العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

أسبوع من المتعة الآسيوية (2)

 

}‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬الإحصائية‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جمال‭ ‬خير‭ ‬الله‭ ‬لاعب‭ ‬فريق‭ ‬خيبل‭ ‬اليمني‭ ‬قد‭ ‬أحرز‭ ‬52‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬فريقه‭ ‬التي‭ ‬استغرقت‭ ‬خمسة‭ ‬أشواط‭ ‬أمام‭ ‬فريق‭ ‬اسبرينغ‭ ‬من‭ ‬هونغ‭ ‬كونغ‭.. ‬الإحصائية‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬تثير‭ ‬الإعجاب‭ ‬والتصفيق،‭ ‬لأن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬نادر‭ ‬التكرار‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مباراة‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬أو‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬القمر،‭ ‬وهذا‭ ‬إن‭ ‬دل‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬فإنما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اللاعب‭ ‬كان‭ ‬متمكنا،‭ ‬وفي‭ ‬أحسن‭ ‬حالاته‭ ‬الفنية‭ ‬والمزاجية،‭ ‬إذ‭ ‬أحرز‭ ‬لوحده‭ ‬شوطين،‭ ‬بينما‭ ‬سجل‭ ‬بقية‭ ‬زملائه‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬شوطا‭ ‬واحدا‭.‬

ولكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬الإحصائية‭ ‬المسجلة‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬أخرى‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الانتقاص‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬اللاعب‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬وراء‭ ‬الإحصائية،‭ ‬إذ‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اللاعب‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الهجومي‭ ‬الأبرز‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمعد،‭ ‬بينما‭ ‬بقية‭ ‬اللاعبين‭ ‬لا‭ ‬يشكلون‭ ‬أي‭ ‬تأثير،‭ ‬وأي‭ ‬فريق‭ ‬بهذه‭ ‬الشكلية‭ ‬يمكن‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬وهزيمته،‭ ‬لأن‭ ‬مكمن‭ ‬الخطر‭ ‬مقتصر‭ ‬على‭ ‬لاعب‭ ‬بعينه،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬فريق‭ ‬بلاعب‭ ‬واحد،‭ ‬وقد‭ ‬ينبري‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬بأن‭ ‬فريق‭ ‬سانتوري‭ ‬الياباني‭ ‬فاز‭ ‬بفضل‭ ‬الروسي‭ ‬العملاق‭ ‬ديميتري‭. ‬صحيح‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ولكن‭ ‬التفاصيل‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬اليابانيين‭ ‬قدموا‭ ‬عروضا‭ ‬جماعية،‭ ‬وكان‭ ‬صانع‭ ‬ألعاب‭ ‬الفريق‭ ‬‮»‬ماساكي‮«‬‭ ‬لديه‭ ‬خيارات‭ ‬هجومية‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المراكز،‭ ‬وكان‭ ‬يوجه‭ ‬كراته‭ ‬للروسي‭ ‬بالذات‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الحاسمة،‭ ‬وأي‭ ‬فريق‭ ‬يملك‭ ‬جبهات‭ ‬هجومية‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬هزيمته،‭ ‬زد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬جمال‭ ‬خير‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المباراة‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬حالاته‭ ‬الفنية‭ ‬والمعنوية،‭ ‬بينما‭ ‬الفريق‭ ‬المنافس‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬متواضع،‭ ‬والدليل‭ ‬أن‭ ‬لاعبيه‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬إيقاف‭ ‬ضارب‭ ‬الفريق‭ ‬اليمني‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أشواط‭ ‬المباراة‭.‬

فنظرية‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬اللاعب‭ ‬الأوحد‭ ‬في‭ ‬تسجيل‭ ‬الانتصارات‭ ‬نظرية‭ ‬فاشلة‭ ‬ويكذبها‭ ‬الواقع،‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تسلم‭ ‬الجرة،‭ ‬فقد‭ ‬يفوز‭ ‬الفريق‭ ‬لأن‭ ‬لديه‭ ‬لاعبا‭ ‬مؤثرا‭ ‬ومختلفا،‭ ‬ولكن‭ ‬الفوز‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬اللاعب‭ ‬المؤثر‭ ‬وحده،‭ ‬وإنما‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬لاعبين‭ ‬آخرين‭ ‬كذلك‭ ‬يساعدونه‭.‬

 

}‭ ‬عندما‭ ‬نقول‭ ‬إننا‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التخصص‭ ‬والاختصاص،‭ ‬هل‭ ‬قلنا‭ ‬شيئا‭ ‬يخالف‭ ‬الواقع،‭ ‬أو‭ ‬أتينا‭ ‬بشيء‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬به‭ ‬الأوائل،‭ ‬أو‭ ‬تطرقنا‭ ‬إلى‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الخيال،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬الكلام‭ ‬يشوبه‭ ‬الغموض؟

ومع‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬ينتظر‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نترجم‭ ‬له‭ ‬عبارة‭ ‬‮»‬عصر‭ ‬التخصص‭ ‬والاختصاص‮«‬‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يلزم‭ ‬حدوده،‭ ‬ولا‭ ‬يتجاوزها،‭ ‬ولا‭ ‬تسوّل‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬عصه‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يخصه،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يخلط‭ ‬الأوراق،‭ ‬ويسبب‭ ‬تداخلا‭ ‬في‭ ‬الأمور،‭ ‬ويحدث‭ ‬فوضى،‭ ‬إذ‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬منا‭ ‬هو‭ ‬أدرى‭ ‬بشعابه،‭ ‬وأهلا‭ ‬بالنصيحة‭ ‬عندما‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬التخصص،‭ ‬ولا‭ ‬أهلا‭ ‬بها‭ ‬عندما‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أهلها‭.‬

 

}‭ ‬أعجبتني‭ ‬الجاليات‭ ‬اليابانية‭ ‬والكورية‭ ‬والإندونيسية‭ ‬التي‭ ‬تواجدت‭ ‬بروح‭ ‬وطنية‭ ‬للوقوف‭ ‬خلف‭ ‬الفرق‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬بلدانها‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬الأندية‭ ‬الآسيوية‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬إذ‭ ‬انحصرت‭ ‬مهمة‭ ‬هذه‭ ‬الجاليات‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬لاعبيها‭ ‬على‭ ‬طريقتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يخرجوا‭ ‬عن‭ ‬النص،‭ ‬فهم‭ ‬يحضرون‭ ‬ويشجعون‭ ‬ويغادرون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتركوا‭ ‬فرصة‭ ‬لأن‭ ‬يتكلم‭ ‬عنهم‭ ‬بأي‭ ‬سلبية،‭ ‬فالدول‭ ‬عادات‭ ‬وثقافات،‭ ‬والرياضة‭ ‬سلوك‭ ‬وأخلاق،‭ ‬فلم‭ ‬نجد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أسبوع‭ ‬أحدا‭ ‬اشتكى‭ ‬منهم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا