تعوّد الحجاج البحرينيون بعد عودتهم من أداء فريضة الركن الأعظم على توزيع الهدايا "الصوغات" على محبيهم، وذلك كذكرى جميلة تحمل لهم من الديار المقدسة. وتختلف الميزانيات المخصصة لتلك الصوغات من فرد لآخر. كما أنها تختلف في عناصرها وعددها ما بين الماضي والحاضر.
وقالت الحاجة مريم علي –العائدة للتو من أداء الفريضة- أن "ثقافة صوغة الحاج ما تزال منتشرة بين أوساط البحرينيين بعد عودتهم من الحج، لكنها تتجه لتضيق"، مشيرة إلى أن الدائرة كانت واسعة في السابق وعدد من يحصل على الصوغة أكبر مقارنة بالوقت الحالي، إذ أنها اتجهت لتنحصر في أقرب الأقرباء. فضلا عن أن عدد العناصر المهداة كانت أكثر مقارنة بالعدد الحالي.
وتفضل مريم – التي خصصت 300 دينار للصوغة- شراء الهدايا من مكة المكرمة والمدينة المنورة وليس من داخل البحرين، إذ تعتبرها ذكرى تحمل للمحبين، وذلك رغم انشغالها بأداء شعائر الحج. واختارت مريم هداياها ما بين خاتم التسبيح وسجادة الصلاة ودهن العود وماء زمزم المبارك.
وبينت زينب رضا أن "المسابح تختلف في تكلفتها وأشكالها ما بين البسيطة الزهيدة الثمن والمصنعة من الخشب والكريستال وأفخرها وأغلاها ثمنا التي تصنع من الأحجار الكريمة الطبيعية".
ولفتت إلى أن الصوغة طرأت عليها الحداثة، حيث باتت تضاف لها الإكسسوارات العصرية، لترتفع تكلفتها، كما باتت الصوغة أعلى تكلفة وأكثر فخامة من الماضي.
وتفضل رقية علي شراء هدايا الحج من البحرين، إذ أن عملية الشراء عادةً ما تكون أسهل وتستغرق وقتا أقل، وذلك لمعلومية مواقع الشراء والابتعاد عن عناء البحث عنها في الديار المقدسة. وأضافت “قد تجدها في البحرين بأقل سعرا من السعودية”.
خيارات متعددة في السوق المحلي
ويؤكد صاحب حلويات طارق، طارق محمود أن "ثقافة الصوغة لاتزال جزء من عادات وتقاليد الشعب البحريني بعد عودته من الحج، والتي تقدم لمعارف وأقارب الحاج"، موضحا أن حلويات طارق توفر العديد من خيارات الحلويات التي يمكن أن يقدمها الحاج عند زيارته من قبل المحبين بعد عودته، وتتنوع الخيارات ما بين الحلويات العربية والغربية بما يتناسب مع ميزانية كل فرد.
ولفت صاحب أحد المحلات التجارية الشهيرة إلى أن الطلب بعد عودة الحجاج يرتفع على كافة المنتجات، وذلك لشراء مستلزمات الضيافة من البحرين، حيث توفر السوق المحلية جميع أنواع التمور والعجوة السعودية وغير السعودية.
"الصوغة" في الماضي
وذكرت هدى مطر "أم الزين"، إحدى المتخصصات في التراث البحريني، أن صوغة الحج في الماضي كانت تقتصر على سجادة الصلاة والمسباح والمسواك والحنة وماء زمزم والتمر. وكانت تلقى إعجابا من قبل المحبين.
كما كانت الأجيال السابقة تحرص على أن تكون صوغتهم علب بلاستيكية على شكل تلفاز، بداخله صور للكعبة المشرفة، وصور أخرى للحجيج وهم يؤدون مناسكهم في كل ركن، تتخللها صور للطواف، والحجر الأسود، ومقام إبراهيم، وموضع زمرم، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمرات، وصور أخرى للمسجد النبوي بالمدينة المنورة وما بداخله، خاصة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويحرك ذاك التلفاز بإصبع لعرض تلك الصور.
وفي "صوغة الحج" أيضا، طواقي الرأس "القحافي"، كما يجلب البعض قطع القماش للنساء غالباً. وتتخلل "الصوغة" المباخر التي لها طابع خاص تثبت فيه المرايا بشكل زخرفي، والبعض يكون نحاسيًا في أعلى مقبض غطائه عبارات فيها الحمدلة والحوقلة والشكر لله وغيرها من العبارات. وتجلب أيضاً المكاحل، خاصة من المدينة المنورة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك