وقت مستقطع
علي ميرزا
الكرة الطائرة بين القوة والفن
سؤال مركب شغلنا على مدار أيام، وربما شغل من قبل، أو يشغل الآن أذهان عدد يزيدون أو ينقصون من الفنيين أو المهتمين أو المتابعين للكرة الطائرة، والسؤال هو: هل الكرة الطائرة الحديثة تعتمد على القوة أم الفن؟ أم على كليهما؟
ومن الطبيعي أن يولد (بتشديد اللام) السؤال ردات فعل مختلفة، فربما هناك من ينظر إلى اللعبة على أنها لعبة فنية وتحتاج من ممارسيها إلى دقة متناهية، وإتقان عال، بينما هناك طرف آخر يرى أنه في ظل التكتيكات الدفاعية الصعبة خاصة على مستوى حائط الصد العالي الثنائي أو الثلاثي الذي يرى فيه أصحاب هذا الرأي أنها تحتاج إلى القوة للتعامل معها تحت شعار «لا يفل الحديد إلا الحديد»، وربما هناك طرف ثالث محايد لا ينحاز إلى هذا أو ذاك، وإنما يذهب إلى أن اللعبة في إطارها الحديث السائد تحتاج إلى الإثنين معا الفن »المهارة« والقوة، وأن اللعبة لا تستغني عن هذين الخيارين.
بداية، تعود خلفية السؤال المطروح إلى لقطة فنية لجأ فيها اللاعب إلى القوة ممثلة في الضرب الهجومي، غير أن كرته ارتدت من حائط صد الفريق المنافس، وتشاء الصدف أن يوجه صانع ألعاب الفريق كرته مرة ثانية إلى الضارب نفسه الذي تعامل معها بالإسقاط، فاللاعب تعامل مع الكرة بطريقتين القوة والمهارة.
ومن جانبنا نرى بأن أي لعبة رياضية ومنها الكرة الطائرة يحتاج فيها اللاعب إلى المرونة في التفكير والتنفيذ، فهناك بعض الألعاب يلجأ فيها بعض الضاربين إلى القوة، وقد يتعاملون مع الألعاب نفسها في مواقف أخرى بمهارة على شكل حيل فنية كرمي الكرة في حائط الصد على طريقة «التج آوت«.
وشاهدنا مدربين خلال الأوقات المستقطعة ومن خلال الحركة والإشارة يحثون بعض لاعبيهم على إعمال العقل بدلا من استخدام القوة، واللاعب في كل الحالات مطالب بأن يحرز نقطة، أما كيف يحرزها؟ فالخيارات متروكة له.
ونرى أن اللاعب عليه أن يتسلح بالمهارة الفنية وبالقوة معا، وأن تكون الحلول دائما حاضرة لديه، لأنه سيصطدم بمواقف خلال المباريات ربما تفرض عليه أن يتعامل معها بالقوة أو اللجوء إلى الحيل الفنية المهارية.
والجمهور المشاهد ينتظر أن يتفاعل مع اللعبة، ويصفق لها، سواء تحققت النقطة مباشرة بإرسال قافز ربما سرعته تفوق المئة والعشرين كيلو مترا في الساعة، أو بإسقاط مباغت من صانع اللعب غافل معه حائط الصد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك