وقت مستقطع
علي ميرزا
الحضور الجماهيري
تطرق أمس زميلنا الإعلامي أحمد الذهبة المتخصص في كرة السلة في عموده «ذهبيات» إلى إشكالية الحضور الجماهيري المحلي في الملاعب الرياضية المفتوحة والصالات المغلقة من عدمها، ورأى من زاويته الخاصة أن مربط الفرس في حضور الجماهير وغيابه هو النتائج التي تسجلها الأندية وخاصة الجماهيرية منها، وتوصل إلى أن النتائج الإيجابية من شأنها أن تجعل الجماهير تتكالب على الحضور، بينما النتائج السلبية وتراجعها من شأنها أن تفرض على الجماهير الانحسار والغياب.
وما تفضل به الزميل أحمد الذهبة نرى فيه أنه سبب واقعي غير أنه واحد من الأسباب وليس كلها، فهناك أسباب متعددة ومتداخلة ومتشابكة على سبيل التمثيل وليس الحصر ارتفاع المستوى ورقي الأداء، المواقيت المناسبة والمنتظمة، الحوافز، ضغط الالتزامات الحياتية، المناسبات الدينية، والانتماءات الرياضية والثقافة وغيرها نرى فيها أنها تمثل دور جذب أو نفور، وربما يكون كل ذلك ليس مقتصرا على الداخلي المحلي، وإنما ينسحب على كثير من الدول العربية مع الوضع بعين الاعتبار عامل الاختلاف من بلد إلى آخر.
ولو انتقلنا إلى الضفة الأخرى على مستوى الحضور الجماهيري في الملاعب الأجنبية، ونعني بها الأوروبية وخاصة ملاعب كرة القدم، لوجدنا أن مقاعد غالبية ملاعبها ممتلئة عن آخرها، بعيدا عن نتائج الفريقين المتباريين، وكثيرا ما شاهدنا مباريات لأندية نتائجها لا تسر قريبا ولا بعيدا، ومع ذلك الملعب ممتلئ عن آخره بالحضور من الأنصار، والحضور الجماهيري هناك يغلب عليه الطابع الأسري، إذ ليس من الغريب أن تشاهد الزوج والزوجة والأولاد، زد على ذلك أن الحضور لا يقتصر على فئة عمرية دون أخرى، بل نجد الطفل والبنت والشابة والشاب والرجل والأب والجد والجدة، ويتوشحون بشعار الأندية التي يناصرونها، بل هناك من يلون وجهه بشعار ناديه أو منتخب بلاده.
فالرياضة هناك ليس مقتصرة على الفوز والخسارة لا غير، بل نظرتهم إليها أوسع من ذلك، فالرياضة عندهم ثقافة وممارسة واستمتاع، وبرنامج حياتي يتساير مع بقية البرامج الحياتية الأخرى على قدم وساق.
ويبقى ما أكده الزميل الذهبة في مقالته صحيحا، فالحضور الجماهيري عندنا مرهون بالنتائج لا غير، فالنتائج الإيجابية أو السلبية هما ترمومتر الحضور الجماهيري من عدمه، وأي كلام غير ذلك لا محل له من الإعراب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك