العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

نهائي «الاستعداد الذهني»

 

خرج‭ ‬الجمهور‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬غصت‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيها‭ ‬صالة‭ ‬غدير‭ ‬بمدينة‭ ‬أرومية‭ ‬الإيرانية‭ ‬خلال‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬أمام‭ ‬المنتخب‭ ‬الياباني‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬الأمم‭ ‬الآسيوية‭ ‬22‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬يضرب‭ ‬أخماسا‭ ‬في‭ ‬أسداس‭ ‬غير‭ ‬مصدق‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬منتخب‭ ‬بلاده‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يصول‭ ‬ويجول‭ ‬في‭ ‬الدوريات‭ ‬والمسابقات‭ ‬العالمية‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬وكان‭ ‬يناطح‭ ‬كبريات‭ ‬المنتخبات‭ ‬العالمية،‭ ‬ولكنه‭ ‬رأى‭ ‬لاعبي‭ ‬منتخبه‭ ‬أمام‭ ‬المنتخب‭ ‬الياباني‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭.‬

ولكن‭ ‬من‭ ‬شاهد‭ ‬تفاصيل‭ ‬أحداث‭ ‬المباراة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يتساءل‭: ‬كيف‭ ‬افترست‭ ‬عناصر‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬فيليب‭ ‬بلان‮»‬‭ ‬مدرب‭ ‬المنتخب‭ ‬الياباني‭ ‬المنتخب‭ ‬الإيراني‭ ‬صاحب‭ ‬الاستضافة‭ ‬والأرض‭ ‬والجمهور‭ ‬المحب‭ ‬والذواق‭ ‬للعبة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬السمعة‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬يتحلى‭ ‬بها‭ ‬المنتخب‭ ‬الإيراني؟

ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الظهور‭ ‬الباهت‭ ‬الذي‭ ‬سجله‭ ‬المنتخب‭ ‬الإيراني‭ ‬أمام‭ ‬جماهيره‭ ‬ومسؤوليه‭ ‬لن‭ ‬يمر‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭ ‬على‭ ‬القائمين‭ ‬والمسيرين‭ ‬للعبة‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإيراني،‭ ‬فالأمر‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بخسارة‭ ‬رياضية‭ ‬طبيعية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬وزمان،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬قد‭ ‬خيب‭ ‬الآمال‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬سمعة‭ ‬اللعبة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بحضور‭ ‬عالمي،‭ ‬ولم‭ ‬يقدم‭ ‬ما‭ ‬يشفع‭ ‬له‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬سمعة‭ ‬اللعبة‭ ‬في‭ ‬بلاده‭.‬

علينا‭ ‬وعلى‭ ‬الجمهور‭ ‬الإيراني‭ ‬بالتحديد‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬منتخبهم‭ ‬واجه‭ ‬منتخبا‭ ‬بات‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬حالاته،‭ ‬وأوج‭ ‬عطائه،‭ ‬وحضر‭ ‬إلى‭ ‬البطولة‭ ‬كي‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬برونزية‭ ‬الأمم‭ ‬بتفوقه‭ ‬على‭ ‬المنتخب‭ ‬الإيطالي‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬اعتباطا‭ ‬وضربة‭ ‬حظ،‭ ‬فالمنتخب‭ ‬الذي‭ ‬رافقه‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬مرافقا‭ ‬بين‭ ‬إداري‭ ‬ومدير‭ ‬فني‭ ‬ومدربين‭ ‬وإحصائيين‭ ‬وأطباء‭ ‬ومعالجين‭ ‬طبيعيين‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬للنزهة،‭ ‬بل‭ ‬حط‭ ‬رحاله‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬أرومية‭ ‬كي‭ ‬يرد‭ ‬اعتباره‭ ‬جراء‭ ‬الخسارة‭ ‬التي‭ ‬تكبدها‭ ‬اليابانيون‭ ‬على‭ ‬أرضهم‭ ‬من‭ ‬المنتخب‭ ‬الإيراني‭ ‬نفسه‭ ‬2021‭ ‬والذي‭ ‬أعطى‭ ‬الإيرانيين‭ ‬لقبهم‭ ‬القاري‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬التوالي‭.‬

ولا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نتطرق‭ ‬إلى‭ ‬الأمور‭ ‬البدنية‭ ‬والفنية‭ ‬التي‭ ‬أبرزها‭ ‬نهائي‭ ‬الأمم‭ ‬الآسيوية‭ ‬والذي‭ ‬صب‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬واستحقاق‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬رفاق‭ ‬‮«‬إيشيكاوا‮»‬‭ ‬كابتن‭ ‬المنتخب‭ ‬الياباني،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يستحق‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬الياباني‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬أنه‭ ‬سيواجه‭ ‬منتخبا‭ ‬يقف‭ ‬وراءه‭ ‬جماهير‭ ‬مهووسة‭ ‬بمنتخبها‭ ‬واللعبة‭ ‬معا،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أمام‭ ‬اليابانيين‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أكثر‭ ‬استعدادا‭ ‬‮«‬ذهنيا‮»‬‭ ‬من‭ ‬منافسهم‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬لاعبوه‭ ‬العودة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬جزء‭ ‬إلى‭ ‬أجواء‭ ‬المباراة‭ ‬جراء‭ ‬الضغوط،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الحضور‭ ‬الجماهيري‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ينتظر‭ ‬منهم‭ ‬الكثير،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬نشاهد‭ ‬لاعبي‭ ‬اليابان‭ ‬يؤدون‭ ‬بأريحية‭ ‬ويبتسمون،‭ ‬رأينا‭ ‬لاعبي‭ ‬إيران‭ ‬كأنهم‭ ‬أشباح‭ ‬في‭ ‬الملعب،‭ ‬غابت‭ ‬عنهم‭ ‬الابتسامة‭ ‬والروح‭ ‬رغم‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬للمباراة‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا،‭ ‬ويبدوا‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬الأول‭ ‬بات‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مدير‭ ‬فني‭ ‬أجنبي‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى،‭ ‬وأن‭ ‬المدير‭ ‬الفني‭ ‬الحالي‭ ‬‮«‬بهروز‭ ‬عطية‭ ‬نوري‮»‬‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ناجحا‭ ‬مع‭ ‬منتخبات‭ ‬الفئات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬منتخب‭ ‬الرجال‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا