وقت مستقطع
علي ميرزا
كلنا مسؤولون..
حضر العملاق الكابتن محمد جاسم مفتاح لاعب منتخبنا الوطني ونادي المحرق للكرة الطائرة سابقا لأداء الواجب في أفراح زواج نجل الأخ فاضل عباس رئيس نادي النصر سابقا في منطقة الجفير، وكانت فرصة وأي فرصة لزملاء العملاق ومعارفه ومحبيه أن يلتقوه ويسلموا عليه ويستقبلوه بالأحضان والقبلات، ويتحلقوا حوله، للسؤال والعودة إلى الوراء لتبادل الذكريات الجميلة، وهو الذي يحظى بحب استثنائي من النصراويين ليس لأنه عملاق في أدائه، ولكن لأنه كان قبل ذلك عملاقا في دماثة خلقه مع الجميع.
وكنت أرى حينها على وجوه الكثير من الناشئة والشباب التي تمارس الآن لعبة الكرة الطائرة علامات السؤال والاستغراب والتعجب، وكأن لسان حالهم يتساءل ويقول: يا ترى من هذا العملاق الذي التف حوله بعض الكبار ونجوم اللعبة السابقون من ضمنهم مدرب الكرة الطائرة والنجم السابق الكابتن رضا علي؟
ونعتقد أن التساؤلات وعلامات الاستغراب التي ارتسمت على وجوه الفئة الناشئة والشابة وغيرها كانت وجيهة وغير مصطنعة، لأنهم بكل صراحة يجهلونه ويجهلون أمثاله في مختلف الألعاب الرياضية وليس الكرة الطائرة وحدها، وهم الذين صالوا وجالوا وتألقوا وحققوا ما حققوا لأنديتهم ومنتخباتهم من ألقاب وإنجازات، وهتفت بأسمائهم الجماهير، ورفعتهم على الأعناق، وكانوا وراء رفع راية الوطن عالية في مختلف المحافل الدولية.
والذي أخذني إلى استلهام موقف الكابتن محمد جاسم مفتاح أنني في وقت من الأوقات السالفة، وقعت عيني على برنامج في محطة تلفزية أجنبية، عرضت تكريما لأحد الرموز الفنية، وكان الحضور أسريا، من مختلف الأعمار والأجناس، وما أن تلفظ مقدم الحفل باسم المكرم ودعاه إلى الوقوف على منصة الحفل لتحية الجمهور حتى هب الحضور جميعهم صغارا وكبارا من مقاعدهم واقفين لتضج القاعة بعاصفة من التصفيق الذي استمر قرابة الخمس دقائق، قبل أن يعرض على الحضور برنامجا مصورا يحكي مشوار هذا الفنان وما قدمه خلال مسيرته الفنية.
هناك في الدول التي تقدر قيمة نجومها ومبدعيها تعرف كيف تكرمهم وكيف تقدمهم للجماهير، وكيف توجه رسالة عملية لهم تقول فيها: «حقكم علينا ما نسيناكم».
لا أريد هنا أن أوزع علامات التقصير والإهمال على هذه الجهة أو تلك إزاء كل نجم ورياضي كنا بالأمس نتغنى بهم، وصاروا اليوم نسيا منسيا، فكلنا مسؤول عن ذلك، وكل من موقعه وبحسب مسؤوليته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك