وقت مستقطع
علي ميرزا
هذا ما جنته أيديكم
بتنا بين اليوم والآخر نسمع ونقرأ أخبارا عن توجه هذا النادي أو النادي الآخر المحسوبين على أندية كرة السلة إلى تجميد اللعبة في النادي، وهذا «التجميد» إن لم يحصل اليوم، فإنه سيحصل غدا، وهذا لا ينحصر في أكثرية أندية السلة، وإنما ينسحب على مختلف الألعاب الرياضية »القدم والسلة والطائرة واليد» عاجلا أم آجلا.
نعرف أن الجذر المشترك من المشكلة التي تعاني منها أكثرية الأندية في مختلف الألعاب تكمن في »المردود المالي« ولكن السؤال الأبلغ هنا: ماذا تنتظر من أندية مصروفاتها تفوق مواردها وإمكاناتها المالية؟ وسؤال آخر جدير بالمواجهة والرد: من الذي ضرب هذا النادي أو ذاك على يديه وفرض عليه أن يمد رجليه على خلاف قياس لحافه؟
نحن لا نختلف بأن ميزانيات أكثر الأندية متآكلة وربما على »الحديدة«، ونعرف أن ما تتسلمه الأندية لا يغطي احتياجات فرقها، كل ذلك نعرفه ويعرفه الجميع، غير أن القائمين على شأن الأندية التي «تولول» نسوا أنهم يمثلون جزءا كبيرا من المشكلة، بل هم شركاء في المشكلة، خاصة في الأندية التي يدير الألعاب فيها طبقة ليسوا من أهل اللعبة والاختصاص، إذا ما وضعنا بعين الاعتبار أن فاقد الشيء لا يعطيه، زد على ذلك أن الجماعة في الأندية مخدوعون بنغمة الاحتراف التي صار الجميع يرددها صباحا ومساء. العمل الاحترافي الحقيقي يأخذك إلى التقدم والتطور والتنمية، بيد أن الاحتراف الذي تفهمونه وتمارسونه هو أقرب إلى »الانحراف« في العمل، بدليل أنكم ما إن تخرجوا من مشكلة حتى تسقطوا في الأخرى، وما تشتكون منه هو من صنع تفكيركم وعملكم.
وهناك أندية مع شديد الأسف تسعى إلى مسايرة الآخرين ومناطحتهم، وهي تعرف كل المعرفة أنها لا تمتلك النفس الطويل، وأغلب الأندية في مختلف الألعاب التي تشتكي ولا ينقصها إلا «شق الجيوب» هي التي يكون شغلها الشاغل استقطاب اللاعبين «المعلبين» ولن يتعلمون أن هذا النهج سيستنزف الميزانية ويشفط آخر نقطة فيها إلا إذا وقع الفأس في الرأس.
وسبق أن قلناها مرارا وتكرارا بأن الحل الناجع الذي ينقذ الأندية من الإفلاس والشكوى المريرة، هو التخطيط والعمل المدروس مع الفئات العمرية وهي بحق وحقيقة الاستثمار الأمثل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لأن الأمر يختلف عندما استقطب لاعبا معلبا واحدا مقارنة باستقطاب فريق متكامل، فالمشاكل الحاصلة في الأندية والشكاوى ليست هابطة عليهم من السماء، وإنما هي وليدة العمل المتخبط، والتفكير السائد القائم على نظرية شيلني وأشيلك، والمصلحة الشخصية، والرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، هذا إذا أردنا أن نسمي الأشياء بمسمياتها الواقعية والصحيحة، وعلى شاكلة قول الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك