وقت مستقطع
علي ميرزا
على هامش النهائي الأول
لا يختلف اثنان من الذين تابعوا النهائي الأول بين النجمة ودار كليب من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة على أن الأخير خاض المباراة، وهو قارئ جيد لمكامن القوة قبل الضعف لدى منافسه، ولا يمكن لأي حاذق وذي فهم أن يقول إن رفاق محمود عبدالواحد قائد الفريق لم يؤدوا في المباراة، وإنما جاءهم الانتصار على طبق من ذهب، فلا يمكن لأي كان يحترم عقله أن يتفوه بهذا الكلام.
ولكن الصحيح أيضا وبعيدا عن أي مبرر أن فريق النجمة هو الطرف الذي دفع ثمن توقفه الرسمي باهظا ولا ذنب له في ذلك، وبعد فوز الفريق في نصف النهائي على المحرق كتبنا بأن «النجمة وصل وينتظر» وهذا ما أشار إليه بصريح العبارة لاعبه حسن ضاحي في تسجيل الصوت والصورة بعد المباراة والموجود على حساب الاتحاد «الانستجرام»، بأن الشكل والمضمون اللذين ظهرا به النجمة نتيجة توقفهم عن خوض المباريات الرسمية، في الوقت الذي كان منافسهم في خضم هذه المباريات سواء كان خارجيا «أندية غرب آسيا» أو محليا «نصف النهائي»، وهذا ما ألمحنا إليه في التقديم الذي نشر في صبيحة يوم المباراة، فهل يستوى الذين يلعبون والذين لا يلعبون؟
ومن هذا المنطلق ما حصل في المباراة يعكس الواقع الذي عايشه الفريقان، وصاحب هذه الأسطر واحد من الذين توقعوا أن يدفع فريق دار كليب ثمن مشاركته في بطولة أندية غرب آسيا على اعتبار أن لاعبيه سيعودون من هناك منهكون، وهذا ما قاله لنا رئيس النادي محفوظ ثامر قبل لحظات من بدء مباراة الفريق أمام الأهلي في نصف النهائي الأول جراء أرضية الصالة الإسمنتية التي لعبوا عليها المباريات هناك وأمور أخرى، غير أن القائمين على شأن الفريق عرفوا كيف يتفادون مثل هذه الأمور من تراجع الأداء والهبوط في المستوى، وساعدهم على ذلك بأن الحالة العامة لفريق الأهلي لم تكن في المستوى المنتظر، وهذا من دون شك جعل لاعبي العنيد يتغلبون وهم أصحاب خبرة على مثل هذه المواقف، ويواصلون الدخول سريعا في جو المنافسة.
ولهذا السبب وأسباب أخرى، لم يظهر رفاق الكابتن فاضل عباس قائد النجمة بالصورة المرجوة منهم، رغم أنهم حاولوا العودة إلى أجواء المباراة وحصل لهم ذلك بعد التخلف بشوطين نظيفين، ولكن ظرفهم كان أقوى منهم، ولا يعني هذا أن الفريق لم تكن كرته الأولى سيئة، وحوائط صده كانت مهلهلة، وإرساله رغم التوجيه كان بعيدا عن التأثير، والضرب الهجومي افتقد شيئا من فاعليته، حتى محترفه الأستوني كيفين سار كان يخطئ في مواقيت حرجة ما دفع الجوكر عباس الذي تعود على الجدية وثقافة الفوز إلى إظهار العين الحمراء في أحد أوقات الفريق المستقطعة قبل احتواء الموقف سريعا.
وإذا كان دار كليب قد استثمر الحالة العامة لفريق النجمة خير استثمار في النهائي الأول، وإذا كان الشوط الأول من التنافس قد صب في صالح دار كليب، وهذا قرَّبه شوطا من اللقب، غير أن هناك شوطا آخر الثلاثاء القادم، لا أحد يعرف كيف ستؤول إليه الأمور، وخاصة أن المنافس عناصره من ذوي الخبرة وعركوا مثل هذه المواقف، ويعرفون كيف يعودون أحسن مما كانوا، ومدرب الفريق خالد بلعيد لن يقف مكتوف الأيدي، غير أن الفريق يحتاج خلال اليومين القادمين إلى لملمة الأمور، واستيعاب الدرس، وخاصة أن أمامهم فرصة مقابل فرصتين لدار كليب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك