وقت مستقطع
علي ميرزا
تاريخكم بأيديكم
ربما هناك فهم ضبابي أو غير واضح لدى نسبة قد تزيد أو تنقص من الأفراد بشأن سيرورة التاريخ، وربما يذهب هؤلاء إلى أن التاريخ يتوقف، بمعنى أنه حصيلة مرحلة ما قد انصرمت، غير أن هذا ليس صحيحا على الأقل من وجهة نظرنا الشخصية، بينما التاريخ كما نفهمه هو حصيلة تراكمات ماضوية وآنية ومستقبلية، ولا يمكن فصل أي مرحلة عن الأخرى، وهي مراحل متداخلة، وكل منها ذات ارتباط بالأخرى. ونرى بأنه لا يمكن أن نعرف الحقيقة الآنية لأي كان، إلا بالعودة للبدايات والجذور الأولى، ولا يمكن أن نتنبأ بأي تفاصيل مستقبلية من دون الوقوف على تفاصيل الحاضر.
وإذا أردنا أن نوضح بشكل عام حتى نغلق الأبواب على أصحاب التأويل بعيدا عن ربطها بأسماء، بل نترك ذلك لفطنة وقريحة المتلقي وثقافته وحدسه وإسقاطاته، فهناك رياضيون كونوا لهم سمعة طيبة خلال مشوارهم الرياضي، ولم يأت ذلك بسهولة، ولكن من خلال النحت في الصخر، فمنهم من حافظ على هذا البناء بذكاء ونظرات ثاقبة ولازال يراكمه، ولا يريد أن يذهب تعبه وما بناه هدرا مع الرياح، بينما آخرون فرطوا لسبب أو لأسباب فيما شيدوه، وكأنهم لم يكونوا شيئا مذكورا، هذا على مستوى الأفراد الرياضيون.
وهناك أندية تجاوزت شهرتها ومكانتها حجم مساحتها، وباتت على كل لسان في الشرق والغرب، والشمال والجنوب، ولم تحصل على ما حصلت عليه من فراغ، بل وبكل تأكيد عملت بحب لكياناتها، والكثير كان يمجدها ويتغنى بأسمائها، بعض هذه الأندية لايزال محافظا على تماسكه، بفعل المنظومة التي يسير بها مؤسسته الرياضية، غير أن بعضها وللأسف الشديد أصبحت في خبر كان لأسباب لا يعرفها إلا القريبون من دهاليزها.
وعلى الضفة الثالثة هناك اتحادات رياضية كانت قد أرست لها قواعد صلبة، وبذل القائمون عليها جهدا جهيدا كي يجعلوها منتصبة القامة، ونجحوا في ذلك بامتياز، وأصبحت قدوة ومثالا يقتدى، والكثيرون يشيرون إليها بالبنان، منها لايزال محافظا على البريق، وأخرى أخذ التراجع يضرب في مفاصلها، تقف مرة، وتسقط مرات.
بيدكم لا بيد غيركم تكتبون تاريخكم وتحافظون عليه، وأنتم مسؤولون عن سطوعه أو أفوله، وليس الفتى من قال كان أبي، وإنما الفتى من قال ها أنذا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك