كتبت: زينب إسماعيل
تصوير: محمود بابا
رقصة الفجري كان يؤديها صيادو اللؤلؤ على السواحل بعيدا عن المناطق السكنية حتى لا يتسببون بالإزعاج.
يتناول كتاب «معتقداتنا الشعبية بين الماضي والحاضر» للباحث البحريني يوسف النشابة هذه الرقصة، ويشير: «يؤدي هذه الرقصة صيادو اللؤلؤ في المواسم التي يكونون فيها بعيدا عن البحر وتؤدى على سواحل البحر بعيدا عن الحي السكني وعن مسمع ومرأى الأهالي».
ويضيف: «يقوم الراقصون بحركات بطيئة نوعا ما وخطوات بطيئة تتخللها قفزات إلى أعلى مع ثني الركبتين وتسمى (النشة) وهي حركات محدودة المكان بالرغم من المساحة الواسعة في البراحة التي تؤدى فيها الرقصات». تتشابه رقصات الفجري مع الرقصات التي تؤدى على ظهر السفينة في نطاق محدود المساحة.
وتمتاز رقصات الرجال بالخشونة وتتمثل في القفزات وثني الركب وملامسة الأرض وكلها تعني هبة الاستعداد لتلبية النداء دون تردد، مع إبراز الخفة في التحرك لنفض الطاقة المشحونة المكبوتة من الحرمان في قفزات متتالية يشعر بعدها الراقص بالراحة النفسية تاركا الساحة لراقص آخر، ويعتقد أن القفز إلى الأعلى يقربهم إلى السماء.
ومن أهم الآلات المستخدمة: الجحلة وهي إناء فخاري عمل في الأساس لحفظ وشرب الماء وذلك بالفرع على جوانب الجحلة وعلى فتحتها كي تصدر منها أصوات إيقاعية، كذلك الطارات والطبل يتخللها الصاكول وهو طار يتلاعب به أحد العازفين لزخرفة النغمات وكذلك المراويس وهي طبلات صغيرة تقرع بالأصابع.
جدير بالذكر أن «الفجري» كان ضمن 48 ترشيحا من كل أنحاء العالم تم النظر في إدراجه في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية خلال اجتماع المنظمة السنوي، ويُعد من الفنون الغنائية التي تتميز بها المنامة بجانب عدد من دول الخليج العربية، التي امتهنت فترة ازدهار صيد اللؤلؤ خلال الحقبة الزمنية التي سبقت اكتشاف النفط في المنطقة، إذ اعتمدت البحرين في اقتصادها أوائل القرن التاسع عشر على صيد اللؤلؤ لغاية عام 1932، وهو العام الذي اكتُشف فيه أول حقل نفطي على الجزيرة.
وعلقت «اليونسكو» على موقعها بالتزامن مع إعلان إدراج الموروث الشعبي البحريني على قوائمها الثقافية، قائلة: «إن تاريخ (الفجري) يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، وكان يؤديه غوّاصو وطواقم صيد اللؤلؤ، للتعبير عن المشاق التي يواجهونها في البحر».
وأضافت: «المؤدون يجلسون على شكل دائرة، ويغنون، ويعزفون على أنواع مختلفة من الطبول والصنوج المعدنية الصغيرة في الأصابع وآلة الجحل، وهي عبارة عن وعاء من الفخار يُستخدم كآلة موسيقية».
وتابعت: «يحتل وسط الدائرة الراقصون والمغني الرئيس المسؤول عن ضبط إيقاع العرض».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك