتراف؟ هذا المشروع قابل لأن يستنسخ محليا وفي مختلف الألعاب، مثل هذا سيوفر على الأندية أشياء كثيرة.
} ما الذي يمنعنا أن نشارك «إينشتاين» لعبته المفضلة وتساؤلنا: ماذا لو وصل الحال بلعبة الكرة الطائرة أن تدار تحكيميا بطريقة إلكترونية عوضا عن التحكيم البشري، إذ يتكفل النظام الإلكتروني بإصدار صوت جرس إيذانا بحصول الخطأ، ويظهر مسمى الخطأ على شاشة الصالة مع اسم ورقم اللاعب الذي ارتكب الخطأ؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك