وقت مستقطع
علي ميرزا
حمادة.. مادة دسمة
ما إن يطل الأستاذ محمد جاسم حمادة الرئيس الأسبق للاتحادين البحريني والعربي فضلا عن منصبيه في الاتحادين القاري والدولي للكرة الطائرة بقيمته وقامته على قروب «مجلس الطائرة العربية» حتى يشغل بل ينشغل به الجميع ويتحول «بو جاسم» عندئذ إلى مادة دسمة من قبل أعضاء «القروب»، فكل منهم يستذكره على طريقته الخاصة، بكلام لا تشم منه روح المجاملة بقدر ما هو صادر من قامات تسبقها تجربتها الرياضية الممتدة مع معشوقتهم الكرة الطائرة.
وعندما يدور الحديث عن الكرة الطائرة المحلية وبداياتها، فمن الاستحالة بمكان أن لا يبرز اسم الأستاذ محمد جاسم حمادة سواء اتفق معه من يتفق، أو اختلف معه من يختلف، لأن بصماته الإدارية على اللعبة لم تقتصر على المحلية، بل صداها وصل حتى أروقة ومفاصل الاتحاد الدولي، ومن هنا فلا عجب عندما يستذكره معاصروه، وتلامذته، ومن عايشوا خطواته، ومن كانوا شاهدين على إنجازاته، ومن كانوا مشغولين بمتابعة المشهد من بعيد.
وصاحب هذه الأسطر كان واحدا ربما من الذين كانوا يعرفون شيئا وتغيب عنهم أشياء كثيرة من الثمار التي بذرها «أبو جاسم» وأينعت، ولكن رغم حداثة السن حينها فإنه كان كثير السمع عما يقال عن حركات وسكنات حمادة مع اللعبة، فشخصيا نرى أنه إليه يعود الفضل في تعريفنا بمدرسة الطائرة الآسيوية التي كانت لها شنة ورنة خلال عصرها الذهبي، من خلال معسكرات ومشاركات منتخباتنا الوطنية، فجيلنا تشرب بثقافة الطائرة الآسيوية من مفاهيم وتكتيكات وأسلوب لعب ومسميات وأسماء، وشخصيا مازلت حتى اليوم رغم التطور الذي طرأ على الكرة الطائرة أحن إلى ألعاب الكرة الآسيوية من إتقان المهارة وسرعة الأداء وجماليته والدفاع المستميت والتحايل على حوائط الصد بالجمل الفنية المركبة التي استفادت منها اللعبة في عصرها الجاري.
ونعتقد في قرارة النفس أن الأسماء الرنانة في مختلف مفاصل اللعبة «بدون ذكرها» لأنها من الكثرة بمكان، سواء كانت محلية أو خليجية، التي سطع نجمها في سماء الكرة الطائرة كانت قد تخرجت من تحت عباءة هذه المدرسة العريقة في تاريخها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك