لا تترك مجالا إلا ودخلته، هي البحرينية التي استطاعت أن تتخطى كل الصعوبات لتتمكن من قيادة المجموعات السياحية داخل وخارج المملكة. نوال اسكيب وأنيسة الونيسة نماذج لأولئك النسوة اللواتي استطعن العمل سنوات في مجال قيادة المجموعات السياحية.
تقول القائدة والمرشد السياحي منذ 8 سنوات، نوال اسكيب انها تركت العمل في مجال الصيرفة لتتحول إلى الإرشاد السياحي، وذلك بسبب الروتين المكتبي. وتبين «بحثت عن الشغف، فكان الاختلاط بالناس والتعرف على عادات وتقاليد شعوب وثقافات أخرى».
تمارس نوال عملها كمرشدة سياحية داخل المملكة خلال فترة وصول البواخر السياحية بدءا من أكتوبر كل عام، وهي حاصلة على رخصة من وزارة السياحة لممارسة المهنة. وخلال فترة الصيف، تمارس مهنة قيادة المجموعات السياحية خارج البلاد وذلك تحت مظلة الشركات السياحية المحلية، حيث لا يسمح بممارسة هذه المهنة من دون سجل تجاري. وهي تقود ما بين 25-40 شخصا ضمن مجموعة واحدة.
تقود نوال –التي جالت وجهات العالم- تلك المجموعات ضمن رحلات تتجه إلى البوسنة وتركيا وسريلانكا، لكنها تفضل البوسنة بسبب طبيعتها الخلابة وثقافة شعبها القريبة من ثقافة الشعب البحريني.
لم تكن نوال الوحيدة التي تدخل هذا المجال، إذ إن العديد من النساء البحرينيات سبق أن انخرطن فيه، لكنهن تركنه بسبب صعوبة التحديات، وتعلق نوال السبب إلى أن «رضا الناس غاية لا تدرك»، وتضيف «لكن عدد النساء قليل مقارنة بأعداد الرجال المشتغلين في نفس المجال».
وتتحدث نوال عن تغير وجهة نظر المجتمع تجاه قيادة المرأة للمجموعات السياحية، إذ تبين «لم يكن الرجل يحبذ قيادة العنصر النسائي، لكن الفكرة بدأت تتجه للتغيير، لأن هناك من أثبتن تمكنهن، والسبب هو حسن التصرف والاهتمام بأفراد المجموعة، وهي ما يجعلها مطلوبة أكثر في الفترة الأخيرة».
وتحدد نوال مصاعب هذا المجال إلى عدم خضوع العاملين فيه إلى التدريب في مجال القيادة، إذ يتم التركيز على اختيار المتقاعدين والذين لا يمتلكون مؤهلات الخبرة الاحترافية للقيادة، وهو ما يؤثر على سبل التعامل مع كافة الأطراف في البلد السياحي.
تخوف الرجل
أنيسة كايد هي الأخرى قائدة مجموعات سياحية منذ العام 2017 تحت مظلة سفريات الربيع، والوحيدة التي تعمل مع الشركة في الفترة الحالية. قادها شغفها للسفر للعمل كقائدة سياحية واستطاعت حتى الآن قيادة أكثر من 60 مجموعة، وتضم كل مجموعة ما بين 20-40 سائحا.
وتقوم أنيسة بمهمة القيادة طوال العام للبوسنة وتركيا وإسبانيا. وانخرطت في المجال بعد تنظيمها لرحلات سياحية بمعية أفراد أسرتها.
وتقول أنيسة «تتركز الصعوبات في اختلاف محيط كل فرد، وهو ما يتسبب أحيانا بوقوع المشاكل ما بين أفراد المجموعة الواحدة، لكن القائد السياحي الناجح هو من يتمكن من تخطي هذه المشاكل بحنكة وفطنة».
وتذكر أنيسة أن «العنصر الذكوري مازال لا يفضل التعامل مع المرأة القائدة بسبب التخوف من وقوعها في مشاكل خلال الرحلة، لكنه بمجرد التعامل معها يكتشف أنها قديرة بالقيادة».
وتعرض أنيسة –التي تلقب بأنيسة الونيسة في تطبيق سناب- مغامراتها للرحلات السياحية والمواقع الجديدة التي تكتشفها في رحلاتها، إلى جانب تقديم النصائح لمن يودون الرغبة بالسفر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك