على مدى عشرة أيام وبدعوة من الفدرالية الوطنية للفندقة والسياحة شاركتُ في فعاليات القافلة السياحية التي نظمها الاتحاد العربي للإعلام السياحي للمشاركة في فعاليات الصالون الدولي للسياحة والأسفار – سيرتا سياحة والذي أقيم في ولاية قسنطينة المتميزة سياحيًا بين الولايات الجزائرية التي تتنافس من حيث جمالية الأجواء والمواقع السياحية المتنوعة الضربة بجذورها لما قبل الميلاد.
المعروف عن الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية قليل جداً وإنها تقع في شمال أفريقيا وتعرف بلد المليون شهيد الذين سقطوا على يد المستعمر الفرنسي كما درسنا في المدرسة، وإن زادت المعلومات فهي من أكبر الدول العربية مساحة بعد تقسيم السودان وأغنى الدول لما تمتلكه من نفط وغاز ولا تعاني من الديون الخارجية، وتفرض تأشيرة على كل من يريد زيارتها لعدة أسباب سياسية خاصة بها.
البلد يمتد على مساحة جغرافية تقدر بأكثر من 2.3 مليون كليو متر مربع، وعدد سكانها أكثر من 40 مليون نسمة مقسم إلى أكثر من 50 ولاية، وأكثر سكانها في يعيشون في العاصمة الجزائر التي تشهد حالياً نهضة عمرانية متسارعة مقارنة بالولايات الأخرى، وتحافظ على طابعها العربي الممزوج ببقايا ما خلفته الأمبراطوريات والحضارات المتعاقبة مثل حكم النوميديين والفينيقيين والبونيقيين والرومان فالوندال ثم البيزنطيين.
الفتح الإسلامي كان له أثر على الجزائر التي وقع جزء منه أو كله تحت سيطرة الدول الإسلامية من الأمويين والعباسيين والأدارسة والأغالبة والرستميين، والفاطميين، والزيريين والحماديين،والمرابطين والموحدين. ولا يغادر التاريخ ولاية من ولايات الجزائر ففي كل منها مواقع أثرية التي تؤرخ جانب من جوانب الحياة في الجزائر على مر التاريخ.
السياحة الثقافية في الجزائر تفرض نفسها من اللحظة التي تقع فيها عين السائح على اللباس الجزائري المميز، مرورًا بالحرف التقليدية بالإضافة إلى البناء والطعام وغيرها المستمدة من طبيعة الأرض في الجزائر مع بعض الاختلاف في أشكالها ومسمياتها من ولاية إلى أخرى، وشبه في الدول الإقليمية المجاورة التي تتداخل في موروثها الثقافي والفلكلور الشعبي بأنواعه الفنية المختلفة.
هذا البلد الذي يتمتع بالعديد من المقومات السياحية المغيبة عن الإعلام السياحي، بل هو مظلوم من ذكره رغم ما يملكه من سياحة بينية قادرة على استقطاب السياح من الشرق والغرب على مدار السنة عبر مطاراته التي تزيد على 30 وحدوده الواسعة على العديد من الدول وموانئه التي تمتد على أكثر من 1500 كليو متر من السواحل مع ارتفاع في أعداد الغرف الفندقية التي تفتح سنوياً في أغلب الولايات.
الجزائر السياحية مشروع يحتاج إلى تضافر الجهود من قبل القائمين عليه في الداخل، وهو ما تلمسناه عن قرب في اللقاءات الرسمية من قبل والي ولاية بتنا ووالي قسطنتينة الذي فتحوا قلوبهم بالحديث معنا كما فتحوا مجالسهم العامرة لنا ليكمل بعضنا الآخر في وضع هذا البلد العريق على خارطة السياحة العربية من خلال الوعود بتقديم تسهيلات قريباً في منح التأشيرة والبحث عن وجهات جديدة تصل لها الخطوط الوطنية الجزائرية لتسهيل عملية السفر الجوي.
الإعلام الجزائري في الداخل يناقش عبر قنواته المختلفة تعزيز السياحة وإيصالها للخارج كما الداخل، والعمل الجاد على تخريج كوادر أكاديمية عبر العديد من المعاهد والجامعات المتخصصة في علوم السياحة للعمل مستقبلاً في الاستثمارات السياحية الحديثة المتوقع أن ترى النور قريباً وتخلق فرص عمل جديدة يستفيد منها شباب وشابات الجزائر في مختلف القطاعات السياحية.
نائب رئيس الاتحاد العربي
للإعلام السياحي فرع البحرين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك