وقت مستقطع
علي ميرزا
يجر بلدا ولا يجر كلمة؟
عندما كنا على مقاعد الدراسة كان معلمونا رحم الله من مضى منهم، وأطال الله في عمر الباقين، يقولون لنا عندما نخطئ في كسر الاسم المجرور: حرف الجر بيجر بلد وعندكم لا يجر حتى كلمة؟
رجعنا بالذاكرة إلى استرجاع هذا الموقف المدرسي، ونحن نقرأ خبرا في أحد مواقعنا الرياضية، إذ وجدنا اسما مرفوعا بالألف رغم أنه سبق بحرف الجر، صحيح إن الإعلامي الرياضي ليس مطلوبا منه أن يكون «سيبويه» زمانه، ولكن هناك أبجديات نحوية وإملائية ليس من المناسب أن يعرفها القارئ البسيط، ويفتقر إليها الكاتب وتغيب عنه، لغتنا العربية شاعرية كما وصفها المفكر عباس محمود العقاد، والمحافظة على شاعريتها وجماليتها مسؤولية أهلها ومنهم الكتاب والإعلاميون.
تفاعل أحد الناشطين الرياضيين المحليين مع الفقرة التي وردت في هذه الزاوية والتي جاءت بعنوان «أوقفوا استعراض العضلات» وكتب تعقيبا جاء فيه «للأسف، لو كانت على الجماهير، لربما تجد لها عذرا، على اعتبار أنها ظاهرة عالمية وفي جميع الدول، لكن عندما تسقط القيم والأخلاق الفاضلة والمبادئ، وترى بعض الأحيان (القلة) من الإداريين أو المدربين يتصف بأخلاق وسمعة سيئتين، وتتعاقد معهم وتجلبهم للنادي من أجل فرصة الحصول على بطولة ما، فأين المثل العليا، والمبادئ والقيم؟ للأسف أقولها يجب إعادة النظر في أخلاقيات العمل الإداري وبعض الشخصيات التي تعمل لأجل البطولات فقط، حتى لو كانت على حساب الضمير والقيم والأخلاق الفاضلة» ما تفضل به الأخ موجود بالفعل في واقعنا الرياضي، وهذه طامة كبرى، وخاصة أن أمثال هؤلاء موجودون في مواقع يتطلب منهم أن يكونوا قدوة ونعمة وليست نقمة.
نبارك للدارسين والدارسات الذين انخرطوا بالمشاركة في دورة تأهيل مدربي الكرة الطائرة »المستوى الأول« التي احتضنها المركز الدولي للتطوير مؤخرا، وحصلوا على شهادة رسمية تثبت أنهم اجتازوا متطلبات الدورة من معارف نظرية وتطبيقات عملية، ويبقى النجاح الحقيقي أن يجد المتخرجون الفرصة لتطبيق وتفعيل ما حصلوا عليه في الدورة من معارف وخبرات، وبغير ذلك تبقى الشهادة مجرد ورقة مثل غيرها من الأوراق.
إذا كانت الشقيقة المملكة العربية السعودية قد خطت خطوة كبيرة في مجال الاستثمار الرياضي ضمن خطة 2030، فإن الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأخرى قد أعلنت مؤخرا اعتماد استراتيجية وطنية شاملة للنهوض بالقطاع الرياضي في البلاد، يتم تنفيذها حتى 2031.
وتهدف الإستراتيجية، التي تم اعتمادها خلال مجلس للوزراء، إلى المساهمة في زيادة قاعدة ممارسة الرياضة المجتمعية في البلاد، وقاعدة ممارسة الرياضة التنافسية وتطوير أداء النخبة من الرياضيين، والعمل على تحقيق التوازن بين الرياضة من جهة والثقافة والتعليم من جهة أخرى.
كما تروم هذه الاستراتيجية، التي تعد الأولى من نوعها في البلاد، تشجيع ودعم نشر الأخلاقيات الرياضية والحكامة الرشيدة في الرياضة والمساهمة في الاكتشاف المبكر للموهوبين من طلاب المدارس من ذوي الاستعدادات العالية من الأداء الرياضي والتنبؤ بما ستؤول إليه هذه الاستعدادات في المستقبل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك