وقت مستقطع
علي ميرزا
علينا «بالتلمذة»
} التجديد وتشبيب عناصر أي فريق في أي لعبة رياضية توجه مطلوب، ولا ضير فيه، إذا ما وضعنا في عين الاعتبار أن التغيير هو سمة من سمات الحياة، وسمعنا في مواقف مختلفة ومن قريبين ضمن أجواء الكرة الطائرة أن هذا الفريق أو ذاك يسعى إلى الاعتماد على الصغار ومخرجات فرق الفئات في النادي، غير أنهم سرعان ما تعود حليمة لعادتها القديمة ممثلة في التعويل على الحرس القديم، وما نورده هنا مصداق من مصاديق غياب أي استراتيجية عمل واضحة، بل نراهن على غياب أي خطة علمية في هذا الشأن، وبذلك يبقى التخبط والمزاجية وعدم وضوح الرؤية وما شابه ذلك مجموعة من عناوين العمل في الأندية، وبعد ذلك تستغربون عندما ترون مسابقات هزيلة، وتتساءلون لماذا لا نتطور في هذه اللعبة أو تلك؟
} سؤال بريء.. إذا افترضنا أن مدة الحصة التدريبية لفرق الفئات العمرية من ناشئين أو شباب ساعة ونصف الساعة، وكان عدد اللاعبين الذين يتدربون هم 12 أو 14 لاعبا، وبناء على ذلك فإن نصيب كل لاعب تدريبي من الوقت الفعلي لا يصل إلى ثماني دقائق، فهل المدة التي يخضع فيها اللاعب للتدريب يمكن في يوم من الأيام تنتج لنا لاعبا فلتة؟
} عندما نريد إكساب اللاعبين الصاعدين التجربة والخبرة وتنمية مهاراتهم، هو أن نوفر لهم مقابلات مع منافسين يفوقونهم مستوى وخبرة ومهارات، دون أخذ بعين الاعتبار ما يترتب على تلك المواجهات من نتائج الخسارة أو الفوز، وينبغي أن يعرف اللاعبون أنفسهم الهدف أو الأهداف المرسومة لهم من مثل هذه المباريات، ولا تكون مقتصرة على الجهاز الفني، ولكن عندما يكون الاحتكاك مع منافسين يقاربونك في كل شيء، فهذا لا يسمى احتكاكا، وإنما له مسميات أخرى.
} هناك مفهوم عرفناه خلال دراستنا لدبلوم الدراسات العليا في ميدان الموهبة والإبداع وتنمية التفكير، وهذا المفهوم هو «التلمذة» ويقوم بموجبه المتعلم الموهوب بملازمة أحد الأسماء المتميزة في مجاله، بحيث يقضي هذا المتعلم وقتا مع أستاذه أو قدوته ليتعلم منه عادات وسلوكيات من شأنها يستفيد منها المتعلم وتصقل شخصيته وتوجهه، هذه فكرة قد تكون مجنونة، ويمكن أن نستفيد منها في مجالنا الرياضي، تصور وعلى سبيل التمثيل والتقريب لو طلبنا من صانع لعب ناشئ في الكرة الطائرة أن يلازم لفترة ما صانع الألعاب الإيطالي جينانيلي ليتعرف على حركاته وسكناته، وقس على ذلك، فمن المنتظر أن تكون الاستفادة متوقعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك