وقت مستقطع
علي ميرزا
نهائي «الاستعداد الذهني»
خرج الجمهور الإيراني الذي غصت به عن بكرة أبيها صالة غدير بمدينة أرومية الإيرانية خلال المباراة النهائية أمام المنتخب الياباني في بطولة الأمم الآسيوية 22 للكرة الطائرة يضرب أخماسا في أسداس غير مصدق أن هذا هو منتخب بلاده الذي كان يصول ويجول في الدوريات والمسابقات العالمية للكرة الطائرة، وكان يناطح كبريات المنتخبات العالمية، ولكنه رأى لاعبي منتخبه أمام المنتخب الياباني لا حول لهم ولا قوة.
ولكن من شاهد تفاصيل أحداث المباراة لا بد أن يتساءل: كيف افترست عناصر الفرنسي «فيليب بلان» مدرب المنتخب الياباني المنتخب الإيراني صاحب الاستضافة والأرض والجمهور المحب والذواق للعبة فضلا عن السمعة العالمية التي يتحلى بها المنتخب الإيراني؟
ومن المؤكد أن الظهور الباهت الذي سجله المنتخب الإيراني أمام جماهيره ومسؤوليه لن يمر مرور الكرام على القائمين والمسيرين للعبة في الاتحاد الإيراني، فالأمر هنا لا يتعلق بخسارة رياضية طبيعية يمكن أن تحدث في أي مكان وزمان، بقدر ما أن المنتخب قد خيب الآمال في الدفاع عن سمعة اللعبة التي تحظى بحضور عالمي، ولم يقدم ما يشفع له بالدفاع عن سمعة اللعبة في بلاده.
علينا وعلى الجمهور الإيراني بالتحديد أن نعرف أن منتخبهم واجه منتخبا بات الآن في أحسن حالاته، وأوج عطائه، وحضر إلى البطولة كي يؤكد أن حصوله على برونزية الأمم بتفوقه على المنتخب الإيطالي لم يأت اعتباطا وضربة حظ، فالمنتخب الذي رافقه أربعة عشر مرافقا بين إداري ومدير فني ومدربين وإحصائيين وأطباء ومعالجين طبيعيين لم يأت للنزهة، بل حط رحاله في المدينة أرومية كي يرد اعتباره جراء الخسارة التي تكبدها اليابانيون على أرضهم من المنتخب الإيراني نفسه 2021 والذي أعطى الإيرانيين لقبهم القاري الثاني على التوالي.
ولا نريد أن نتطرق إلى الأمور البدنية والفنية التي أبرزها نهائي الأمم الآسيوية والذي صب عن جدارة واستحقاق في صالح رفاق «إيشيكاوا» كابتن المنتخب الياباني، ولكن الأمر الذي يستحق الإشارة إليه هو أن المنتخب الياباني كان يعرف أنه سيواجه منتخبا يقف وراءه جماهير مهووسة بمنتخبها واللعبة معا، ولم يكن أمام اليابانيين إلا أن يكونوا أكثر استعدادا «ذهنيا» من منافسهم هذا الأخير الذي لم يستطع لاعبوه العودة في أي جزء إلى أجواء المباراة جراء الضغوط، في مقدمتها الحضور الجماهيري الذي كان ينتظر منهم الكثير، وفي الوقت الذي كنا نشاهد لاعبي اليابان يؤدون بأريحية ويبتسمون، رأينا لاعبي إيران كأنهم أشباح في الملعب، غابت عنهم الابتسامة والروح رغم الرغبة في العودة للمباراة إلا أنهم لم يستطيعوا، ويبدوا أن المنتخب الأول بات في أمس الحاجة إلى مدير فني أجنبي على أعلى مستوى، وأن المدير الفني الحالي «بهروز عطية نوري» يمكن أن يكون ناجحا مع منتخبات الفئات أكثر من منتخب الرجال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك