وقت مستقطع
علي ميرزا
القشة التي قصمت ظهر الأهلي
لا نحتاج إلى أن نضرب أخماسا في أسداس، ولا إلى فيلسوف يستعرض علينا فلسفته، ليضع أيدينا على الأسباب التي من شأنها قادت طائرة الأهلي إلى أن تقدم موسما أقل ما يوصف مع الرأفة بأنه موسم مخيب، وهي التي عودتنا كمتابعين، وعودت الأنصار والمؤيدين على وجه التحديد على أن لا تخرج من موسمها خالية الوفاض، ودون أن ترفع درعا أو كأسا، غير أن ذلك لم يحصل في موسم 2022-2023 محليا على مستوى دوري عيسى بن راشد أو كأس ولي العهد ولا خارجيا ويتعلق بالذهاب إلى أبعد نقطة في منافسات الأندية الآسيوية التي تقام على أرضنا وبين أحضاننا والتي تسجل فيها حضورها للمرة الأولى، وكانت فرصة وأي فرصة للأهلاوية كي يصالحوا الجميع في مقدمتهم جماهيرهم العريضة والوفية.
وكل نجاح أو إخفاق بكل تأكيد يقف وراءه مجموعة من الأسباب، ونرى أن غياب استقرار الجهاز الفني هو أبو وأم الأسباب وفي مقدمتها، ليأخذ الأهلي بأيديهم لا بأيدي غيرهم لتقديم موسم ربما يعد استثنائيا بعنوان الإخفاق.
ولا نريد أن نوزع الاتهامات يمنة ويسرة في هذا الشأن، ولكن بصريح العبارة يتحمل الجهاز الإداري للعبة نصيب الأسد -إن كان هو المسؤول المباشر عن الفريق- من مسؤولية ما حصل للفريق في هذا الموسم، إذ ضرب الأهلي رقما قياسيا مع اللعبة لم يحصل من قبل بحسب ذاكرتنا مع أي ناد في تناوب ثلاثة أجهزة فنية على قيادة فريق خلال موسم رياضي واحد، إذا ما وضعنا بعين الاعتبار أن الاستقرار على جميع الصعد في الميدان الرياضي عامل بل هو أهم العوامل في ترجمة أي طموح، غير أن نسور الأهلي مع شديد الأسف افتقدت هذا الاستقرار، وماذا نرتجي من طلبة تناوب عليهم أكثر من معلم في تدريسهم مادة من المواد العلمية، فالمنتظر في مثل هذا الظرف أن يضطرب الفهم، وتسوء النتائج، ويقال في مثل هذه الحالات: إذا عرف السبب بطل العجب.
ومن أصعب المواقف وأفشلها في المنافسات الرياضية أن يربط فريق مصيره بما يحققه فريق آخر، وهذا ما حصل مع الأهلي في الدور التمهيدي من بطولة الأندية الآسيوية، عندما ربط ممثل طائرة المملكة مصير تأهله لربع النهائي بفوز الكوري على الإندونيسي غير أن الأخير كذب هذه النظرية، ولعب مباراة العمر، وحقق ما عجز عن تحقيقه الأهلاوية أنفسهم أمام الشمشون الكوري.
وكنت شخصيا أشفق على بعض الجماهير الأهلاوية التي حضرت لتقف مؤازرة للفريق الكوري أمام الفريق الإندونيسي، وبعض لاعبي الفريق، لعل وعسى يحقق الكوريون المعجزة، وتستجيب السماء، غير أن الاندونيسيين قطعوا الشك باليقين ليتأهلوا للدور الثاني عن جدارة متصدرين مجموعتهم.
فالأهلي بيده لا بيد عمرو أو زيد قدم درسا وعبرة لبقية الأندية، بأن الطموحات الرياضية لا تأتي بتغيير الأجهزة الفنية أو باستقطاب أمهر اللاعبين أو بالتحشيد الجماهيري أو الإعلامي، أو بدعاء الوالدين، أو الاتكال على الآخرين رغم أن بعض ذلك لا يمكن لأي عاقل أن يستنقصه، بيد أن غياب الاستقرار الفني يا أهلينا هو القشة التي قصمت الظهر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك