العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضـايــا وحـــوادث

التمييز: «الإهمال» شرط إلزام الشركاء بتحمل خسائر الشركات المساهمة من أموالهم الخاصة

الاثنين ٣١ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

في مبدأ مهم لمحكمة التمييز


أرست‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬مبدءا‭ ‬قانونيا‭ ‬هاما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمسؤولية‭ ‬الشركاء‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬المساهمة‭ ‬او‭ ‬الشركة‭ ‬المساهمة‭ ‬المقفلة‭ ‬أو‭ ‬الشركة‭ ‬ذات‭ ‬المسؤولية‭ ‬المحدودة،‭ ‬في‭ ‬مالهم‭ ‬الخاص‭ ‬حال‭ ‬ان‭ ‬تترتب‭ ‬عليها‭ ‬مديونيات‭ ‬أو‭ ‬خسائر،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬الأصل‭ ‬عدم‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬في‭ ‬أموالهم‭ ‬الخاصة‭ ‬عما‭ ‬يقع‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬تُصيب‭ ‬الشركة‭ ‬أو‭ ‬الشركاء‭ ‬أو‭ ‬المساهمين‭ ‬أو‭ ‬الغير،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الشركة‭ ‬تكتسب‭ ‬بمجرد‭ ‬تكوينها‭ ‬الشخصية‭ ‬الاعتبارية‭ ‬والذمة‭ ‬المالية‭ ‬المستقلة‭ ‬عن‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬يمثلونها‭ ‬أو‭ ‬الشركاء‭ ‬فيها،‭ ‬وهي‭ ‬المسؤولة‭ ‬وحدها‭ ‬على‭ ‬التزاماته،‭ ‬وأن‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬في‭ ‬أموالهم‭ ‬الخاصة‭ ‬مرهون‭ ‬بتحقق‭ ‬شروط‭ ‬أهمها‭ ‬ثبوت‭ ‬تقصيرهم‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬وثبوت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬خطئهم‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬من‭ ‬مديونيات‭ ‬او‭ ‬خسائر،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬حكمها‭ ‬بإلغاء‭ ‬إلزام‭ ‬شريكة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬الشهيرة،‭ ‬بسداد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬اموالها‭ ‬لصالح‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬عمالي‭.‬

وقال‭ ‬المحامي‭ ‬محمود‭ ‬ربيع‭ ‬ان‭ ‬موكلته‭ ‬شريكة‭ ‬في‭ ‬المستشفى،‭ ‬وصدر‭ ‬حكم‭ ‬لأحد‭ ‬العاملين‭ ‬بمستحقات‭ ‬عمالية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬فصدر‭ ‬حكم‭ ‬ألزم‭ ‬المستشفى‭ ‬وموكلته‭ ‬بسداد‭ ‬المبلغ‭ ‬بالتضامن‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬مسؤولية‭ ‬موكلته‭ ‬طبقا‭ ‬لقانون‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية‭ ‬وتأسيسا‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬موكلته‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬تدهور‭ ‬أوضاع‭ ‬المستشفى‭ ‬وعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬بالتزاماتها‭.‬

حيث‭ ‬دفع‭ ‬محمود‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬بان‭ ‬موكلته‭ ‬ليست‭ ‬القائمة‭ ‬بالإدارة‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬سلطة‭ ‬إدارية‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬المستشفى‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬للمستشفى‭ ‬أغلق‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬بمدة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تنعقد‭ ‬معه‭ ‬مسؤولية‭ ‬موكلته‭ ‬في‭ ‬التقاعس‭ ‬عن‭ ‬تنفذ‭ ‬الحكم،‭ ‬كما‭ ‬تمسك‭ ‬بأن‭ ‬مدير‭ ‬الشركة‭ ‬والشركاء‭ ‬ليسوا‭ ‬مسؤولين‭ ‬عن‭ ‬ديون‭ ‬والتزامات‭ ‬الشركة‭ ‬باعتبارها‭ ‬متمتعة‭ ‬بشخصية‭ ‬اعتبارية‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الديون‭ ‬نتاج‭ ‬خطأ‭ ‬جسيم‭ ‬أو‭ ‬غش‭ ‬أرتكبه‭ ‬المدير‭ ‬أو‭ ‬الشريك‭ ‬لتكبد‭ ‬الشركة‭ ‬أو‭ ‬الشركاء‭ ‬أو‭ ‬الغير‭ ‬بهذه‭ ‬الديون‭ ‬‭ ‬وذلك‭ ‬وفقاً‭ ‬لقواعد‭ ‬المسئولية‭ ‬التقصيرية‭ ‬مع‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬ثبوت‭ ‬الخطأ‭ ‬الجسيم‭ ‬الشخصي‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬هذا‭ ‬الشريك‭.‬

من‭ ‬جانبها‭ ‬أكدت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬أن‭ ‬الأصل‭ ‬عدم‭ ‬مسؤولية‭ ‬المؤسس‭ ‬أو‭ ‬الشريك‭ ‬أو‭ ‬مالك‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬أو‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬المساهمة‭ ‬او‭ ‬شركة‭ ‬المساهمة‭ ‬المقفلة‭ ‬أو‭ ‬الشركة‭ ‬ذات‭ ‬المسؤولية‭ ‬المحدودة،‭ ‬في‭ ‬ماله‭ ‬الخاص‭ ‬عما‭ ‬يقع‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬تُصيب‭ ‬الشركة‭ ‬أو‭ ‬الشركاء‭ ‬أو‭ ‬المساهمين‭ ‬أو‭ ‬الغير،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الشركة‭ ‬تكتسب‭ ‬بمجرد‭ ‬تكوينها‭ ‬الشخصية‭ ‬الاعتبارية‭ ‬والذمة‭ ‬المالية‭ ‬المستقلة‭ ‬عن‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬يمثلونها‭ ‬أو‭ ‬الشركاء‭ ‬فيها،‭ ‬وهي‭ ‬المسؤولة‭ ‬وحدها‭ ‬على‭ ‬التزاماتها‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬يستثنى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬القانون‭ ‬ومنها‭ ‬حالة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬تسبب‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬التزامات‭ ‬وقت‭ ‬استحقاقها،‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬ترتيب‭ ‬تلك‭ ‬الالتزامات‭ ‬بسبب‭ ‬إهمال‭ ‬أو‭ ‬خطأ‭ ‬جسيم‭ ‬في‭ ‬الإدارة،‭ ‬وحالة‭ ‬مخالفته‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭ ‬أو‭ ‬عقد‭ ‬تأسيس‭ ‬الشركة‭ ‬أو‭ ‬نظامها‭ ‬الأساسي‭.‬

مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الاستثناء‭ ‬يقدر‭ ‬بقدره‭ ‬ولا‭ ‬يتوسع‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬يُقاس‭ ‬عليه،‭ ‬لأن‭ ‬المسؤولية‭ ‬الشخصية‭ ‬للشريك‭ ‬أو‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬مالهم‭ ‬الخاص‭ ‬يستوجب‭ ‬توافر‭ ‬كافة‭ ‬عناصر‭ ‬مسؤولية‭ ‬التقصير‭ ‬بحقهم‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬استظهار‭ ‬اوجه‭ ‬مخالفة‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬الشركات‭ ‬وأدلة‭ ‬ثبوت‭ ‬المخالفة‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الدعوى‭ ‬وبيان‭ ‬ركن‭ ‬الضرر‭ ‬وعلاقة‭ ‬السببية،‭ ‬وأكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬صفة‭ ‬الشريك‭ ‬بالشركة‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬بذاته‭ ‬ثبوت‭ ‬خطأ‭ ‬ترتيب‭ ‬التزامات‭ ‬عليها‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬أو‭ ‬افتراض‭ ‬علمه‭ ‬بعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬بها‭ ‬إذا‭ ‬لا‭ ‬تلازم‭ ‬بين‭ ‬تحقق‭ ‬تلك‭ ‬الصفة‭ ‬وارتكابه‭ ‬لذلك‭ ‬الخطأ‭.‬

ولما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬وكان‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬انتهى‭ ‬الى‭ ‬الزام‭ ‬الطاعنة‭ ‬بالتضامن‭ ‬بمبلغ‭ ‬المديونية‭ ‬المستحقة‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬مجرد‭ ‬تحقق‭ ‬صفته‭ ‬كشريك‭ ‬ورتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬لزوم‭ ‬علمه‭ ‬اليقيني‭ ‬بعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬بالالتزامات‭ ‬التي‭ ‬ترتبت‭ ‬عليها‭ ‬دون‭ ‬استظهار‭ ‬ادلة‭ ‬ثبوت‭ ‬تلك‭ ‬المخالفة‭ ‬ودون‭ ‬استظهار‭ ‬ركن‭ ‬الضرر‭ ‬وعلاقة‭ ‬السببية‭ ‬حتى‭ ‬تتحقق‭ ‬مسئوليتها‭ ‬عملاً‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ ‬18‭ ‬مكرراً‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬إلغاء‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬للشركة‭ ‬لا‭ ‬ينهض‭ ‬بذاته‭ ‬سبباً‭ ‬لقيام‭ ‬مسئولية‭ ‬الشريك‭ ‬بما‭ ‬يكون‭ ‬معه‭ ‬إلزام‭ ‬الطاعنة‭ ‬بصفتها‭ ‬الشخصية‭ ‬بالتضامن‭ ‬عن‭ ‬المديونية‭ ‬المستحقة‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬سند‭ ‬بما‭ ‬يُعيب‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬بالقصور‭ ‬المبطل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا