سيدني - أ ف ب: توّج المنتخب الإسباني بكأس العالم للسيدات لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بفوزه في المباراة النهائية على نظيره الإنكليزي 1-صفر، الأحد في سيدني أمام 75.700 متفرج. وسجلت قائدة منتخب «لا روخا» أولغا كارمونا هدف الفوز في الدقيقة 29، فيما أهدرت زميلتها جنيفير هيرموسو ركلة جزاء صدتها حارسة «اللبؤات الثلاث» ماري إيربس (70). وأسكت مدرب إسبانيا خورخي فيلدا بفوزه في مونديال السيدات الذي أقيم في أستراليا ونيوزيلندا الانتقادات التي طالته العام الماضي جراء تمرد 15 لاعبة دولية نددن بأساليبه الصارمة. قالت هيرموسو عقب فوز بلادها باللقب: «نحاول تخيل هذا منذ أيام. لا ندرك: نحن بطلات العالم. إنه أفضل شعور عشته في كرة القدم في حياتي».
بدورها، تحدثت كارمونا صاحبة هدف التتويج لمحطة البث الوطنية «لا 1» قائلة: «كانت مباراة صعبة. كنا نعلم أنها ستكون صعبة، فإنجلترا تملك تشكيلة رائعة، لكن أعتقد أنها كانت مباراتنا». وتابعت: «كنا نشعر بأننا سنفعل ذلك».
بونماتي أفضل لاعبة
وأحرزت لاعبة الوسط الإسبانية أيتانا بونماتي جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة في المونديال. وقدمت نجم برشلونة البالغة 25 عاماً بطولة استثنائية، بعدما عادت عن قرارها بعدم المشاركة. ونالت اليابانية هيناتا ميازاوا جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هدافة في النهائيات برصيد خمسة أهداف. وفازت الحارسة الانجليزية ماري إيربس بجائزة القفاز الذهبي، بينما ذهبت جائزة أفضل لاعبة شابة إلى المهاجمة الإسبانية سلمى بارالويلو (19 عاماً).
وانتظرت اسبانيا مشاركتها الثالثة فقط بعد عامي 2015 و2019 لتظفر باللقب الغالي، بفوزها على انجلترا أبرز المرشحات في المونديال. وفرض المنتخب الاسباني تفوقه بفضل إبداعه الكروي وأسلوب لعبه الذي يعتمد على تمرير الكرة، متغلباً على خبرة الانجليزيات اللواتي افتقدن للصفاء المعتاد. وسارت زميلات كارمونا على خطى منتخبي ما دون 17 عاماً وما دون 20 عاماً للسيدات المتوجين باللقب العالمي الغالي عام 2022. وبدوره، خاض المنتخب الانجليزي نهائي كأس العالم للمرة الأولى في مسيرته بعدما فشل في تجاوز نصف النهائي في مناسبتين، قبل أن يتوج بلقب كأس أوروبا العام الماضي، لكنه تعثر في الخطوة الأخيرة في سيدني.
وفشلت لاعبات المدربة الهولندية سارينا فيغمان في إحراز اللقب الذي طال انتظاره في بريطانيا، وتحديداً منذ فوز الرجال بمونديال 1966 الذي أقيم على أرضهم. وعلى غرار عام 2019 مع هولندا، اكتفت فيغمان بلقب الوصافة في كأس العالم، بعد فوزها بلقب قاري أوروبي.
هدف اللقب من خطأ
وفي شوط أول، تخلله دخول أحد المشاهدين مع قميص كتب عليها «حرروا أوكرانيا»، استفاد المنتخب الإسباني من خطأ من مدافعة برشلونة لوسي برونز التي خسرت الكرة لتصل إلى كارمونا (23 عاماً) تابعتها تسديدة أرضية خدعت الحارسة إيربس (29)، لتمنح الأفضلية لبلادها بعدما كانت سجلت هدف الفوز على السويد 2-1 في نصف النهائي. قبل هدف السبق، وقفت العارضة الإسبانية أمام تسديدة المتألقة البريطانية لورن همب (16)، لترد الاسبانيات بعد دقيقة بهجمة فشلت سلمى بارالويلو في تحويلها إلى الشباك. وبعد العودة من الاستراحة، عانت الانجليزيات مجدداً بسبب تألق صانعة الألعاب الاسبانية بونماتي (50)، لتعود وتسدد كرة علت العارضة (62).
وأبقت الحارسة إيربس زميلاتها في أجواء اللقاء بإنقاذها ركلة جزاء بسبب لمسة يد على كيرا والش داخل المنطقة احتسبها الحكم الفيديو المساعد «في ايه آر»، وسددتها هيرموسو برعونة، لتفشل من علامة الجزاء للمرة الثانية في المونديال بعد محاولة أولى أمام كوستاريكا. ولم تتمكن لورين جيمس العائدة إلى التشكيلة بعد انتهاء عقوبة الإيقاف لمباراتين بسب حصولها على بطاقة حمراء أمام نيجيريا والتي دخلت بديلة في الدقيقة 46، من إنقاذ زميلاتها برغم محاولتها الخطيرة بمواجهة الحارسة كاتالينا كول 76.
فيلدا.. المكروه والمتوّج
وقبل المونديال الحالي، لم يسبق للمنتخب الإسباني أن فاز في مباراة في الأدوار الإقصائية، واعتبر إنجاز الفوز باللقب أكثر إثارة للإعجاب بالنظر إلى السياق الرياضي الذي مر به منتخب «لا روخا» حين تعرض لزلزال هدد مشاركته بعدما أعلنت 15 لاعبة في سبتمبر الماضي عدم رغبتهن في ارتداء القميص الدولي.
حينها، تحدثت مصادر في الصحف المحلية عن الأساليب التي اعتمدها فيلدا واعتبرت «دكتاتورية». لكن الفني الإسباني، بدعم من اتحاد بلاده للعبة خلال هذه الأزمة غير المسبوقة، احتفظ بمركزه وبشرعيته من خلال سلسلة من النتائج الاستثنائية في الطريق لتحقيق اللقب التاريخي. مذاك، عادت ثلاث من «المتمردات» الـ15 للمشاركة في كأس العالم، بينهن بونماتي التي أبقت بفضل تألقها النجمة أليكسيا بوتياس الفائزة بالكرة الذهبية على مقاعد البدلاء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك