وقت مستقطع
علي ميرزا
محمد الشيخ ..
رغم علمنا بأن الله سبحانه وتعالى قد أوجدنا في هذه الوسيعة مختلفين في كل شيء، إلا أننا نريد ونصر على أن يكون الآخرون مماثلين لنا ومتشاكلين، وعندما تجد من يخالفك في الرأي والنظر والتفسير والموقف، فكل ذلك أمر طبيعي، ولم يخرج عن الإطار الذي وجدنا عليه، فالاختلاف هو الأساس، والتوافق هو الفرع، ولا ينبغي أن يفهم من هذا الكلام الفهم السطحي، بأن صاحب هذه الأسطر يدعو إلى الاختلاف على حساب الإتلاف، وإنما هو توضيح لما هو عليه البشر من النظر للأمور المختلفة، فعندما تجد نفسك أو آخرا تختلف أو يختلف معك، فليس معنى هذا وجود نقيصة فيك أو فيه، وإنما كل منكما يرى الأمر من زاويته الخاصة بناء على مركبات عديدة ومتداخلة من عوامل وراثية إلى آخر. اكتسابية وتجارب وثقافة وغيرها. وعلينا أن نركن الاختلاف من أجل الاختلاف على الهامش، ولا نلتفت إليه، لأنه خارج سياق مقصودنا.
والكابتن محمد الشيخ لاعب منتخبنا الوطني للكرة الطائرة ومدرب منتخب الشواطئ سابقا والإداري الحالي في نادي البسيتين، أقول (ربما) يوجد عدد يزيد أو يقل من الرياضيين الذين قد يختلفون معه أو يختلفون عليه، وسوى كان الاختلاف الأول أو الثاني أو كلاهما، فمحمد الشيخ يشهد التاريخ له بأنه واحد من اثنين «النصراوي الكابتن حسن عبدالله ارشيد» من أبناء جيله «إن لم تخن الذاكرة» الذي لازال صامدا في أجواء الكرة الطائرة التي عرفها لاعبا ومدربا وإداريا، لقد ترعرعت معرفتي بالشيخ حتى هذه اللحظة منذ المباراة النهائية للشباب التي أقيمت في ملعب نادي البحرين بين فريقي الجفير (النصر) والتقدم (الخليج) وفاز حينها الجفير باللقب الذي كان الشرارة التي من خلالها انتشرت اللعبة بجنون في كل مفاصل منطقة الجفير، وكل البطولات والألقاب اللاحقة يعود الفضل فيها إلى هذه المباراة وكأسها، وكانت حينها صفوف الفريقين الجفير والتقدم تضمان عناصر كل واحد منهم يمثل قيمة وقامة، والكلام عنهم يحتاج إلى الكثير والكثير، منهم من ابتعد عن اللعبة لظروفه، وآخرون غادروها مكرهين.
نعود لمحمد الشيخ «بو عبدالله» وهو صلب الفكرة هنا، الذي يريد أن يكمل الجهود التي سطرها السابقون في ناديه البسيتين رغم اختلاف كل شيء، ولكنه على شاكلة غيره يواجه أمواجا عاتية، وهو لذلك يصارع لا لشيء، وهذا ما يتبادر لنا، إلا لأن الكرة الطائرة تسري في عروقه أحبها ولازال متعلقا بها، وذنبه الوحيد أنه ينتمي لجيل جميل مخلص ووفي.. متعه وأبناء جيله بموفور الصحة والعافية وطول العمر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك