«النيابة العامـة لم تصادر حريـة الفكـر بل تقف مـوقفا ثابتا عند السخـريـة من العقيدة الإسلاميـة»، بهذه الكلمات أكدت ممثلة النيابة العامة خلال مرافعتها في قضية أعضاء جمعية التجديد المتهمين بازدراء الدين، حيث أشارت ممثلة النيابة العامة إلى أن المتهمين يدعون ممـارستهم حق التعبير عن الرأي، وحقيقة قام بـه المتهمـون من أفعال هو التعدي على العقيدة الإسلامية وعلى حريـة الإنسـان في الإيمـان حينمـا سخروا من كتاب الله عز وجـل ونبي الله وتناولوه بسخريـة.
وكانت المحكمة الصغرى الجنائية الرابعة قد استمعت أمس لمرافعة النيابة في القضية التي قررت تأجيل جلستها القادمة إلى 14 مارس لتقديم دفاع المتهمين المرافعة النهائية، حيث قالت ممثلة النيابة العامة إن ممثل الجمعية وأحد أعضائهـا وهو المتهم الأول طرح برنامجا يناقش المعجـزات النبويـة بشكل يؤدي إلى الازدراء والتشكيك في العقيدة الاسلامية والقرآن الكـريـم لأغراض سياسية وصف من خلالها المعجـزات بأنها مخترعـة، فيما كان المتهم الثاني وهـو رئيس الجمعيـة هو المسؤول عن طرح تلك الحلقات إذ تم عرض تلك المصنفات عليه ووافق على نشرها، وعليه انعقدت الإرادتان على ارتكاب الجريمة، كمـا قام المتهم الثاني بتقديم المساعدة من خلال تقديم العون وإعطاء الإرشادات والموافقة على تنفيذ المشروع الإجرامي، حيث إن المتهمين اعتنقوا ما يسمى تجديد الفكر الإسلامي رغم انعدام العلم الشرعي لديهم.
وبعد الانتهاء من المرافعة قدمت رئيسة النيابة محضر استدلال يتضمن تقدُّم بعض المنشقين عن جمعية التجديد التي ينتسب إليها المتهمون والتي تركوها وتبرأوا منها بعدما بان لهم مقاصدها وأهدافها للإدلاء بأقوالهم بشأن نشاط المتهمين الإجرامي وممارسات هذه الجمعية الضالة والمضلة، كما تم تقديم محضر تحريات مرفق به أقوال المنشقين عن الجمعية مع بيان الضغوطات التي تمارسها الجمعية على المنشقين.
وكانت النيابة العامة قد تلقت بلاغين من وزارة التنمية الاجتماعية ومن إدارة الجرائم الإلكترونية بوزارة الداخلية بشأن قيام ثلاثة من أعضاء إحدى الجمعيات بنشر عدد من العبارات، وإذاعة سلسلة من الحلقات تناولت المعجزات القرآنية وقصص الأنبياء والسيرة النبوية العطرة، ومحاولتهم استعراضها من خلال إثارة أفكار وأطروحات من شأنها المساس بأسس العقيدة الإسلامية وأصولها، وذلك على نحو ما انتهى إليه رأي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بشأنها.
وقد باشرت النيابة العامة تحقيقاتها بتفريغ العبارات والتسجيلات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفحص وتحليل تعليقات المتابعين لها فضلاً عن استجواب المتهمين، حيث ثبت من التحقيقات ثبوت الاتهام قبل المتهمين، وأن ما تم نشره وإذاعته من حلقات قد تناول استعراض آيات القرآن الكريم ومـا تضمنته من قصص ومعجزات الأنبياء بتفسيرات تتنافى مع وضوح دلالتها وحجية أحكامها على قدرة الله عز وجل، والافتراء عليها بقدر من التشكيك المتعمد على نحو من شأنه النيل مـن أسس العقيدة الإسلامية وأصولها المُجمع عليها من المسلمين كافة بجميع مذاهبهم، فضلاً عن تناولها أفكارا وآراء عن السيرة النبوية العطرة تخلق أفكار الظن والشك في رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم) ومعجزة القرآن الكريم، وزعزعة اليقين بشأنها كأحد أسس وثوابت الدين الإسلامي ودعائمه، وعليه انتهت النيابة العامة إلى تقديم المتهمين إلى المحاكمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك