وقت مستقطع
علي ميرزا
أسبوع من المتعة الآسيوية (1)
على مدار أسبوع بالتمام والكمال ابتداء من 14 حتى 21 مايو الجاري 2023 عشنا تفاصيل أجواء بطولة الأندية الآسيوية للكرة الطائرة التي استضافتها المملكة خير استضافة، فشكرا من القلب للجنة المنظمة العليا، وتعظيم سلام لكل اللجان العاملة بدون استثناء، التي كانت منذ أن تصبح حتى تمسي تعمل وتعطي دون كلل أو ملل.
نقول عشنا أجواء الكرة الطائرة الآسيوية، وهناك أربعة أندية تنتمي إلى هذه المدرسة العريقة فرضت حضورها في الدور نصف النهائي، ويأتي في مقدمة الركب فريق سانتوري الياباني الذي تمثل بلده أحد أضلاع هذه المدرسة، ليتفوق على خمسة عشر فريقا سجلوا حضورهم في هذه البطولة التي لن تتوانى عن وصفها بالجميلة.
وعندما تكون الكرة الطائرة الآسيوية هي محور الحديث، والأخذ والعطاء، فهذا يعني أننا نتكلم عن الإتقان والجودة، والطاقة البدنية العالية، وجمل التركيبات الهجومية على الشبكة، والسرعة، والاستبسال الدفاعي الذي يعطي استمرارية لتداول الكرة، وهنا مكمن الحسن والجمال، فضلا عن الانضباط في أوسع صوره ومعانيه. هذا من وجهة نظرنا، وربما حفظنا شيئا وغابت عنا أشياء تمثل مقومات وفلسفة الكرة الطائرة الآسيوية، التي مازالت حتى يومنا هذا وفية لثقافتها، ومتمسكة بأصولها رغم رياح العولمة التي اكتسحت كل مناحي حياتنا، منها الكرة الطائرة بطبيعة الحال.
وتوقعت شخصيا أن يحصل الأسمراني آلن جونيور لاعب مركز 4 في صفوف سانتوري الياباني على جائزة أفضل لاعب شامل في البطولة، غير أنه بحسب ما سمعت ليست هناك جائزة بهذا العنوان، وإنما هناك جائزة بعنوان أفضل لاعب في البطولة، وكانت من نصيب العملاق الروسي ديميتري الذي لا يختلف اثنان على استحقاقه لها.
وقد أعطى مسؤولو سانتوري الياباني درسا مجانيا للآخرين في النظر لمقومات اللاعب الذي يقع عليه الاختيار لتعزيز صفوف الفريق، والذي ينبغي أن يكون ورقة رابحة بكل ما تعني الكلمة من مضمون، وقادر على إعطاء الإضافة، وتشكيل الفارق في أي لحظة، وكان الروسي ديميتري والكوبي آلن جونيور مصداقين لما نقوله، وأعتقد أنه لو كانت هناك جائزة للاعب الشامل فإنها لن تبتعد عن جونيور المهووس بلعبة «البايب»، فقد أتحفنا هذا الأسمراني بألعابه الهجومية وإرساله غير المرغوب فيه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك