العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

السياحي

كيف نشأت الحكاية الشعبية وما علاقتها بالإنسان الأول؟

الأربعاء ١٢ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

يتحدث‭ ‬الباحث‭ ‬البحريني،‭ ‬يوسف‭ ‬النشابة‭ ‬عن‭ ‬بداية‭ ‬نشأة‭ ‬الراوي‭ "‬سارد‭ ‬الحكايات‭ ‬والخرافات‭"‬،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬الإنسان‭ ‬الأول‭ ‬يعيش‭ ‬حياة‭ ‬بسيطة‭ ‬ويزاول‭ ‬مهن‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬الثمار‭ ‬أو‭ ‬الصيد‭. ‬

ويضيف‭ ‬النشابة‭ "‬مع‭ ‬عودته‭ ‬لعائلته،‭ ‬يسرد‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬بأدق‭ ‬التفاصيل‭. ‬وحتى‭ ‬يجذب‭ ‬زوجته‭ ‬واولاده‭ ‬للإستماع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كان‭ ‬يُضيف‭ ‬تفاصيل‭ ‬من‭ ‬نسج‭ ‬الخيال‭ ‬ومغامرات‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬مخيلته‭". ‬

ويقارب‭ ‬النشابة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الأولى،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬ينقسم‭ ‬المجتمع‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬أقسام،‭ ‬وهي‭: ‬المزارعون‭ ‬وهم‭ ‬الاغلبية،‭ ‬وغواصو‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وصيادو‭ ‬السمك،‭ ‬والصناع‭ ‬والحرفيين،‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬والخطباء،‭ ‬والطواشون‭ ‬والتجاروأصحاب‭ ‬الدكاكين‭ ‬والباعة‭ ‬المتجولون‭. ‬

ويتابع‭ ‬النشابة‭ "‬كان‭ ‬للمرأةِ‭ ‬دورٌ‭ ‬كبيرٌ‭ ‬في‭ ‬المساهمةِ‭ ‬في‭ ‬الحياةِ‭ ‬العملية،‭ ‬فكانت‭ ‬تزرعُ‭ ‬في‭ ‬المزارعِ‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الرجل،‭ ‬وتغزلُ‭ ‬القطنَ‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دورها‭ ‬كزوجة‭ ‬ومربية‭ ‬أطفال‭. ‬فكل‭ ‬فرد‭ ‬مشغول‭ ‬خلال‭ ‬وقت‭ ‬النهار‭. ‬أما‭ ‬لياليهم‭ ‬فكانت‭ ‬للسهر،‭ ‬للرجال‭ ‬مجالسهم،‭ ‬وللنساء‭ ‬مجالسهنَ‭ ‬حيث‭ ‬تسرد‭ ‬الحكايات‭ ‬والخرافات‭". ‬

‭"‬تعتبر‭ ‬الخرافة‭ ‬حكاية‭ ‬طويلة‭ ‬تتخللها‭ ‬أحداث‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬بعض‭ ‬أفرادها‭ ‬من‭ ‬السحرةِ‭ ‬والجان‭. ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬الحكايات‭ ‬مسميات‭ ‬مثل‭ ‬سوالف‭ ‬أو‭ ‬حزاوي،‭ ‬ومن‭ ‬يحكيها‭ ‬يطلقُ‭ ‬عليه‭ ‬حكواتي‭ ‬أو‭ ‬الراوي‭". ‬وفق‭ ‬يوسف‭. ‬

ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ "‬الراوي‭ ‬له‭ ‬القدرةُ‭ ‬على‭ ‬السردِ‭ ‬مصحوبًا‭ ‬بالحركات‭ ‬الجسديةِ‭ ‬المُعبرة‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬نغمات‭ ‬الصوت‭ ‬وذلك‭ ‬حسب‭ ‬تقمصهِ‭ ‬الدور‭ ‬المصاحب‭ ‬للشخصية‭ ‬في‭ ‬الحكاية‭. ‬وهو‭ ‬يدفع‭ ‬الحضور‭ ‬للتفاعل‭ ‬معه‭". ‬

ويبين‭ "‬تستمد‭ ‬الحكاية‭ ‬التي‭ ‬يرويها‭ ‬الراوي‭ ‬من‭ ‬حيويته‭ ‬أثناء‭ ‬السرد‭ ‬لمجريات‭ ‬الخطابة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬جمهوره‭ ‬يعيشون‭ ‬الحكاية‭. ‬وتربط‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الراوي‭ ‬والجمهور‭ ‬علاقة‭ ‬فقد‭ ‬يكونوا‭ ‬أقارب‭ ‬أو‭ ‬جيران‭ ‬أو‭ ‬أصدقاء‭. ‬وهذه‭ ‬المعرفة‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬ما‭ ‬يرويه‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬حكايات‭ ". ‬

ويؤكد‭ "‬الحكاية‭ ‬الشعبية‭ ‬تنساب‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬اتجاهات‭ ‬من‭ ‬الراوي‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور،‭ ‬ومن‭ ‬الجمهور‭ ‬إلى‭ ‬الراوي‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعقيبات،‭ ‬ومما‭ ‬يدور‭ ‬بين‭ ‬الحضور‭ ‬أنفسهم‭."  ‬

ويتطرق‭ ‬النشابة‭ ‬إلى‭ "‬الطبقات‭ ‬الصوتية‭ ‬التي‭ ‬تحاكي‭ ‬أصوات‭ ‬الشخصيات‭ ‬وتقليدها‭ ‬مثل‭ ‬أصوات‭ ‬الرجال‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والشباب‭ ‬وكذلك‭ ‬النسوة‭ ‬العجائز‭ ‬والجن‭ ‬والعفاريت‭ ‬والأصوات‭ ‬التي‭ ‬تمتاز‭ ‬بالغضب‭ ‬والمرح‭. ‬وقد‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬السرد‭ ‬والصمت‭ ‬لفترات‭ ‬قصيرة‭ ‬مقصودة‭ ‬بين‭ ‬مجريات‭ ‬أحداث‭ ‬الحكاية‭". ‬

أسباب‭ ‬سرد‭ ‬الحكاية‭ ‬

يعلل‭ ‬يوسف‭ ‬النشابة‭ ‬أسباب‭ ‬سرد‭ ‬الحكايات‭ ‬إلى‭ ‬التسامر‭ ‬وقضاء‭ ‬ليالي‭ ‬الشتاء‭ ‬الطويلة،‭ ‬وغرس‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتعاليمها‭ ‬واخلاقياتها‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الحضور‭ ‬والتعليم‭ ‬والتثقيف،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬طرح‭ ‬الموعظةِ‭ ‬الحسنة‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬الحياتية‭ ‬اليومية،‭ ‬وكسب‭ ‬الرزق‭ ‬الحلال،‭ ‬واحترام‭ ‬الكبير‭ ‬وتقدير‭ ‬الصغير‭. ‬

ويستهلُ‭ ‬الراوي‭ ‬الحكاية‭ ‬بمقدمةٍ‭ ‬تُحفزُ‭ ‬المستمعين‭ ‬على‭ ‬الإنتباه،‭ ‬وهي‭ ‬إعلانٌ‭ ‬ببدء‭ ‬مجريات‭ ‬الحكاية‭ ‬التي‭ ‬تتطلبُ‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬عدم‭ ‬تغيير‭ ‬أماكنهم‭. ‬وتختلف‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬راوي‭ ‬لآخر‭ ‬ومن‭ ‬بلد‭ ‬لآخر‭. ‬ونستعرض‭ ‬مقدمة‭ ‬الحكاية‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭: ‬

 البحرين‭ ‬

زور‭ ‬بن‭ ‬زرزور‭ ‬اللي‭ ‬عمره‭ ‬ما‭ ‬حلف‭ ‬ولا‭ ‬كذب‭ ‬زور‭ ‬ذبح‭ ‬بقه‭ ‬وترس‭ ‬سبعة‭ ‬جدور‭ ‬وخله‭ ‬العيش‭ ‬واللحم‭ ‬منثور‭ ‬فوق‭ ‬الصواني‭ ‬تدور‭. ‬

الكويت‭ ‬

ما‭ ‬يانا‭ ‬وياكم‭ ‬إلا‭ ‬خير‭ ‬لفانا‭ ‬ولفاكم‭ ‬وشر‭ ‬تعدانا‭ ‬و‭ ‬تعداكم‭ ‬و‭ ‬السوالف‭ ‬تروح‭ ‬و‭ ‬تي‭ ‬يا‭ ‬عاشقين‭ ‬النبي‭  ‬

عمان‭ ‬

اول‭ ‬ما‭ ‬نبدأ‭ ‬بِسْم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم‭ ‬،ولا‭ ‬يحلو‭ ‬الكلام‭ ‬إلا‭ ‬بالصلاة‭ ‬على‭ ‬خير‭ ‬الأنام‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد‭ ‬واله‭ ‬وسلم‭. ‬كان‭ ‬يا‭ ‬ما‭ ‬كان‭. ‬في‭ ‬قديم‭ ‬الزمان وسالف‭ ‬العصر‭ ‬والأوان ‭ ‬

القطيف‭ ‬

كان‭ ‬ياما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬قديم‭ ‬الزمان‭ ‬سلطان،‭ ‬ولا‭ ‬سلطان‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كذبت‭ ‬أنا‭ ‬يغفر‭ ‬لي‭ ‬الله‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬كذب‭ ‬الشيطان‭ ‬فليلعنه‭ ‬الله‭. ‬

الجزائر‭ ‬

كان‭ ‬يا‭ ‬ماكان‭ ‬حتى‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬حتى‭ ‬كان‭ ‬الحبق،‭ ‬والسوسان‭ ‬في‭ ‬حِجر‭ ‬النبي‭ ‬العدنان‭. ‬

المغرب ‭ ‬

والتفاح،‭ ‬والنفاح،‭ ‬والقوارص‭ ‬على‭ ‬الصباح‭. ‬بيت‭ ‬بابا‭ ‬عامرة‭ ‬ببرشا‭ ‬حكايات‭. ‬هيا‭ ‬يا‭ ‬الأولاد‭  ‬ويا‭ ‬البنات‭. ‬دوروا‭ ‬ تلموّا‭ ‬بيا‭. ‬بخرافتنا‭ ‬تحلى‭ ‬العشوية‭ . ‬

تونس‭ ‬

حچيتكم‭ ‬ما‭ ‬بجيتكم‭ ‬خير‭ ‬جانا‭ ‬،و‭ ‬جاكم؛‭ ‬اكل‭ ‬عشاكم،‭ ‬وفات‭ ‬خلاكم‭. ‬

السودان‭ ‬

كالكما‭ ‬كلك‭ ‬عن‭ ‬مولانا‭ ‬هو‭ ‬اللي‭ ‬بالني‭ ‬بالك،‭ ‬ونبدأ‭ ‬الحكاية،‭ ‬وهو‭ ‬الرازقني،‭ ‬و‭ ‬رازقك‭ ‬

‭ ‬الخاتمة‭:‬ ‭ ‬

‭- ‬هذي‭ ‬خريفة‭ ‬الطير‭ ‬عجاج‭. ‬

‭- ‬وطار‭ ‬الطير‭ ‬الله‭ ‬يمسيكم‭ ‬بالخير‭. ‬

‭- ‬رحت‭ ‬وخليتهم‭ ‬ما‭ ‬عدت‭ ‬أريتهم‭. ‬

‭- ‬وهذي‭ ‬خريفتي‭ ‬وعلى‭ ‬فلان‭ ‬بدالها‭.. ‬

نعمت‭ ‬صالح‭ ‬

 ‭ ‬فلسطين‭ ‬

‭ ‬إعداد‭ : ‬

د‭. ‬يوسف‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬ماجد‭ ‬النشابه‭ ‬

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬

المصادر‭ ‬

صفحات‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬4‭ ‬

صفحات‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬5‭ ‬

صفحات‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬6‭ ‬

الأصدقاء‭ ‬الذين‭ ‬تمت‭ ‬الأستعانة‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬الحكاية‭  ‬

اعداد‭: ‬

د‭. ‬يوسف‭ ‬احمد‭ ‬النشابه‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا