العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

القشة التي قصمت ظهر الأهلي

 

لا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نضرب‭ ‬أخماسا‭ ‬في‭ ‬أسداس،‭ ‬ولا‭ ‬إلى‭ ‬فيلسوف‭ ‬يستعرض‭ ‬علينا‭ ‬فلسفته،‭ ‬ليضع‭ ‬أيدينا‭ ‬على‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬قادت‭ ‬طائرة‭ ‬الأهلي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬موسما‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يوصف‭ ‬مع‭ ‬الرأفة‭ ‬بأنه‭ ‬موسم‭ ‬مخيب،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬عودتنا‭ ‬كمتابعين،‭ ‬وعودت‭ ‬الأنصار‭ ‬والمؤيدين‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬موسمها‭ ‬خالية‭ ‬الوفاض،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬ترفع‭ ‬درعا‭ ‬أو‭ ‬كأسا،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬2022‭-‬2023‭ ‬محليا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دوري‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬أو‭ ‬كأس‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬ولا‭ ‬خارجيا‭ ‬ويتعلق‭ ‬بالذهاب‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬منافسات‭ ‬الأندية‭ ‬الآسيوية‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬على‭ ‬أرضنا‭ ‬وبين‭ ‬أحضاننا‭ ‬والتي‭ ‬تسجل‭ ‬فيها‭ ‬حضورها‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬وكانت‭ ‬فرصة‭ ‬وأي‭ ‬فرصة‭ ‬للأهلاوية‭ ‬كي‭ ‬يصالحوا‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬جماهيرهم‭ ‬العريضة‭ ‬والوفية‭.‬

وكل‭ ‬نجاح‭ ‬أو‭ ‬إخفاق‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬يقف‭ ‬وراءه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسباب،‭ ‬ونرى‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬استقرار‭ ‬الجهاز‭ ‬الفني‭ ‬هو‭ ‬أبو‭ ‬وأم‭ ‬الأسباب‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها،‭ ‬ليأخذ‭ ‬الأهلي‭ ‬بأيديهم‭ ‬لا‭ ‬بأيدي‭ ‬غيرهم‭ ‬لتقديم‭ ‬موسم‭ ‬ربما‭ ‬يعد‭ ‬استثنائيا‭ ‬بعنوان‭ ‬الإخفاق‭.‬

ولا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نوزع‭ ‬الاتهامات‭ ‬يمنة‭ ‬ويسرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬ولكن‭ ‬بصريح‭ ‬العبارة‭ ‬يتحمل‭ ‬الجهاز‭ ‬الإداري‭ ‬للعبة‭ ‬نصيب‭ ‬الأسد‭ -‬إن‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬المباشر‭ ‬عن‭ ‬الفريق‭- ‬من‭ ‬مسؤولية‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬للفريق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬إذ‭ ‬ضرب‭ ‬الأهلي‭ ‬رقما‭ ‬قياسيا‭ ‬مع‭ ‬اللعبة‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بحسب‭ ‬ذاكرتنا‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬ناد‭ ‬في‭ ‬تناوب‭ ‬ثلاثة‭ ‬أجهزة‭ ‬فنية‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬فريق‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬رياضي‭ ‬واحد،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وضعنا‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الاستقرار‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الصعد‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬الرياضي‭ ‬عامل‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬أي‭ ‬طموح،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬نسور‭ ‬الأهلي‭ ‬مع‭ ‬شديد‭ ‬الأسف‭ ‬افتقدت‭ ‬هذا‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وماذا‭ ‬نرتجي‭ ‬من‭ ‬طلبة‭ ‬تناوب‭ ‬عليهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬معلم‭ ‬في‭ ‬تدريسهم‭ ‬مادة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬العلمية،‭ ‬فالمنتظر‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬أن‭ ‬يضطرب‭ ‬الفهم،‭ ‬وتسوء‭ ‬النتائج،‭ ‬ويقال‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭: ‬إذا‭ ‬عرف‭ ‬السبب‭ ‬بطل‭ ‬العجب‭.‬

ومن‭ ‬أصعب‭ ‬المواقف‭ ‬وأفشلها‭ ‬في‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية‭ ‬أن‭ ‬يربط‭ ‬فريق‭ ‬مصيره‭ ‬بما‭ ‬يحققه‭ ‬فريق‭ ‬آخر،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬الأهلي‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬التمهيدي‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬الأندية‭ ‬الآسيوية،‭ ‬عندما‭ ‬ربط‭ ‬ممثل‭ ‬طائرة‭ ‬المملكة‭ ‬مصير‭ ‬تأهله‭ ‬لربع‭ ‬النهائي‭ ‬بفوز‭ ‬الكوري‭ ‬على‭ ‬الإندونيسي‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الأخير‭ ‬كذب‭ ‬هذه‭ ‬النظرية،‭ ‬ولعب‭ ‬مباراة‭ ‬العمر،‭ ‬وحقق‭ ‬ما‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬تحقيقه‭ ‬الأهلاوية‭ ‬أنفسهم‭ ‬أمام‭ ‬الشمشون‭ ‬الكوري‭.‬

وكنت‭ ‬شخصيا‭ ‬أشفق‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الجماهير‭ ‬الأهلاوية‭ ‬التي‭ ‬حضرت‭ ‬لتقف‭ ‬مؤازرة‭ ‬للفريق‭ ‬الكوري‭ ‬أمام‭ ‬الفريق‭ ‬الإندونيسي،‭ ‬وبعض‭ ‬لاعبي‭ ‬الفريق،‭ ‬لعل‭ ‬وعسى‭ ‬يحقق‭ ‬الكوريون‭ ‬المعجزة،‭ ‬وتستجيب‭ ‬السماء،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الاندونيسيين‭ ‬قطعوا‭ ‬الشك‭ ‬باليقين‭ ‬ليتأهلوا‭ ‬للدور‭ ‬الثاني‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬متصدرين‭ ‬مجموعتهم‭.‬

فالأهلي‭ ‬بيده‭ ‬لا‭ ‬بيد‭ ‬عمرو‭ ‬أو‭ ‬زيد‭ ‬قدم‭ ‬درسا‭ ‬وعبرة‭ ‬لبقية‭ ‬الأندية،‭ ‬بأن‭ ‬الطموحات‭ ‬الرياضية‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬بتغيير‭ ‬الأجهزة‭ ‬الفنية‭ ‬أو‭ ‬باستقطاب‭ ‬أمهر‭ ‬اللاعبين‭ ‬أو‭ ‬بالتحشيد‭ ‬الجماهيري‭ ‬أو‭ ‬الإعلامي،‭ ‬أو‭ ‬بدعاء‭ ‬الوالدين،‭ ‬أو‭ ‬الاتكال‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬عاقل‭ ‬أن‭ ‬يستنقصه،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬الاستقرار‭ ‬الفني‭ ‬يا‭ ‬أهلينا‭ ‬هو‭ ‬القشة‭ ‬التي‭ ‬قصمت‭ ‬الظهر‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا