العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

تاريخكم بأيديكم

ربما‭ ‬هناك‭ ‬فهم‭ ‬ضبابي‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬واضح‭ ‬لدى‭ ‬نسبة‭ ‬قد‭ ‬تزيد‭ ‬أو‭ ‬تنقص‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬بشأن‭ ‬سيرورة‭ ‬التاريخ،‭ ‬وربما‭ ‬يذهب‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬يتوقف،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬حصيلة‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬انصرمت،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬صحيحا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرنا‭ ‬الشخصية،‭ ‬بينما‭ ‬التاريخ‭ ‬كما‭ ‬نفهمه‭ ‬هو‭ ‬حصيلة‭ ‬تراكمات‭ ‬ماضوية‭ ‬وآنية‭ ‬ومستقبلية،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬فصل‭ ‬أي‭ ‬مرحلة‭ ‬عن‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهي‭ ‬مراحل‭ ‬متداخلة،‭ ‬وكل‭ ‬منها‭ ‬ذات‭ ‬ارتباط‭ ‬بالأخرى‭. ‬ونرى‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬الحقيقة‭ ‬الآنية‭ ‬لأي‭ ‬كان،‭ ‬إلا‭ ‬بالعودة‭ ‬للبدايات‭ ‬والجذور‭ ‬الأولى،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتنبأ‭ ‬بأي‭ ‬تفاصيل‭ ‬مستقبلية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحاضر‭.‬

وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نوضح‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬حتى‭ ‬نغلق‭ ‬الأبواب‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬التأويل‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬ربطها‭ ‬بأسماء،‭ ‬بل‭ ‬نترك‭ ‬ذلك‭ ‬لفطنة‭ ‬وقريحة‭ ‬المتلقي‭ ‬وثقافته‭ ‬وحدسه‭ ‬وإسقاطاته،‭ ‬فهناك‭ ‬رياضيون‭ ‬كونوا‭ ‬لهم‭ ‬سمعة‭ ‬طيبة‭ ‬خلال‭ ‬مشوارهم‭ ‬الرياضي،‭ ‬ولم‭ ‬يأت‭ ‬ذلك‭ ‬بسهولة،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النحت‭ ‬في‭ ‬الصخر،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البناء‭ ‬بذكاء‭ ‬ونظرات‭ ‬ثاقبة‭ ‬ولازال‭ ‬يراكمه،‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬تعبه‭ ‬وما‭ ‬بناه‭ ‬هدرا‭ ‬مع‭ ‬الرياح،‭ ‬بينما‭ ‬آخرون‭ ‬فرطوا‭ ‬لسبب‭ ‬أو‭ ‬لأسباب‭ ‬فيما‭ ‬شيدوه،‭ ‬وكأنهم‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬شيئا‭ ‬مذكورا،‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأفراد‭ ‬الرياضيون‭.‬

وهناك‭ ‬أندية‭ ‬تجاوزت‭ ‬شهرتها‭ ‬ومكانتها‭ ‬حجم‭ ‬مساحتها،‭ ‬وباتت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬لسان‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب،‭ ‬والشمال‭ ‬والجنوب،‭ ‬ولم‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬بل‭ ‬وبكل‭ ‬تأكيد‭ ‬عملت‭ ‬بحب‭ ‬لكياناتها،‭ ‬والكثير‭ ‬كان‭ ‬يمجدها‭ ‬ويتغنى‭ ‬بأسمائها،‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الأندية‭ ‬لايزال‭ ‬محافظا‭ ‬على‭ ‬تماسكه،‭ ‬بفعل‭ ‬المنظومة‭ ‬التي‭ ‬يسير‭ ‬بها‭ ‬مؤسسته‭ ‬الرياضية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬بعضها‭ ‬وللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬خبر‭ ‬كان‭ ‬لأسباب‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬إلا‭ ‬القريبون‭ ‬من‭ ‬دهاليزها‭.‬

وعلى‭ ‬الضفة‭ ‬الثالثة‭ ‬هناك‭ ‬اتحادات‭ ‬رياضية‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أرست‭ ‬لها‭ ‬قواعد‭ ‬صلبة،‭ ‬وبذل‭ ‬القائمون‭ ‬عليها‭ ‬جهدا‭ ‬جهيدا‭ ‬كي‭ ‬يجعلوها‭ ‬منتصبة‭ ‬القامة،‭ ‬ونجحوا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بامتياز،‭ ‬وأصبحت‭ ‬قدوة‭ ‬ومثالا‭ ‬يقتدى،‭ ‬والكثيرون‭ ‬يشيرون‭ ‬إليها‭ ‬بالبنان،‭ ‬منها‭ ‬لايزال‭ ‬محافظا‭ ‬على‭ ‬البريق،‭ ‬وأخرى‭ ‬أخذ‭ ‬التراجع‭ ‬يضرب‭ ‬في‭ ‬مفاصلها،‭ ‬تقف‭ ‬مرة،‭ ‬وتسقط‭ ‬مرات‭.‬

بيدكم‭ ‬لا‭ ‬بيد‭ ‬غيركم‭ ‬تكتبون‭ ‬تاريخكم‭ ‬وتحافظون‭ ‬عليه،‭ ‬وأنتم‭ ‬مسؤولون‭ ‬عن‭ ‬سطوعه‭ ‬أو‭ ‬أفوله،‭ ‬وليس‭ ‬الفتى‭ ‬من‭ ‬قال‭ ‬كان‭ ‬أبي،‭ ‬وإنما‭ ‬الفتى‭ ‬من‭ ‬قال‭ ‬ها‭ ‬أنذا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا