وقت مستقطع
علي ميرزا
التحكيم فن والحكم فنان
} شاهدنا حكاما يديرون منافسات الكرة الطائرة، وكل واحد منهم له أسلوبه وطريقته في إدارة المباراة والتعامل مع أطرافها من لاعبين وأجهزة فنية وإدارية، فهناك من يبتسم، وآخر يهز رأسه، وثالث يعبس، ورابع يشوح بيديه، وآخر يترك إيماءات وجهه تقول ما يريد، وسادس سلاحه البطاقات الملونة، وسابع يميل إلى الشرح والتوضيح والنقاش، وثامن كأنه سيف مسلط على رقاب العباد.. ورغم أن قانون اللعبة واحد، وكل حكم يريد إثبات شخصيته على طريقته وثقافته الخاصتين، إلا أن الحكم فنان، والتحكيم هو فن إخراج المباراة في أحسن حلة وحالة.
} كنت لفترة قريبة أنظر إلى صانع الألعاب في مختلف الرياضات ومنها الكرة الطائرة بأنه اللاعب الأول والأهم في التشكيلة، ولكن مع التطور الرهيب للعبة بات كل لاعبي الكرة الطائرة مهمين، ولكن يأتي في مقدمتهم اللاعب الحاسم أو المخلّص »بتشديد اللام« أو صاحب المهمات الصعبة أو سمّه ما شئت هو اللاعب الأهم، لأنه في نهاية المطاف صانع اللعب يبحث خلال توجيه كراته عن اللاعب الذي يترجم الألعاب إلى نقاط، واللاعب الحاسم حتى يكون كذلك لا بد أن يملك الحلول، والحل المبدع لحل المشكلات الفنية.
} كان أنصار الرياضة التونسية عامة والكرة الطائرة على وجه التحديد يمنون النفس بأن يكون منتخب الرجال منافسا شرسا كعادته على لقب بطولة المنتخبات الإفريقية المقامة في مصر، غير أن منتخب نسور قرطاج خيّب الآمال من أوسع الأبواب، وخرج من الدور ربع النهائي على يد المنتخب الكاميروني، وهكذا هي المنافسات الرياضية، انتصارات هنا وخسائر هناك، والمنافسات الرياضية إذا لم تحترمها لا تحترمك، وبصريح العباراة من حق التوانسة أن يزعلوا ويتذمروا ويسخطوا، لأنهم يعرفون أن طائرتهم في يوم ما كانت رقما صعبا عربيا وإفريقيا، وكان لها حضور وسمعة في الوسط العالمي، ليس هي وحدها ولكن بمعيتها لعبتا كرة القدم وكرة اليد.. فإذا كانت بعض الانتصارات تغطي على العيوب، فإن الخسائر والإخفاقات تحتاج إلى مصارحة جادة لجلد الذات وإعادة النظر، لاستعادة الهيبة من جديد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك