وقت مستقطع
علي ميرزا
«شوية« نظام
لا يمكن أن ننتظر أي تقدم أو تغيير أو تطور في أي اتجاه إذا كان يدار بعنوان «الفوضى»، ومن يتمعن في أجواء انتقالات اللاعبين، من ناد لآخر، يلاحظ من الوهلة الأولى أنها تفتقد التنظيم وغياب القانون الذي يقنن عملية الانتقالات، ويجعلها انسيابية أكثر مما هي ارتجالية بل هي أقرب إلى الفوضى إن صح التعبير.
ومع شديد الأسف نحن سعداء بما هو قائم وسائد، من دون أن يكلف أحد نفسه التوقف والتأمل والتساؤل: من المسؤول عن هذه الفوضى والهرولة؟ ولمصلحة من يجري ويستمر كل ذلك ومن المستفيد ومن المتضرر؟
ومع شديد الأسف كلنا شركاء فيما هو سائد، لأن الكل يضحك على الكل، وندعي - وضع تحت هذه الكلمة ما شئت من خطوط - أن كل ما يجري هو بعنوان «الاحتراف»، ونسي من يتشدق بهذه الكلمة أن الاحتراف أساسا عملية تنظيمية وليس سداحا مداحا.
ونرى من وجهة نظرنا أن الاتحادات الرياضية وهي المسؤولة المباشرة عن ألعابها معنية بهذا الأمر، وليس مطلوبا منها أن تتفرج، بل عليها أن تتحرك حتى لا يستشري الأمر أكثر مما هو عليه، وحتى لا يتسع الخرق على الخارق.
وإذا أردنا أن ندلل على ما نقول، فما علينا إلا أن نلقي نظرة وعلى سبيل التمثيل وليس الحصر، على ما تشهده أجواء الكرة الطائرة التي نحن قريبون منها، فهناك أندية تتعامل مع اللاعبين «بالكيلو» ولا ينتظر منا المتابع أن نفصل أكثر من ذلك، والأمر المضحك هنا أن أغلب الأندية تشتكي الحال من ضعف ذات اليد، وتآكل ميزانيتها، وتجدها في الوقت نفسه تتكالب على استقطاب اللاعبين، لتتستر على ضعف إنتاجها من الفئات العمرية، وليس كما تدعي.
ونشد على يد اتحاد الطائرة هنا بأن تكون له وقفة، بأن يتدخل ويسن قانونا مثل ما سن قانون الانتقال الحر، يقنن من خلاله عدد اللاعبين الذين يحق لكل ناد أن يستقطبهم في الموسم الواحد، ومن خلال ذلك سوف يضرب الاتحاد أكثر من عصفور برمية واحدة، إذ ينتظر أن تلتفت الأندية إلى فئاتها أكثر، وستوفر مصروفاتها، وسوف يقف فوضوية الانتقالات السائدة، وكل ذلك يصب في مصلحة اللعبة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك