العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

الدور القيادي لأمريكا في الشرق الأوسط يواجه تحديات عميقة

الأحد ١٩ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

واشنطن‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬شكّل‭ ‬نجاح‭ ‬الصين‭ ‬المفاجئ‭ ‬في‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران‭ ‬أخيرا‭ ‬والعنف‭ ‬الفلسطيني‭ - ‬الإسرائيلي‭ ‬المتصاعد‭ ‬خصوصا‭ ‬تحدّيا‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بعدما‭ ‬اعتُبرت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬وسيطا‭ ‬ولاعبا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬

اعتبرت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إعلان‭ ‬بكين‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬مارس‭ ‬استئناف‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران‭ ‬علاقاتهما‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المقطوعة‭ ‬منذ‭ ‬2016‭ ‬إثر‭ ‬مفاوضات‭ ‬استضافتها‭ ‬الصين‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬أمر‭ ‬جيد‮»‬‭ ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬وقتها‭ ‬‮«‬أي‭ ‬أمر‭ ‬قد‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬التوترات‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬جيد‮»‬‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حاول‭ ‬مسؤولون‭ ‬أمريكيون‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬قائلين‭ ‬إن‭ ‬بكين‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬التفوق‭ ‬على‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬تحت‭ ‬حماية‭ ‬المظلة‭ ‬الأمنية‭ ‬الأمريكية‭. ‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬الاختراق‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الذي‭ ‬حقّقته‭ ‬الصين‭ ‬يمثّل‭ ‬تحديا‭ ‬حقيقيا‭ ‬لدور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كلاعب‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬مع‭ ‬انشغال‭ ‬واشنطن‭ ‬المتزايد‭ ‬بالنزاع‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وعلى‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬بإعاقة‭ ‬التقدم‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والعسكري‭ ‬لبكين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‭. ‬

وقال‭ ‬جيمس‭ ‬راين،‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‭ ‬ريسيرتش‭ ‬إنستيتيوت‮»‬‭ ‬إن‭ ‬واشنطن‭ ‬سترحّب‭ ‬بأي‭ ‬خطوة‭ ‬يمكنها‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬المنافسة‭. ‬

وأوضح‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬قالت‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬إنه‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فإنها‭ ‬تدعم‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬سيتراجع‭ ‬التدخل‭ ‬الأمريكي‭ ‬عموما‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬يفهمها‭ ‬السعوديون‭ ‬‮«‬بوضوح‮»‬‭. ‬

ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬العلاقات‭ ‬معقدة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والسعودية‭ ‬وفيما‭ ‬تواجه‭ ‬واشنطن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬إلى‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ - ‬الإسرائيلي‭. ‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬فإن‭ ‬المفاوضات‭ ‬بشأن‭ ‬إحياء‭ ‬اتفاق‭ ‬2015‭ ‬الذي‭ ‬انسحبت‭ ‬منه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬متوقفة‭. ‬

وتؤكد‭ ‬واشنطن‭ ‬أن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬‮«‬مطروحة‮»‬‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬لمنع‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬حيازة‭ ‬أسلحة‭ ‬ذرية‭. ‬

وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬التصعيد‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬فرغم‭ ‬الدعوات‭ ‬المتكررة‭ ‬إلى‭ ‬التهدئة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬للقدس‭ ‬المحتلة‭ ‬ورام‭ ‬الله‭ ‬نهاية‭ ‬يناير،‭ ‬تفاقمت‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭. ‬

ويوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬يدين‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأحادية‭ ‬الجانب‭ ‬للتوسع‭ ‬الاستيطاني‭ ‬خصوصا،‭ ‬فيما‭ ‬يعيدون‭ ‬تأكيد‭ ‬الدعم‭ ‬‮«‬الثابت‮»‬‭ ‬لإسرائيل‭ ‬والتزام‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديه‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬الحليف‭ ‬القديم‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬تعديل‭ ‬النظام‭ ‬القضائي‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬نتنياهو‭ ‬الذي‭ ‬يرأس‭ ‬حاليا‭ ‬حكومة‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬يمينية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬اسرائيل،‭ ‬يمثّل‭ ‬إحراجا‭ ‬لواشنطن،‭ ‬وخصوصا‭ ‬بعد‭ ‬إثارته‭ ‬غضبا‭ ‬شعبيا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا