وقت مستقطع
علي ميرزا
أفكار تصطدم بواقع
خلال الأيام القليلة الماضية وتحديدا بعد حصول المنتخب الياباني على برونزية دوري الأمم للكرة الطائرة، دار نقاش راق من قبل بعض أعضاء قروب «مجلس الطائرة العربية» الذي يضم بين دفتيه كوكتيلا من الأسماء التي كان ولا يزال لها شنة ورنة على مستوى الكرة الطائرة العربية.
وكان التطور الرهيب الذي وصلت إليه الكرة الطائرة اليابانية حاليا، وبحصولها في 2023 على المركز الثالث في دوري الأمم للمرة الأولى في تاريخها تحت قيادة مديرها الفني الفرنسي «فيليب بلان» هو الذي أسال لعاب أعضاء القروب الموقرين، وجعل كلا منا ومنهم وبحسب اختصاصه يدلو بدلوه، ويستعرض وجهات نظره بناء على معارف وخبرات وثقافة، وكان هاجس الجميع هو: كيف تتطور الكرة الطائرة العربية، وتصل إلى المراتب التي وصلت إليها المنتخبات الأخرى منها المنتخب الياباني؟
ورغم الأفكار الراقية والواقعية التي طرحها المتكلمون والمشاركون، التي تنم عن معرفة معمقة وبعد نظر واحتراق من الداخل، فإنها مع شديد الأسف تصطدم بواقع مرير إن صح الوصف واقع لا يصلح معه الترقيع ولا التنطيط، بل الاجتثاث من القاعدة، فاليابان لم تحصل على هذا المركز بين ليلة وضحاها لأنها متطورة في الكرة الطائرة، وإنما تطورها هذا يتماشى مع تطورها على مستويات البحث العلمي والرياضة والصناعة والتقنية والتعليم والصحة والاقتصاد والنظام الأسري وقس على ذلك، وكل هذه الجوانب مترابطة مع بعضها بعضا، وأي خلل في جانب سيترك أثره على بقية الجوانب الأخرى، ومن هنا وهذه وجهة نظرنا الخاصة فإنه لا يمكن لأي مجتمع أن يتطور في جانب وهو متقهقر في بقية الجوانب الحياتية الأخرى.
والتطور لدى المتطورين هو أسلوب حياة، واستراتيجية مستدامة، بينما لدينا تخضع للمزاج ومتى ما وقع الفأس في الرأس، ونقطة أخرى تستحق التوقف عندها هي: إذا لم يأخذك التطور إلى الوقوف جنبا إلى جنب المتطورين ومزاحمتهم فهذا ليس تطورا، ويمكن مجازا أن نسميه تطورا، ولكن إما يكون تطورا على ذاتك، وإما من هم في درجتك، فعندما ننشد تطور الكرة الطائرة العربية فنحن لا نكذب، ولكن نتجمل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك