العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

الملك تشارلز الثالث يختتم زيارته التاريخية لألمانيا بجولة في هامبورغ

السبت ٠١ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

هامبورغ‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬اختتم‭ ‬ملك‭ ‬بريطانيا‭ ‬تشارلز‭ ‬الثالث‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬زيارته‭ ‬التاريخية‭ ‬لألمانيا‭ ‬بمحطة‭ ‬للذكرى‭ ‬في‭ ‬هامبورغ،‭ ‬في‭ ‬بادرة‭ ‬ترتدي‭ ‬بعدا‭ ‬رمزيا‭ ‬كبيرا‭ ‬بعد‭ ‬80‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬الغارات‭ ‬الدامية‭ ‬التي‭ ‬شنها‭ ‬الحلفاء‭. ‬في‭ ‬ختام‭ ‬أول‭ ‬زيارة‭ ‬له‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭ ‬بصفته‭ ‬ملكا،‭ ‬توجه‭ ‬الملك‭ ‬تشارلز‭ ‬الثالث‭ ‬وزوجته‭ ‬كاميلا‭ ‬صباح‭ ‬الجمعة‭ ‬عبر‭ ‬القطار‭ ‬من‭ ‬برلين‭ ‬الى‭ ‬هامبورغ،‭ ‬ثاني‭ ‬مدينة‭ ‬في‭ ‬المانيا،‭ ‬برفقة‭ ‬الرئيس‭ ‬الألماني‭ ‬فرانك‭-‬فالتر‭ ‬شتاينماير‭. ‬

في‭ ‬ختام‭ ‬رحلة‭ ‬استغرقت‭ ‬ساعتين‭ ‬في‭ ‬القطار،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬نادر‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬زيارة‭ ‬دولة،‭ ‬قام‭ ‬العاهل‭ ‬البريطاني‭ ‬بوضع‭ ‬إكليل‭ ‬من‭ ‬الزهر‭ ‬تحت‭ ‬المطر‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬دامتور‭ ‬امام‭ ‬نصب‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬الأطفال‭ ‬اليهود‭ ‬الذين‭ ‬أرسلوا‭ ‬الى‭ ‬بريطانيا‭ ‬هربا‭ ‬من‭ ‬النازية‭. ‬ثم‭ ‬توجه‭ ‬الى‭ ‬كنيسة‭ ‬القديس‭ ‬نيكولاس‭ ‬التي‭ ‬دمرت‭ ‬جراء‭ ‬القصف‭ ‬الجوي‭ ‬البريطاني‭ ‬والأمريكي‭ ‬في‭ ‬1943،‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬تأمل‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الرئيس‭ ‬الألماني،‭ ‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬معنوية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬

تعتبر‭ ‬زيارة‭ ‬كنيسة‭ ‬القديس‭ ‬نيكولاس‭ ‬التي‭ ‬تركت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬خراب‭ ‬وتستخدم‭ ‬كنصب‭ ‬تذكاري،‭ ‬في‭ ‬المانيا،‭ ‬إشارة‭ ‬الى‭ ‬المسؤولية‭ ‬والمصالحة‭ ‬ذات‭ ‬‮«‬الأهمية‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬‮«‬أي‭ ‬خطاب‮»‬‭ ‬بحسب‭ ‬صحيفة‭ ‬بيلد‭ ‬الشعبية‭. ‬وقال‭ ‬أسقف‭ ‬هامبورغ‭ ‬كيرستن‭ ‬فيرس‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬صلاة‭ ‬المصالحة‭ ‬الجمعة‭ ‬إن‭ ‬‮«‬إشارة‭ ‬المصالحة‭ ‬بين‭ ‬العدوين‭ ‬السابقين‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬والذكرى‭ ‬المشتركة‭ ‬للضحايا‭ ‬هي‭ ‬إشارة‭ ‬مهمة‮»‬‭. ‬

في‭ ‬24‭ ‬يوليو‭ ‬1943،‭ ‬أطلقت‭ ‬بريطانيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عملية‭ ‬ادت‭ ‬الى‭ ‬مقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬هامبورغ‭. ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬الهجوم‭ ‬الجوي‭ ‬الأكثر‭ ‬دموية‭ ‬مع‭ ‬قصف‭ ‬دريسدن‭ ‬في‭ ‬الشرق‭. ‬وكانت‭ ‬الملكة‭ ‬اليزابيث‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬توفيت‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬قد‭ ‬زارت‭ ‬في‭ ‬1992‭ ‬كنيسة‭ ‬السيدة‭ ‬العذراء‭ ‬في‭ ‬دريسدن،‭ ‬وهي‭ ‬رمز‭ ‬للدمار‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬وقد‭ ‬أعيد‭ ‬بناؤها‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭. ‬لكنها‭ ‬استقبلت‭ ‬آنذاك‭ ‬برشق‭ ‬البيض‭. ‬

يبقى‭ ‬التطرق‭ ‬الى‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬المدنيون‭ ‬الألمان‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬موضوعا‭ ‬حساسا‭ ‬جدا‭ ‬ومن‭ ‬المحرمات‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬مصرع‭ ‬ستة‭ ‬ملايين‭ ‬يهودي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬النازية‭. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الضربات‭ ‬الجوية‭ ‬تبقى‭ ‬بين‭ ‬أعمال‭ ‬الحرب‭ ‬الاكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للجدل‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الحلفاء‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬ترويع‭ ‬السكان‭ ‬وإرغام‭ ‬نظام‭ ‬هتلر‭ ‬على‭ ‬الاستسلام،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬المدنيين‭. ‬

يشير‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬الألماني‭ ‬الى‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬الشعب‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الضربات‭ ‬لكي‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬الذنب‭ ‬المرتبط‭ ‬بالنازية‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬السبعينات‭. ‬كان‭ ‬التقارب‭ ‬الألماني‭ ‬البريطاني‭ ‬ومستقبل‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المواضيع‭ ‬الرئيسية‭ ‬لزيارة‭ ‬تشارلز‭ ‬الثالث‭ ‬التي‭ ‬استغرقت‭ ‬ثلاثة‭ ‬ايام‭ ‬وهي‭ ‬الأولى‭ ‬له‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭ ‬بصفته‭ ‬ملكا‭. ‬وتشكل‭ ‬زيارته‭ ‬أيضا‭ ‬بادرة‭ ‬أوروبية‭ ‬مهمة‭ ‬بعد‭ ‬خروج‭ ‬بريطانيا‭       ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬

وأصبح‭ ‬الخميس‭ ‬أول‭ ‬ملك‭ ‬يتحدث‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الالماني‭ ‬حيث‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬لعودة‭ ‬‮«‬آفة‮»‬‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬اوروبا‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬تطرقه‭ ‬الى‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬اوكرانيا‭ ‬مؤكدا‭ ‬ان‭ ‬الحلفاء‭ ‬يمكنهم‭ ‬‮«‬تجسيد‭ ‬الشجاعة‭ ‬بوحدتهم‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬الذي‭ ‬استغرق‭ ‬حوالي‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬إن‭ ‬الحرب‭ ‬تشكل‭ ‬‮«‬تهديدا‮»‬‭ ‬لأمن‭ ‬أوروبا‭ ‬‮«‬ولقيمنا‭ ‬الديمقراطية‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا