برأت المحكمة الصغرى الجنائية بحرينيا من قتل طفل بالخطأ في حادث مروري، بعد أن تبين للمحكمة من واقع التقارير الفنية أن الطفل قام بعبور الشارع بسرعة لم تمكن المتهم من تفاديه، بالإضافة إلى العبور في غير المكان المخصص.
وقال المحامي علي عبدالمحسن إن المجني عليه كان موجودا مع عائلته في منطقة المواقف المحاذية للطريق وهي منطقة ظلامها دامس وكان المجني عليه يلعب كرة القدم وفي تلك الأثناء خرج من جهة المواقف ودخل الشارع جرياً بغرض الركض خلف الكرة وكان يرتدي ملابس داكنة اللون وخرج من جهة توجد بها عديد من الأشجار التي من الممكن أن تحجب الرؤية وقطع مسافة 8 أمتار وانتهى من عبور الطريق وعند دخوله المنطقة الترابية صادف قدوم المتهم بواسطة مركبته بالطريق العام وعندما انتبه للمجني عليه حاول أن يتفادى الاصطدام به وقام بضغط الفرامل وانحرف بالمركبة إلى الجانب الأيمن لخارج المسار باتجاه المساحة الترابية محاولاً تفادي الاصطدام بالمجني عليه ولكنه اصطدم به ما أدى إلى إلحاق إصابات به أدت إلى وفاته.
حيث يسن التقرير الفني أن خطأ المجني عليه وقت الحادث هو دخول الطريق جرياً وعدم مراعاة مرور المركبات ولم يتوقف قبل عبور الطريق والنظر إلى جانبيه قبل العبور، كما ثبت أن اللجنة المباشرة للحادث لم تتمكن من تحديد هوية المخطئ بالحادث كما ثبت بأقوال المتهم بمحضر استجوابه بتحقيقات النيابة العامة من أنه عند قيادته المركبة بمساره الصحيح فوجئ بمجموعة أطفال تخرج من بين الأشجار المحيطة بمواقف السيارات الخارجية وقام المجني عليه بالعبور جرياً أمامه خلف كرة القدم وحاول تفادي الاصطدام به عبر الانحراف لخارج المسار واستخدام الفرامل ولكنه لم يتمكن من تفادي الاصطدام.
وقالت المحكمة في حيثيات الحكم إن أركان الجريمة لم تكتمل على سند أن مدار الحكم بالإدانة تحقق الخطأ من المتهم، وحيث إن البادي وفقاً للدفوع المقدمة من وكيل المتهم باستغراق خطأ المجني عليه لخطأ المتهم وانتفاء الخطأ وما تضمنت من إثبات خلو الشارع من الأنوار ووجود عدد من الأشجار التي تحول دون رؤية ما خلف الشارع من الجهة الترابية وعلى اعتبار أن الصغير رحمه الله كان يرتدي ملابس سوداء وحيث إن المتهم قد حاول تفادي الاصطدام بالمجني عليه بالقدر الممكن إذ انحرف بالمركبة على الجهة المعاكسة إلا أنه اصطدم بالمتوفى وتدهورت مركبته.
واستندت المحكمة إلى التقرير الفني والذي بيّن أن خطأ المجني عليه وقت الحادث هو دخول الشارع جرياً وعدم مراعاة وجود المركبات ومرورها وأنه لم يتوقف لمعاينة الطريق قبل عبوره فقام بالعبور جرياً وراء كرة كان يحاول لحاقها، وبذلك ينتفي أحد عناصر الخطأ بعدم استطاعة المتهم توقع الحادث، وحكمت المحكمة حضورياً ببراءة المتهم من تهمة القتل غير العمدي وأمرت بإحالة الدعوى المدنية التابعة للدعوى الجنائية إلى المحكمة المدنية المختصة بلا مصاريف.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك