وقت مستقطع
علي ميرزا
استعادة هيبة فئات الطائرة
بداية نبارك لأنفسنا حصول منتخبنا الوطني للناشئين تحت 19 عاما على لقب بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة التي اختتمت منافساتها أمس الأول في مدينة عروس البحر الأحمر مدينة جدة السعودية.
وتكمن قيمة ما تحقق أنه جاء على حساب منتخب السعودية الشقيق مستضيف البطولة وصاحب الأرض والجماهير، وهو المنتخب الذي وقف أمام منتخبنا الشاب حجر عثرة وحرمه من بطولتين سابقتين وهما بطولة غرب آسيا تحت 20 عاما التي استضافتها منطقة القطيف، وبطولة المنتخبات الخليجية للشباب والتي أقيمت على أرضنا وبين أحضاننا.
وما تحقق على أيدي ناشئينا في مدينة جدة ليس بغريب أبدا، وما حصل عليه رفاق حسن الورقاء كابتن المنتخب لنرى فيه بأنه الأمر الطبيعي، ولو رجعنا للوراء لعرفنا بأن منتخباتنا كانت «متسيدة» فئات الكرة الطائرة على مستوى المنطقة الخليجية، ومع تقديرنا للمنتخبات العربية الأخرى المشاركة فإن وقوف ثلاثة منتخبات خليجية «البحرين والسعودية والكويت» على منصة التتويج في البطولة الأخيرة هو تأكيد على علو مستوى اللعبة في المنطقة الخليجية.
وبعيدا عن التقليل من شأن ما تحقق، ورغم أن استحقاق غرب آسيا للناشئين قد أظهر لنا عناصر متى ما وجدت الاهتمام المستمر والاحتكاك المناسب فإنها قادرة على أن تتميز، فإن البطولة التي شارك فيها ثمانية منتخبات، كان طرفا النهائي فيها معروفا بعد جولة واحدة من المنافسة، والتي انحصرت بين منتخبنا والمنتخب السعودي المستضيف، وكثيرا ما تقربنا البطولات المتواضعة المستوى، وتجعلنا نتنبأ بهوية المتنافسين بل البطل قبل أن تبدأ المنافسة، أما البطولات القوية فهي التي يظل فيها هوية البطل معلقا حتى الرمق الأخير، لتعدد هوية المتنافسين.
من الأخطاء القاتلة التي ارتكبها منتخب السعودية لناشئي الكرة الطائرة في البطولة المذكورة أنه عول كثيرا على قائده ولاعبه المميز «حسن سلام» على حساب بقية العناصر، ومن هذا المنطلق كان السعوديون كتابا مفتوحا لمنتخبنا، بل أن السعوديين سهلوا مأمورية قراءتنا لمنتخبهم، ومتى ما تعطل سلام فقد تعطل السعوديون، وقد شاهدنا حوائط صد ثلاثية تقف أمام أي مشروع هجومي لحسن سلام، ومن هنا بدا المنتخب السعودي لا حول له ولا قوة في النهائي، على خلاف منتخبنا الذي تعددت أوراقه الرابحة، فالكرة الطائرة لعبة جماعية، وبصمة اللاعبين المميزين تظهر فيها خلال النقاط والمواقف الحساسة فقط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك