وقت مستقطع
علي ميرزا
قتلوا الإعلام
كان سابقا وحتى وقت ليس بالبعيد، كان الإعلاميون الرياضيون وفق ما يفرضه ويتطلبه دورهم المهني يبذلون قصارى جهدهم، وتفرض المنافسة عليهم البحث عن الخبر الرياضي حتى لو من تحت الأرض السابعة، سوى من الأندية أو الاتحادات، للحصول على خبر أو تصريح ينفرد أو يتميز به.
غير أن هذا الأمر قد اختلف في الآونة الأخيرة، عندما لجأت الاتحادات الرياضية إلى استقطاب أفراد «موظفين» محسوبين على ذمة الأسرة الصحفية، ليقوموا بمهمة المنسق الإعلامي في هذا الاتحاد أو ذاك، عبر توزيع أخبار الاتحاد الرسمية على الصحف المحلية اليومية.
ولو اقتصر الأمر على ذلك لكان الأمر طبيعيا، غير أن المنسقين الإعلاميين يستثمرون فرص القرب من أصحاب القرار في الاتحاد ليستل الأخبار المهمة من جملة الخبر الرسمي لينشرها في صحيفته، بينما يترك الفتيات لبقية الصحف، لذلك أثار ذلك استغراب أحد المتابعين الذي بدوره تساءل: لماذا فلان ينفرد بنشر أخبار لا نجدها في مكان آخر؟ ونقول للسائل:
إذا عرف السبب بطل العجب.
أما على مستوى الأندية، فالأمر أخذ منحى آخر، ولا نقول أخف وطأة من الأول، إذ لجأت الأخيرة إلى فتح حسابات إلكترونية ضمن مواقع التواصل الاجتماعي ومنها حساب «الانستغرام» ونتج عن ذلك أن مسؤولي الأندية يتحفظون على إعطاء الإعلامي أخبارا أو تصريحا حول أمر ما، ومبررهم هو أن يكون السبق لحساب النادي أولا، وعندها سيكون حينها الخبر مشاعا للجميع الإعلامي وغير الإعلامي كي يطلع عليه، وقد يقع عليه المتابع قبل الإعلامي في أحيان كثيرة خاصة إذا كان من مدمني التصفح، وهذا يجعل الإعلامي يتحول من باحث عن الخبر وصناعته إلى ناسخ ولاصق، وشتان بين المهمتين، فالأولى تفرز لك صحفيين كسالى يقتادون على موائد الآخرين، بينما الثانية تصنع لك إعلاميا مهنيا متمرسا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك