العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

مواقف صغيرة.. تستحق التشجيع

المواقف‭ ‬الصغيرة‭ ‬الإيجابية،‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬استثمارها،‭ ‬وتكريم‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بها،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الآخرين‭ ‬عليها،‭ ‬تكون‭ ‬سمة‭ ‬حاضرة‭ ‬وفاعلة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬بالمجتمع‭.. ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬السيرة‭ ‬النبوية‭ ‬العطرة‭ ‬مواقف‭ ‬رائعة‭ ‬للرسول‭ ‬الكريم،‭ ‬وهو‭ ‬يشجع‭ ‬أصحابه‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬عملوا‭ ‬أمورا‭ ‬حسنة،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬صغيرة،‭ ‬يشجعهم‭.. ‬ويشيد‭ ‬بهم‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭.. ‬ثم‭ ‬تتحول‭ ‬تلك‭ ‬المواقف‭ ‬إلى‭ ‬سلوك‭ ‬عام‭ ‬وممارسات‭ ‬مجتمعية‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬فإن‭ ‬النموذج‭ ‬البحريني‭ ‬متميز‭ ‬ورائع،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرات‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬استثمار‭ ‬المواقف‭ ‬والمناسبات،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬ثقافة‭ ‬عامة‭ ‬للجميع،‭ ‬وعبر‭ ‬‮«‬القدوة‭ ‬الحسنة‮»‬‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرفيعة‭.. ‬في‭ ‬تحية‭ ‬رجل‭ ‬مسن،‭ ‬أو‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬طفل‭ ‬صغير،‭ ‬أو‭ ‬تكريم‭ ‬عامل‭ ‬مجتهد‭ ‬أو‭ ‬متطوع،‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬الهاتفي‭ ‬ببطل‭ ‬ومتفوق،‭ ‬أو‭ ‬الوقوف‭ ‬والتقاط‭ ‬الصور‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭.‬

وكذلك‭.. ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬تحصل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة،‭ ‬ويتم‭ ‬استثمارها‭ ‬وتسويقها‭ ‬وإبرازها‭ ‬إعلاميا،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الجميع‭ ‬عليها،‭ ‬وتأصيل‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬إيجابية،‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬الثقافة‭ ‬الوطنية،‭ ‬الراسخة‭ ‬والعريقة‭.‬

مؤخرا‭ ‬قام‭ ‬موظف‭ ‬إماراتي‭ ‬شاب‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬جمال‭ ‬عبدالرحمن‮»‬،‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬بدبي،‭ ‬بمساعدة‭ ‬سيدة‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬المراجعين،‭ ‬حينما‭ ‬شاهدها‭ ‬في‭ ‬بهو‭ ‬المركز،‭ ‬ليستفسر‭ ‬منها‭ ‬عن‭ ‬حاجتها،‭ ‬وليتمكن‭ ‬من‭ ‬مساعدتها‭ ‬في‭ ‬إتمامها،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تصوير‭ ‬ذلك‭ ‬الموقف‭ ‬العفوي‭ ‬ونشره‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أحد‭ ‬الناشطين‭ ‬الشباب‭.. ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬المؤثر‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إبراز‭ ‬الإيجابيات‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬السلبيات‭ ‬والملاحظات‭ ‬فقط‭.‬

ومع‭ ‬تداول‭ ‬ذلك‭ ‬المقطع،‭ ‬أشاد‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬حمدان‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬دبي‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬التنفيذي،‭ ‬بتصرف‭ ‬الموظف،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬هو‭ ‬انعكاس‭ ‬لقيم‭ ‬المجتمع‭ ‬الإماراتي‭ ‬وثقافته،‭ ‬التي‭ ‬تحض‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬الكبير‭ ‬وعون‭ ‬الصغير‭ ‬والتواضع‭ ‬للناس‭ ‬وخدمتهم‭.. ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬سموه‭ ‬بزيارة‭ ‬الموظف‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬عمله،‭ ‬وأعرب‭ ‬عن‭ ‬شكره‭ ‬وتقديره‭ ‬لحرصه‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭. ‬كما‭ ‬استثمرت‭ ‬هيئة‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬بدبي‭ ‬ذلك‭ ‬الموقف،‭ ‬لتنشر‭ ‬خدماتها‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وكبار‭ ‬السن،‭ ‬وترسخ‭ ‬قيمة‭ ‬مجتمعية‭ ‬وثقافية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الناس‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬الإيجابي‭ ‬هو‭ ‬ممارسة‭ ‬دائمة‭ ‬لدى‭ ‬هذا‭ ‬الموظف‭ ‬تحديدا،‭ ‬حيث‭ ‬دأب‭ ‬على‭ ‬التطوع‭ ‬ساعات‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬كبار‭ ‬المواطنين،‭ ‬وسبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬نال‭ ‬جائزة‭ ‬دبي‭ ‬للأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬المتميز‭ ‬لفئة‭ ‬‮«‬الجندي‭ ‬المجهول‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬بتوفير‭ ‬وإيصال‭ ‬أسطوانة‭ ‬الأكسجين‭ ‬إلى‭ ‬عجوز‭ ‬فرنسي‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الحظر‭ ‬‮«‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬كورونا‮»‬‭ ‬وأنقذ‭ ‬حياته‭.. ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬ابن‭ ‬ذلك‭ ‬المقيم‭ ‬الفرنسي‭ ‬يكتب‭ ‬تغريدة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬ويشكر‭ ‬الإمارات‭ ‬ودبي‭ ‬والموظف‭.‬

ختاما‭.. ‬أثق‭ ‬تمام‭ ‬الثقة‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬وقطاعاتنا،‭ ‬مسؤولين‭ ‬وموظفين،‭ ‬مخلصين‭ ‬وجادين،‭ ‬يقدمون‭ ‬الخدمات‭ ‬للناس،‭ ‬وينجزون‭ ‬الطلبات‭ ‬والإجراءات،‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬وإنساني‭.. ‬ولكن‭ ‬فقط‭ ‬ينقصهم‭ ‬من‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المواقف‭ ‬والممارسات،‭ ‬وإبرازها‭ ‬والتشجيع‭ ‬عليها،‭ ‬كقيمة‭ ‬إنسانية،‭ ‬وأخلاق‭ ‬مهنية،‭ ‬وثقافة‭ ‬أصيلة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭.‬

في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كلنا‭ ‬عائلة‭ ‬واحدة‭.. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬لدينا‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬الصغيرة‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬التشجيع،‭ ‬وتكريم‭ ‬‮«‬الجندي‭ ‬المجهول‮»‬‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬موقع‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا